آخر ساعة صاحبت بالصورة رحلة حوالي 700 مشجع أهلاوي من القاهرةقرطاج - رادس والعودة .. في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا..التي بدأت بتفاؤل شديد مصحوب بالقلق الخفيف.. وانتهت بصدمة وحزن وذهول من الهزيمة القاسية.. حكايات مثيرة وأسرار وكواليس عديدة.. فماذا حدث في تلك الرحلة المثيرة؟. واحتوت رحلة ملعب رادس علي العديد من المشاهد والحكايات المثيرة منذ انطلاق رحلة الجماهير من القاهرة إلي تونس وحتي تتويج الترجي باللقب ونسرد كل ما دار بالرحلة من خلال السطور الآتية.. حكايات مشجع أهلاوي لكل مشجع أهلاوي حكاية مثيرة منحته فرصة التواجد في ملعب "رادس"، لدعم الأحمر في تلك المباراة المصيرية، البداية كانت مع أحمد يوسف، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، أكد أنه حصل علي فرصة حضور المباراة، بعد أن كتب تغريدة بثها عبر حسابه علي تويتر، قائلاً: " الشركة الراعية "برزنتيشن" والنادي الأهلي، مطلعين 1000 مشجع أهلاوي يحضروا النهائي في تونس، وأنا نفسي أكون من ضمن ال 1000 مشجع.. ياريت يا جماعة يمكن صوتي يوصل وأقدر أسافر معاهم.. فرحوني". وبالفعل نجح رواد التواصل الاجتماعي في الوقوف بجانب رسالة أحمد يوسف، التي وصلت لمحمد كامل رئيس شركة " بريزنتيشن"، الذي وافق علي الفور بالتواصل مع أحمد يوسف وأبلغه بالسفر ضمن بعثة المشجعين لينهار أحمد باكيا من الفرحة التي لم يصدقها حتي صعوده للطائرة وأنه قد وصل لحلمه وتشجيع فريقه في نهائي أفريقيا خارج دياره ليأمل في حمل كأس أفريقيا والعودة به للجزيرة من تونس. واستكمالا لحكايات متحدي الإعاقة في رحلة الجماهير إلي تونس أصر محمد البشبيشي علي دعم الأحمر وتحدي إعاقته وجاء من طنطا برفقة ابن خالته محمود من أجل الذهاب إلي بلاد نسور قرطاج لدعم أبناء الجزيرة في مباراة العرس الأفريقي. وتستمر حكاوي جماهير الأهلي في رحلة تونس وهذه المرة روي لنا كريم محمد طالب بكلية الآداب جامعة عين شمس الذي أصر علي حضور اللقاء في تونس لدعم الأحمر وجاء من بلده الفيوم في الثالثة فجرا علي الرغم من أن طائرته كانت في العاشرة صباحا. وحكي لنا "علي عبد المنعم "، مشجع أهلاوي في سن العشرين، أنه قرر اقتراض بعض الأموال ومداينة نفسه رغم أنه في أشد الحاجه إليها خاصة أنه حديث الزواج وينتظر مولودا جديدا، حتي تتسني له فرصة الذهاب إلي تونس، لدعم قلعة الجزيرة في العرس الأفريقي. وأكد عبد المنعم في حديثه معنا أنه علي استعداد للذهاب خلف الأهلي حتي لو في آخر العالم، مشيرًا إلي أنه تربي علي عشقه للأحمر، وأن عملاق الجزيرة مصدر سعادته خلال السنوات الماضية. الوزير والجماهير وأبدي طاقم الطائرة التي نقلت الجماهير إلي تونس، سعادته بالمشاركة في هذا اليوم الخاص بالنسبة لعشاق الأحمر، وأشار الطاقم إلي أن مثل تلك الرحلات تاريخية، خاصة أنها لا تتكرر كثيرًا ولا يحظي بمثل هذه الأجواء كثيرًا. وضمت الرحلة المتجهة إلي تونس كلا من الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب الرياضة وثلاثي الأهلي أحمد فتحي ومؤمن زكريا وهشام محمد بجانب جوهر نبيل وإبراهيم الكفراوي عضوي مجلس إدارة القلعة الحمراء. وحرص الوزير علي استقلال طائرة الجماهير رغبة منه في توصيل رسالة إلي الجميع بأنه من أكثر داعمي عودة الجماهير للملاعب بشرط الالتزام وعدم