»كرىستىنا« في قرارات الزعماء والقادة المصيرية.. فتش عن المرض والخطير أن يصاب أحد منهم بمرض لاشفاء منه مثل السرطان كحالة 6من زعماء أمريكا اللاتينية.. أو القلب والسكر وارتفاع ضغط الدم وحتي .. الإسهال.. والأخطر هو الإصابة بمرض »غطرسة السلطة« ومعه يصبح الزعيم »ظل الله علي الأرض لا رد لقراراته مهما أصابها من خطأ.. خاصة في ظل الأنظمة الديكتاتورية أو التي تقوم علي مبدأ »التوريث« أما الشعوب فلا عزاء لها إلا: الصبر حتي يرحل الزعيم.. أو تأتيه ثورة تطيح به إلي غير رجعة. وأمريكا اللاتينية وحدها.. لها نصيب الأسد من الرؤساء المرضي سواء كانوا علي قيد الحياة أم فارقوها.. أو مازالوا في الحكم.. أو رحلوا عنه! فمع نهاية العام الماضي.. أعلنت الأرجنتين رسميا عن إصابة رئيستها كريستينا فرنانديز بالسرطان وأنها خضعت بالفعل في 4 يناير الحالي لعملية جراحية.. كشفت عن عدم إصابتها بالمرض.. ومع المرض ستتوقف الرئيسة الجميلة عن مزاولة نشاطها حتي نهاية الشهر الحالي لتقضي فترة من النقاهة يتولي الرئاسة نيابة عنها فيها نائبها »أما دوبودو« ومع إصابة الرئيسة تكون هي سابع الرؤساء اللاتينيين الذين أصيبوا به بعد رئيس أوروجواي الحالي (موخيكا) ورئيس الباراجواي (فرناندولوجو) وفنزويلا (هوجو شافيز) والبرازيل السابق لولا ومن قبل كل هؤلاءالزعيم الأشهر لكوبا: "فيدل كاسترو" الذي استقال من رئاسة البلاد والجيش في فبراير 8002 تاركا الحكم لشقيقه راؤول وبعد 91شهرا كاملا في صراع مع المرض اللعين.. ولا يزال يعالج منه ومع هؤلاء الرئيسة البرازيلية الحالية التي خلفت "لولا" وهي ديلما روسيف". والظاهرة هذه.. دفعت الرئيس الفنزويلي إلي القول بأنه من المحتمل أن يكون لأمريكا دور في انتشار المرض بين زعماء منطقته.. ولم يستبعد الزعيم الذي خضع لعملية مؤخرا لاستئصال ورم سرطاني في كوبا.. أن تكون أمريكا قد نجحت في تطوير تقنية سرية لإصابة هؤلاء الزعماء بالسرطان بأنواعه من: سرطان بالحنجرة للغدد الليمفاوية والدرقية والرئة. والغريب أن ما يجمع كل هؤلاء الزعماء عدا إصابتهم بالسرطان هو: ميولهم اليسارية أو المعارضة بشكل أو بآخر لسياسات أمريكا التوسعية حول العالم.. وفي منطقة أمريكا اللاتينية بوجه خاص وأغلبهم من أشد منتقدي أمريكا وسياساتها تلك الخاصة بالشرق الأوسط وإسرائيل وسوريا والملف النووي الإيراني.. وحتي مايحدث في كوريا الشمالية وبعضهم دعا إلي شراكات دولية في مواجهة التوسع الأمريكي مع كل من: الصين وروسيا وروسيا البيضاءوإيران وبعض البلدان في إفريقيا وأمريكا الوسطي. والتفسير قد يبدو معقولا أو مقبولا.. لحالة قارة أمريكا اللاتينية كظاهرة لافتة للأنظار.. ولكن تفسيرها لباقي قادة وزعماء حول العالم أصيبوا بعدة أمراض لها عدة تفاسير أخري.. ففي حالة زعماء بريطانيا مثلا هناك عدد من رؤساء الوزراء وآخرهم: المرأة الحديدية "مارجريت تاتشر" التي أصيبت بالزهايمر بعد خروجها من السلطة بوقت قصير. وفي سبعينيات القرن الماضي كان هناك "جيمس كالاهان" الذي خضع لعملية في البروستاتا ومن قبله "هارولد ويلسون" الذي عاني كثيرا من مشاكل الذاكرة وأصيب بالزهايمر بعد قراره بالتنحي عن رئاسة الوزراء