منذ إعلان المجلس العسكري التشكيل الجديد للمجلس القومي للمرأة من 02 سيدة و01 رجال والاحتجاجات لم تنقطع رغم المطالبات الكثيرة للمجلس العسكري بإعادة تشكيله.. ورغم الصورة الوردية التي جاءت في تعليق فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي عقب إعلانها لقرار التشكيل.. جاءت الاعتراضات بالجملة ومن حيث لم يتوقع المجلس العسكري حيث رفضه حزب الحرية والعدالة واتحاد المنظمات النسوية وعدد من النقابات المهنية.. "آخر ساعة" ناقشت أزمة المجلس القومي للمرأة والتي اشتعلت قبل انتخاب رئيس له وقبل انطلاق جلساته. صورة وردية رسمتها فايزة أبو النجا عقب إعلانها صدور قرار المجلس العسكري بالتشكيل الجديد للمجلس القومي للمرأة'.. قالت إن إعادة تشكيل المجلس يأتي في إطار تفعيل دور المرأة في هذه المرحلة الجديدة من تاريخ أمتنا وفي ظل ثورة 52 يناير المجيدة ولتعظيم مشاركة المرأة في العمل السياسي والاجتماعي لتحقيق أكبر قدر من التمكين الاقتصادي بما يعود عليها وعلي أسرتها بالخير ويمكنها في نفس الوقت من أداء رسالتها وتنشئة جيل جديد يتمتع بقدرات عالية ومستويات كبيرة من الفهم والوعي والقدرة علي قيادة مصر في مستقبلها.. وأشارت الوزيرة إلي مراعاة تحقيق التوازن في إعادة تشكيل المجلس ليمثل كل الانتماءات والتيارات في المجتمع. وفي المقابل كانت هناك صورة قاتمة تماما حيث توالت حالات الرفض وتتمثل في وقفات احتجاجية لحركة ثورة رجال مصر للاعتراض علي إعادة تشكيل المجلس القومي للمرأة والمطالبة بإنشاء مجلس بديل للأسرة وتعديل قوانين الأحوال الشخصية، مهددين بالدخول في اعتصام مفتوح حال عدم الاستجابة لمطالبهم. وتجاوز الأمر محطة الاعتراض ليعلن المستشار عبد الله الباجا رئيس محكمة الأسرة إقامة دعوي قضائية أمام المحكمة الإدارية العليا للطعن علي قرار المجلس العسكري بإعادة تشكيل المجلس القومي للمرأة باعتباره ليس جهة اختصاص ولا يمتلك صلاحيات رئيس الجمهورية.. وقال الباجا: لا بد من حل المجلس القومي للمرأة لأنه ساهم بشكل مباشر في إفساد الحياة الاجتماعية في مصر. وجاء الرفض أيضا من حزب الحرية والعدالة صاحب أعلي الأصوات في الانتخابات البرلمانية وقال في بيان إن قرار التشكيل جاء دون تشاور مع الأحزاب والقوي السياسية، وخاصة أنه يتعلق بمؤسسة هامة وخطيرة كانت سلاحا للنظام السابق لتفتيت الأسرة والقضاء عليها.. وأضاف إن إعادة تشكيل المجلس بأي شكل من الأشكال دون التشاور مع الأحزاب السياسية والقوي الوطنية يعد تخطيا مرفوضا ويؤدي إلي مجلس لا يحقق مصلحة الوطن وأهداف الثورة بالنسبة للمرأة المصرية.. وتابع بيان الحزب أن تشكيل المجلس بهذا الشكل ودون إعادة النظر في الهدف منه وتقييم أدائه خلال المرحلة التي سبقت الثورة سيعيد إنتاج المخططات الغربية التي قام من أجلها وبالتالي فإن الحزب يرفض المشاركة فيه حفاظا علي مستقبل الأسرة المصرية.. كما يرفض الحزب الطريقة التي خرج بها التشكيل وكذلك التوقيت الذي صدر فيه أيا كان المبرر لذلك. وانتقد عدد من النقابات المهنية القرار بسبب ما وصفوه بتشكيل المجلس القومي للمرأة من فلول النظام البائد اللاتي أفسدن الحياة السياسية علي مدار عقود.. فضلا عن تجاهل القيادات النسائية النقابية في تشكيله. واستنكر الدكتور علاء عيد الأمين العام بنقابة العلميين عدم وجود أي ممثلين عن النقابات المهنية من الرموز النسائية بمصر داخل تشكيل المجلس القومي للمرأة. وجاءت أقوي الضربات للتشكيل الجديد من تحالف المنظمات النسوية الذي عبر عن رفضه البالغ لإصدار مرسوم من المجلس العسكري لإعادة تشكيل المجلس القومي للمرأة منفردا بغير ذي صفة أو اختصاص فيما يعتبر تدخلا سافرا فيما يخص تشكيل هيئة مدنية خالصة تهدف في الأساس للدفاع عن الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للنساء.. وطالب بإعادة تشكيل المجلس القومي للمرأة تحت سيادة مدنية خالصة تقوم بتطهير حطام المجلس القديم وتكشف عن ملفات الفساد وتضع آليات واضحة للمكاشفة والشفافية ومحاسبة من ضلعوا فيه وآليات حقيقية للاندماج والمشاركة في صناعة القرار. "آخر ساعة" استطلعت آراء مهتمين بالعمل الاجتماعي في القضية ووجهات النظر المختلفة حول التشكيل الجديد للمجلس القومي للمرأة.. يقول حافظ أبوسعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان إن تشكيل المجلس له معايير فهو يتشكل من شخصيات عامة مهمة ورجال دين وأساتذة جامعات وناشطين وناشطات وليس علي اعتبارات سياسية.. وأعتقد أن تشكيل المجلس متوازن سواء من رجال ونساء أو مسلمين ومسيحيين وهو يختلف عن التشكيل السابق. وتري الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو المجلس القومي للمرأة في تشكيله الجديد أن المجلس الحالي به توازنات جيدة من كل العناصر وعلي رأس أولويات المجلس التي سوف أتحدث عنها هي أحوال الأسرة واستقرارها وخاصة موضوعات الطلاق وأبناء الطلاق وبين المطلقة والمطلق ونقوم بعمل مصالحة وثقافة جديدة وليس ثقافة الانتقام التي يدفع ثمنها الأبناء وكذلك الاهتمام بالمرأة المعيلة وتوضيح القضايا وعلاقتها بالدين مثل الخلع فهو مبدأ إسلامي وليس له صلة بسوزان مبارك.