التاريخ يكرر نفسه..

محمد رياض يجسد شخصية الإمام الغزالي في مسلسل تليفزيوني

ما أشبه الليلة بالبارحة هذا هو الوصف الدقيق الذي قاله الفنان محمد رياض للصدفة التي جمعته بشخصية الإمام الغزالي في عمل درامي يصوره هذه الأيام، لما بها من أحداث وصراعات ونزاعات علي كرسي الحكم، مسلسل الإمام الغزالي يعتبر السيرة الشخصية الدينية الرابعة في مشوار رياض الفني بعد الإمام الترمذي وابن حنبل وابن حزم وحول هذا الدور وما به من خبايا وأسرار كان لنا معه هذا اللقاء..
في بداية الحوار قال محمد رياض هو منذ أكثر من عدة سنوات، وأنا أحلم بتجسيد شخصية الإمام الغزالي في عمل فني ولكن لصعوبة الاستعداد لهذه الشخصيات إنتاجيا تسبب في تأجيلها طيلة هذه السنوات، فهي تحتاج وقتا طويلا في التحضير لها من أماكن تصوير وسفر وتركيب ذقون وتغيير في ملامح الوجه ودراسة للشخصية..
❊❊ وهل وجدت هذه الصعوبة في الإمام الغزالي؟
الصعوبة الكبري كانت في اختيار أماكن التصوير وقام المخرج إبراهيم الشوادي باستبدالها بأماكن أخري.. بالإضافة إلي التصوير الخارجي بالأماكن الصحراوية ونقوم حاليا بالتصوير بديكورات داخلية بالحي الإسلامي بمدينة الإنتاج الإعلامي، أما فيما يخص الشخصية فلم أجد أي صعوبات في دراستها لأنني محب لها وعلي دراية بها منذ سنوات.
❊ ❊ في أي مرحلة زمنية تتناول حياة الإمام الغزالي؟
المسلسل أحداثه تدور في ثلاثين حلقة تبدأ من مولده ونشأته وحتي وفاته عن عمر يناهز 55عاما، فحياته كانت مليئة بالأحداث ونزاعات الفرق الدينية وتناحرها باسم الإسلام والدين علي كرسي الحكم والسلطة والإمام الغزالي كان له دور في وأد هذه الفتنة من خلال دراسته لعلم الكلام والتوحيد والفقه الشافعي وأثري بها المكتبة الإسلامية.
❊ ❊ إذن نحن في حاجة إلي الإمام الغزالي في القرن ال12؟
إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها فنحن بالفعل في حاجة لمثل هذه الشخصيات لوأد الفتنة التي تعيشها مصر الآن، وكأن الزمان يعيد نفسه من جديد.
❊ ❊ هل يركز العمل علي رسالة معينة للإمام الغزالي؟
المسلسل ديني ولكن به كثيرا من الأحداث التاريخية والغزالي هو حجة المنطق وفتاواه معاصرة جدا علي سبيل المثال منها مسألة تحديد النسل وعدم منعه للحفاظ علي صحة المرأة وجمالها، وأباح الموسيقي والغناء.. وقال إنه مستحب لأن الموسيقي تسمو بالنفس وتقربك إلي الله وكان له كثير من الفتاوي ضد التكفير.
❊ ❊ بعد الإمام ابن حزم منذ ما يقرب من عشر سنوات ابتعدت عن تجسيد مثل هذه الشخصيات؟
بالفعل طيلة هذه الفترة وأنا بعيد عن الدراما الدينية والتاريخية لأن هذه الفترة شهدت ركودا حادا في تسويقها إلي جانب انشغالي بشركة الإنتاج الخاصة.
❊❊ تجربة إنتاج وحيدة للشركة بعدها لم تعلن عن أي مشاريع أخري؟
الوضع الحالي لا يبشر بالخير ولن أغامر وأجازف بخوض تجارب إنتاجية خاصة.
❊❊ كيف تري البلاد سياسيا وفنيا؟
أري أن هناك نشاطا كبيرا ومكثفا للأعمال الدرامية التي تتنافس علي خريطة العرض الرمضاني وهذه الأعمال سلكت طريق تخفيض الأجور والميزانيات حتي تدور عملية الإنتاج ومن الناحية السياسية فتوجد غمامة كبيرة تغطي أعين المجتمع المصري.
❊❊ ومن وجهة نظرك من هو رئيس مصر القادم؟
رئيس مصر القادم لابد أن يكون من الشعب وللشعب يرعي مصالحهم ويقاتل من أجلهم ويمحو سنين الذل الماضية ويعيد للمواطن المصري كرامته.
❊❊ وبالنسبة لمسألة تخفيض الأجور فماذا عنك؟
بالفعل خفضت أجري في قطاع الإنتاج ومهم في هذه الفترة أن نقف جنبا إلي جنب التليفزيون المصري.
❊❊ من بين الأئمة الأربعة التي قدمتها من منهم أكثر تأثيرا في شخصيتك؟
تأثرت بهم جميعا لأن كل إمام له شخصيته وعلمه فاستفدت من الإمام الترمذي قوة تحمله ومثابرته في جمع الحديث الشريف فكان يقطع مئات الأميال علي ظهر دابة ليتأكد من راوي الحديث وصحته لدرجة أنه أصيب بالعمي، أما الإمام أحمد بن حنبل جعلني أداوم علي الصلاة في أوقاتها لأنه كان لا يتهاون في حقوق الله.
والإمام ابن حزم كان تقديسه للقرآن والسنة أهم شيء في حياته وكان يدعو دائما المسلمين للاجتهاد فتعلمت منه معني القدسية واحترام الأشياء، وعلي الرغم من أنني مازلت في مرحلة التصوير للإمام الغزالي إلا أن قراءتي عنه عادت لي بمعني الطموح الإنساني وكيفية التفقه في الدين والبحث والاجتهاد في علوم الدين وكيفية ترتيب الأفكار وصياغتها واعتزازه بمكانته ودينه.
❊❊ وماذا بعد الإمام الغزالي من شخصيات؟
شخصية سلمان الفارسي لأنها مليئة بالدراما الإنسانية والبطولات فهو الباحث عن الحقيقة وصاحب فكرة غزوة الخندق.
❊❊ هل انشغالك بالإمام الغزالي جعلك تعتذر عن الجزء الثاني لمسلسل حضرة الضابط أخي؟
حتي وقتنا هذا لم يعرض عليّ سيناريو العمل ولم أتعاقد عليه.