عام 9791 وبعدها عاني من تدهور شديد في نشاطه الدماغي. وعن التاريخ وحول العالم.. حدث ولا حرج من أمراض القادة والرؤساء والملوك.. مابين المرض العضوي والعقلي ومابين أمراض مثل »السرطان« و»الزهايمر« و»السكر« و»القلب« إلي: الهلوسة والجنون والغطرسة وجنون العظمة والهلاوس. ومع هذه الأمراض.. برزت زعامات أبرزها: »هتلر« و»القذافي« و»مبارك« والرئيس الأوغندي الأسبق: »عيدي أمين« والصيني: »ماوتسي تونج« والصربي: »ميلوسوفيتش« والزيمبابوي: »موجابي« والعراقي المقتول: »صدام حسين«. وحولهم زعماء أثروا في العالم بدرجة أكبر أو أقل ومنهم: »تيودور روزفلت« الذي قاد أمريكا والعالم لنهاية الحرب العالمية الثانية وهو علي كرسي متحرك و»نيكسون« صاحب فضيحة ووترجيت الشهيرة. وفي التاريخ الأمريكي.. تقرأ عن شخصية مثل الرئيس »ابراهام لينكولن« كأبرز الشخصيات في تاريخها كله.. ورغم ذلك فقد كان مصابا بأشد أنواع الاكتئاب وتقلبات المزاج والميل للانتحار أكثر من مرة خلال فترة شبابه.. واعتقد المراقبون أنه لن ينجح ورغم ذلك قاد بلاده للوحدة وتكوين الولاياتالمتحدةالامريكية بشكلها المتعارف عليه حاليا وبنفس المرض أصيب »روزقلت« »وخروتشوف« الزعيم الروسي المتقلب الأطوار.. والزعيم الأشقر لبريطانيا: "ونستون شرشل" ونوباته العميقة من الاكتئاب. وفي إيران.. لم يكن أغلب الناس يعلمون أن قرارات الشاه السابق "محمد رضا بهلوي" كان أغلبها بسبب معاناته الشديدة من مرض سرطان الغدد الليمفاوية الذي أصيب به في أوائل السبعينيات من القرن الماضي وأبقي عليه في طي الكتمان حتي 9791 حين لم يكن إخفاؤه ممكنا بعد أن تخلت صحته عنه.. وعرشه أيضا. وفي فرنسا.. أصيب الرئيس الأسبق "فرانسوا ميتران" بسرطان البروستاتا طوال فترة حكمه كله تقريبا ولم يعلم الفرنسيون بالمرض طوال 11 عاما كاملا حتي أعلن عنه بعد خروج ميتران من السلطة. والأخطر من هذه الأمراض العضوية.. أمراض السلطة ذاتها وأبرزها: الغطرسة وهي ظاهرة تلازم الزعماء والقادة حتي قبل توليهم السلطة وأعراضها متنوعة: فهناك الميل للظهور والاهتمام المفرط بالصورة الخارجية ونظرة الجماهير وتمجيد الذات بشكل مبالغ فيه.. والحديث بصيغة »أنا« بدلا من »نحن« عند التحدث مع الآخرين.. والرغبة المبالغ فيها في نقد الآخرين وبالقدرة علي الإنجاز الشخصي.. وبأن هذه الشخصية عند امتلاكها للسلطة ليست محاسبة من الآخرين أو أمام القوانين والرأي العام وفي بعض الحالات يصل انتفاخ الذات لدرجة انقطاع صلتهم بالواقع.. »وبالعجرفة العاجزة« والتي تعني اتجاه الحكم علي الأمور نحو الخطأ المتكرر بسبب ثقة القائد أو الزعيم بذاته وامتناعه عن سماع أو مناقشة وجهات نظر الآخرين. وهناك عوامل أخري قد تؤدي لهذا الشعور.. وأبرزها: صعود الزعيم الساحق للسلطة وهو مايعطيه الاحساس الزائف بالبقاء لأطول فترة ممكنة. والأخطر.. أن مثل هؤلاء الزعماء المرضي بجنون السلطة أو الغطرسة واحتقار النصيحة أو المشورة.. يصعب إزاحتهم عن السلطة خاصة في الأنظمة »الديكتاتورية« أو التي تقوم علي مبدأ »التوريث«.. وهنا تحدث الكوارث.. وما أمثلة مثل: حالة مبارك الأب أو صدام حسين أو حتي.. القذافي المقتول.. ببعيدة عنا؟!