اختتمت فعاليات منتدي إفريقيا 2018، بكلمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، أعلن خلالها 7 توصيات رئيسية، كما وجه الشكر والتحية لجميع المشاركين في المنتدي، والمساهمات الفعالة التي أخرجته في صورة متميزة، ومشددًا علي أن مصر ستظل دائمًا داعمة لجهود تعزيز التعاون الإفريقي بشكل خاص والتعاون الدولي عمومًا. وقال الرئيس في كلمته بختام المنتدي: »السادة رؤساء وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية والتجمعات الإفريقية، أتحدث إليكم اليوم، فخوراً بهذا الجمع المتنوع الثري، المشارك في هذا الحدث، الذي أصبح ملتقي لجميع المعنيين بالأعمال والاستثمار والتجارة في القارة الإفريقية، واغتنم هذه الفرصة، لأتوجه لجميع القائمين علي تنظيم هذه الفعالية، بالشكر علي ما بذلوه من جهد لإنجاحها». أضاف: »لقد كانت فعاليات هذا المنتدي فرصة لتأكيد اهتمام مصر بدعم مصالح القارة الإفريقية، وتعزيز مسيرتها التنموية، وفرصة متميزة كذلك لتبادل الرؤي والأفكار حول سبل دفع التنمية الشاملة في قارتنا، بهدف إيجاد أفضل الوسائل لتحسين أوضاع حاضرنا، وبناء مستقبلنا كما نتمناه ونتطلع إليه، كما مثل هذا المنتدي منبرًا مواتيًا، لتأكيد أهمية تعزيز أطر التعاون الإفريقي متعدد الأطراف، والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية، وتوفير مزيد من فرص العمل لأبناء القارة، وبحث سبل تطوير البنية التحتية وتوسيع قاعدة النشاط الاقتصادي، وهي العناصر التي تأتي جميعًا ضمن أولويات رئاسة مصر المقبلة للاتحاد الإفريقي عام 2019». تابع: »إن تحقيق الأمن والاستقرار، والتنمية والتحديث، هي أهم سبل مجابهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في قارتنا، وهو ما ظهر جلياً في المناقشات التي دارت أثناء المنتدي، والتي ارتكزت علي مناقشة استراتيجيات جذب الاستثمارات إلي القارة، لتسريع نمو الشركات الناشئة، وتوفير بيئة أعمال جيدة لرواد الأعمال علي مستوي القارة، وتدعيم علاقات التعاون الاقتصادي عبر الحدود، كما كانت قضية تمكين المرأة من الموضوعات التي تم تناولها بصورة مستفيضة، خصوصًا فيما يتعلق بأهم التحديات التي تواجه هذا الأمر في قارتنا، والسياسات التي تزيد من فرص تمكينها وحمايتها داخل بيئتها المحيطة، وتسليط الضوء علي أفضل الممارسات المتعلقة بتأهيلها للقيادة، وضمان أفضل الطرق لزيادة دورها للمشاركة في رسم السياسات علي جميع الأصعدة، وفي هذا الصدد أؤكد أهمية وضع استراتيجية واضحة تزيد من مشاركة المرأة الإفريقية علي مستوي الحكومات ومجتمعات الأعمال ككل». وأضاف الرئيس: »ستظل مصر دوما داعمة لجهود تعزيز التعاون الإفريقي بشكل خاص والتعاون الدولي عموماً، وهو ما يتضح في السياسات المنفتحة والجريئة التي تنتهجها مصر، لتعظيم الاستفادة من تلك الجهود في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، بما في ذلك تعزيز دور القطاع الخاص في التنمية والاستثمار علي مستوي البلدان الإفريقية جميعاً». وأعلن الرئيس توصيات المنتدي قائلًا: إيماناً مني بضرورة بذل أقصي الجهد من أجل مستقبل إفريقيا، واستكمالاً لدور مصر الفعال في العمل علي نهضة القارة، فقد قررت ما يلي: إنشاء صندوق ضمان مخاطر الاستثمار في إفريقيا، وذلك لتشجيع المستثمرين المصريين لتوجيه استثماراتهم لإفريقيا، والمشاركة في تنمية القارة والاستفادة من الفرص الهائلة المتوفرة في قارتنا. التفاوض مع المؤسسات الدولية - شركاؤنا في التنمية - لدعم البنية الأساسية ركيزة التنمية الحقيقية، ومن ذلك الإسراع في الانتهاء من طريق القاهرة كيب تاون، وذلك لدمج أقطار القارة وتوسيع حركة التجارة بين بلداننا. تحفيز وتيسير عمل الشركات الإفريقية في مصر، لتحفيز الاستثمارات المشتركة والاستفادة من التطور المستمر في الاقتصاد المصري. زيادة التعاون الفني مع دول القارة في مجالات الاستثمار في رأس المال البشري، والتحول الرقمي، وإدارة التمويلات الدولية، والحوكمة ونظم المتابعة والتقييم. إنشاء صندوق للاستثمار في البنية التحتية المعلوماتية، بهدف دعم التطور التكنولوجي والتحول الرقمي في القارة، وذلك لبناء اقتصاديات حديثة قائمة علي أحدث النظم التكنولوجية. التعاون المشترك بين مصر وأشقائها من دول القارة، في مجالات الحوكمة ومحاربة الفساد، من خلال تبادل الخبرات والتدريب والتأهيل للأجهزة المعنية في القارة، لنشر ثقافة الحوكمة والقضاء علي الفساد. إطلاق المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2019-2022 في إطار الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد، وتفعيل نشاط الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، مع تقديم 250 منحة تدريبية للكوادر الإفريقية، العاملة في مجال الوقاية من الفساد. وخلال فعاليات المنتدي، شارك الرئيس السيسي بجلسة نقاشية حول دعم الاستثمارات الأفريقية بعنوان »القيادة القوية والالتزام الجماعي»، وقال فيها إن التحديات التي تواجه القارة الإفريقية كثيرة، وإن أهم تلك التحديات هو عامل »الوقت»، مُتسائلًا عن مدي مناسبة معدلات العمل الذي تتم للنهوض بإفريقيا، وهل تلك المعدلات تتناسب مع الفجوة الكبيرة بينها وبين قارات العالم الأخري. وقال الرئيس: »يجب وضع عامل الوقت كأحد أهم معايير الإنجاز في ظل المعايير والسياسات المعمول بها في العالم التي تخضع لمعايير علمية قد لا تنطبق علي ظروف القارة الإفريقية»، كما أشار إلي أن ما شهدته مصر من إنجازات تحققت في وقت سريع، وعندما بدأنا المشروعات القومية كان مشروع حفر قناة السويس الجديدة أول تلك التحديات، وأكد الرئيس أنه لم يطلب الانتهاء من تنفيذها في سنة واحدة، حتي يقال إن مصر أنجزتها بمعدلات غير مسبوقة فقط، ولكن لاعتبارات أخري تتمثل في إرساء مبدأ مهم وهو أننا نستطيع تحقيق الأمل، ونستطيع الإنجاز في أسرع وقت رغم الركود الاقتصادي الذي كنا نعاني منه، وهذا الكلام يتحقق في مشروعات أخري، وأقول لكم هذا حتي تضعوا عامل الوقت في الاعتبار. وفي بداية فعاليات المنتدي، ألقي الرئيس السيسي كلمة الافتتاح، والتي قال فيها: »اسمحوا لي أن أرحب بكم في مدينة شرم الشيخ، في منتدي إفريقيا الذي يعقد للعام الثالث علي التوالي، لنستكمل ما بدأناه من مباحثات ترسم ملامح المستقبل، وتفتح آفاقا جديدة للنمو والازدهار، وللاستفادة من الطاقات الشابة بالقارة ومواردها الطبيعية، بما يسهم في تحقيق تقدم ملموس في اقتصادات الدول الأفريقية، استثماراً ونمواً وتشغيلاً، من أجل تحقيق آمال وتطلعات شعوب قارتنا العظيمة.. نحو التنمية والرخاء». وتابع: »إن لقاءنا هذا العام يأتي في وقت نتطلع فيه جميعا، لتحقيق مزيد من التكامل الإقليمي وتيسير حركة التجارة البينية، لاسيما بعد أن أطلق الاتحاد الإفريقي منطقة التجارة الحرة القارية، خلال القمة التي عقدت في كيجالي في مارس 2018، كما نتطلع إلي زيادة الاستثمارات بين دول القارة الأفريقية، وذلك من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة وعابرة للحدود، خاصة في مجالات البنية الأساسية، والطاقة الجديدة والمتجددة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وإننا نطمح لتحقيق هذه الأهداف، من خلال العمل المشترك تحت مظلة الاتحاد الأفريقي، الذي تشرف مصر برئاسته العام المقبل، والتي سنسعي خلالها، بكل جهد مخلص، للبناء علي ما تحقق طيلة السنوات الماضية، وكذلك استكمال أجندة قارتنا للتنمية، وهو ما يدفعنا نحو المزيد من التشاور والعمل الجماعي، لتفعيل المشروعات التي تحقق التنمية الشاملة والمستدامة في القارة، لتحتل المكانة التي تستحقها علي خريطة الاقتصاد العالمي». وتابع: »أبناء القارة الأفريقية، إن العالم ينظر إلي قارتكم باعتبارها أرض الفرص الواعدة، وعلي أنها مؤهلة لتحقيق معدلات مرتفعة للنمو الاقتصادي المستدام، في ظل ما تمتلكه من موارد بشرية وثروات هائلة ومتنوعة، وهو ما يضعنا أمام تحد كبير، لتحقيق مستويات معيشة كريمة لجميع مواطني القارة، ولا يفوتني في هذا الصدد أن أؤكد أهمية استغلال طاقات الشباب الأفريقي الكامنة، ودعم أفكارهم، وذلك من خلال إتاحة التمويل للمشروعات المنتجة، التي توفر لهم فرص العمل، وتدعم اقتصادات دولهم، فضلاً عن إتاحة المزيد من التمكين الاقتصادي للمرأة الأفريقية، والقضاء علي كل أشكال العنف والتمييز ضدها، حيث إنها تمثل ركيزة أساسية للتنمية وأحد مكوناتها الفاعلة، وختاما، اسمحوا لي أن أرحب بكم مرة أخري علي أرض مصر، وأن أتمني لكم كل التوفيق في أعمال المنتدي، الذي أثق أنه سيساهم في دعم العمل الأفريقي المشترك، وتعزيز قدارتنا التنافسية، وتحقيق آمالنا في مستقبل أفضل، كما أؤكد لكم، أن مصر، ستظل دوما علي عهدها، فخورة بانتمائها لإفريقيا، حريصة علي مصالحها، أمينة علي مطالبها، وداعمة بكل ما تملك من قوة وعزم لمسيرة قارتنا العزيزة، نحو المستقبل الأفضل.. الذي تتطلع إليه وتستحقه شعوبنا».