الخروج عن النص. الوصول لمطار قرطاج وحفاوة الجماهير التونسية ولدي وصول الجماهير إلي مطار قرطاج، ارتفع صوتها، وبدأت تهتف للأهلي، في لقطة أثارت اندهاش العديد من المتواجدين في ساحة المطار، حيث أظهرت الجماهير روحا رائعة وحماسة كبيرة للغاية. وبعد الوصول توجهت الجماهير للحصول علي قسط من الراحة، وخلال تلك الفترة التقينا بالإعلامية التونسية، سهير العبيدي، التي تحدثت عن المباراة قائلة: "نحن أشقاء ونحترم الجماهير، وكل ما حدث عقب مباراة الذهاب كان شدة أعصاب عقب الخسارة، والأهلي ضيف معزز". واستقبل علي عثماني، رئيس تحرير موقع "فووت سكوب" التونسي، الجماهير المصرية بحفاوة كبيرة، مشيرًا إلي أن تونس هي بلد الأمن والأمان ولا صحة للأنباء المنتشرة حول رغبة جماهير الترجي، في الاعتداء علي أشقائهم المصريين، موضحًا أن في النهاية كرة القدم ما هي إلا مكسب أو هزيمة، ولا يجوز أن تتسبب في إشعال الفتنة بين بلدين بحجم مصر وتونس. التأمين المشدد وخرجت البعثة من مطار قرطاج بعدما وصلت في تمام الساعة 1 ظهرا بتوقيت تونس في رحله استغرقت 4 ساعات مستقلة الباصات الخاصة التي تنقلها داخل تونس وسط حراسة مشدده عملت السفارة المصرية في تونس من خلالها علي تأمين بعثة الجماهير الحمراء بشكل كبيبر، حيث نسقت مع الجهات المعنية من أجل ذلك، وكثفت السفارة المصرية من جهودها في هذا الشأن بعد عدة اجتماعات جمعت بين محمود الخطيب، رئيس النادي، ورئيس بعثة الفريق، مع السفير نبيل حبشي، سفير مصر في تونس وهذا ما رأيناه بالفعل بعد الخروج من مطار قرطاج . وبعد الوصول توجهت الجماهير للحصول علي قسط من الراحة، ثم تناولت الغداء، وبدأت في التجمع عقب الغداء للتوجه إلي ملعب اللقاء، الذي امتلأ بالكامل من أنصار الترجي، وعلي الرغم من حماسة جماهير فريق باب سويقة، إلا أن هتافت جماهير الأهلي، كانت تدفع لاعبي الأحمر للأمام، ومنحتهم ثقة أن جماهير العملاق القاهري خلفه في أي مكان. الفتاة وبيبو وخلال أحداث المباراة والتواجد في ملعب "رادس"، انجذبت أنظاري إلي فتاة تدعي ساره سيد في سن العشرينيات تعمل في مجال التسويق الإلكتروني، حرصت علي تشجيع أبناء قلعة الجزيرة، من مدرجات ملعب اللقاء، بعدما اصطحبت والدها الذي ذهب معها لعشقها للأهلي، ولتلبية أمنية ابنته التي يرسم ضحكتها المارد الأحمر. وتفاعلت سارة مع أحداث اللقاء بشكل كبير للغاية، ليرد عليها في مشهد أكثر من رائع محمود الخطيب، رئيس النادي ورئيس البعثة، الذي تفاعل كثيرًا مع كل هجمة خطيرة لأبناء مختار التتش. السفارة المصرية ووفر نبيل حبشي، سفير مصر في تونس، أقصي درجات الراحة للبعثة، وتواصل مع كافة الجهات المعنية لتوفير أقصي درجات التأمين لها، كما عمل علي راحتها، وخلال رحلة العودة، بدأ الجميع يروي أحداث اللقاء، ويحكي واحد تلو الآخر أجواء ملعب رادس المثيرة التي أدهشت عشاق الأحمر، حتي عادت البعثة بسلام إلي مطار القاهرة. وبعد يوم مثير سيطر الحزن علي أفراد بعثة الأهلي بعد السقوط المذل أمام فريق باب سويقة وضياع اللقب الأفريقي. وكانت رحلة العودة في منتهي القسوة علي المشجعين الذين ذهبت أحلامهم أدراج الرياح بعد أن كانوا قد رسموا الفرحة لرحلة العودة بالكأس الثمينة وعم الصمت الطائرة بأكملها وجاءت التعبيرات صامتة وحزينة للغاية لتؤكد أن فيه حاجة غلط في الأهلي.