تعلمت طوال حياتها منذ الصغر أن تبحث عن النجاح.. ودفعها عشقها لوطنها وامتشاقها سلاحا لأن تتقلب في معتركات الحياة وتنهل من مشاربها خصوصا بعد تفوقها وتربعها علي عرش أوائل الثانوية العامة.. معانٍ وقيم جميلة.. نجحت من خلالها في تحقيق رغبتها في دخول كلية الطب جامعة عين شمس.. وكانت نموذجا لطبيبة مصرية تحلت بالصبر والإيمان والذكاء لتحقيق طموحها الذي تسعي إليه واستطاعت بإصرارها شطب معني كلمة مستحيل من مشوار حياتها.. ولكونها تسكنها فلسفة خاصة نجحت في حشد عمق تفكيرها الإيجابي والاستفادة منه في صناعة التفوق في حياتها وخلال دراستها لعلوم الطب وحصولها علي البكالوريوس بامتياز مع مرتبة الشرف وبنفس الدرجة حصلت علي الماجستير والدكتوراه في الأمراض الباطنة العامة والسكر.. وهاهي مستمرة بالسير علي درب التفوق وحصدت ثمار نجاحها بفوزها بلقب أفضل طبيبة ضمن أكفأ عشرة أطباء في مجالي السكر والغدد الصماء.. بالإضافة لحصادها لقب أول طبيبة مصرية تحصل علي زمالة كلية الدفاع الوطني بامتياز مع مرتبة الشرف.. ومن خلال حضورها العلمي المتميز مازالت لا تتوقف عن الغوص لاكتشاف الجديد في علاج مرض السكر وتقديم العطاء وعلاج المرضي البسطاء والفقراء.. إنها الدكتورة رشا أحمد إبراهيم أستاذ الأمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء بمعهد البحوث بالجيزة. الموهبة الإبداعية في مجالات الثقافة والدراسة خصوصا العلمية لا تأتي صدفة أو عن طريق الوراثة بل ترتبط بالإرادة والتحدي اللذين يعتبران الوصفة السحرية لمقومات التميز والذوبان في خلايا الإبداع.. هذا هو ما أشارت إليه الدكتورة رشا وهي تفتح صندوق ذكرياتها، وقالت: أدركت ذلك خلال طفولتي سواء في مركز فاقوس بالشرقية ثم بعد انتقالي لاستكمال سنوات دراستي في منطقة كوبري القبة بالقاهرة.. ومن نسيج تلاوين عالم التفوق والإبداع الذي نشأت عليه وتربيت عليه كنت أطمح في الغوص في كل ما له علاقة بعالم الطب والتقنيات الحديثة في مجالاته.. والفوز بثقافة علمية اجتماعية ذات فائدة لا أقدر علي الابتعاد عنها كالخبز والماء والهواء وأعترف أن أجواء محيط أسرتي الذي عشت فيه مع والدي وكيل الوزارة الأسبق بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة ووالدتي التي كانت تشغل منصب مستشارة بنفس الجهاز مع والدي.. هذا بجانب وجود أساتذتي الذين كنت أحبهم وأرهبهم في الوقت ذاته وبصراحة كانوا جميعا محركا نشطا لطموحاتي واكتسبت منهم أن الاجتهاد هو بوابة النجاح.. هذا هو ما أهلني للنجاح وحصولي علي الثانوية العامة بتفوق ودخولي كلية الطب جامعة عين شمس. الدكتورة رشا سارعت بعد تخرجها وحصولها علي درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف بصقل خبراتها العلمية وحصلت علي درجتي الماجستير والدكتوراه بامتياز، وكان موضوع الرسالة الأمراض الباطنة والسكر ومدي تأثيرها علي حياة الإنسان.. هذا بالإضافة لحصولها علي دبلوم جودة من الجامعة الأمريكية وكان لتفوقها العلمي والعملي بالمستشفيات التابعة لكلية الطب الفضل في حصولها علي لقب الطبيبة المصرية الوحيدة التي حصلت علي زمالة كلية الدفاع الوطني.. وللعلم هذه الشهادة تعادل الدكتوراه في مجالي الاستراتيجية القومية والأمن القومي، كما أن هذه الشهادة لا تُمنح سوي للأشخاص الذين يتم ترشيحهم لمناصب قيادية هامة، هذا بالإضافة إلي أن تمتعها ببعد فلسفي في دراستها كان سببا في حصولها علي لقب المتميزة ضمن أفضل عشرة أطباء علي مستوي الجمهورية في مجالي السكر والغدد الصماء. وكان طبيعيا أن تحصل د.رشا نتيجة تفوقها في ماراثون الإبداع والعطاء العلمي علي جوائز وأوسمة عديدة في إطار تقديمها لأبحاثها العلمية.. إلا أنها تفخر بجائزتها الأولي التي تضعها تاجا علي رأسها وهي سمعتها وثقة الناس فيها، خاصة مع تأكيدها علي أن أكثر ما يسعدها هو رسم البسمة علي وجوه البسطاء ممن تعالجهم، ولذا فهي تشير بروح الحب والعطاء لأنها لا تتوقف عن المضي في ماراثون العطاء الإنساني الذي تعلمته من والديها وزوجها ومستمرة في الكشف والعلاج ودفع رسوم الأجهزة والمساعدات الطبية لغير القادرين، وتباعا لكونها حصلت علي أرقي الشهادات والأوسمة ثم ترشيحها واختيارها للعمل في منصب أستاذ أمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء بمعهد البحوث بالجيزة. * وبسؤالها ما هو الجديد الذي توصلتِ إليه في بحوث الدكتوراه؟ - من خلال عملنا علي إيقاف خطورة مرض السكر بتقديم العلاجات للمريض والتشديد علي ضرورة الاكتشاف المبكر للمرض والمضاعفات.. توصلت إلي أن إعطاء فيتامين "د" لمرضي السكر وما قبل الإصابة بالمرض لا يعطي مؤشرا كبيرا للسيطرة علي السكر رغم أن مرضي السكر في مصر يمثلون 10 ٪ من المجتمع. *وما آخر العلاجات الجديدة للمرض؟ - هناك نوع دواء جديد يتمتع بفاعلية السيطرة علي ارتفاع السكر عن طريق التخلص منه عن طريق الكلي ولكن يحظر علي مرضي الكلي استخدامه ويبقي أن زراعة خلايا البنكرياس هي الأمل لمرضي السكر وخاصة النوع الأول الذي يحدث عند الأطفال النحفاء الذين لا يوجد عندهم تاريخ وراثي في الأسرة للإصابة بالسكر، كما أن المريض يُصاب بالغيبوبة الكيتونية وأعراضها زيادة في كميات البول وحفاف اللسان والجلد واضطراب التنفس. - وبالرغم من انشغال د. رشا الدائم إلا أنها لا تنسي الذهاب لزيارة حبيب عمرها المطبخ فهي تعشق عمل أحلي الأكلات والأصناف.. كما أنها تعشق الفخامة في عالم الموضة خصوصا في البدل والتايورات الحشمة، وتؤكد أنها سعيدة في حياتها الأسرية مع د.محمد حجازي المستشار الإعلامي الأسبق لوزير التعليم العالي والبحث العلمي وتعترف بفضله في مساعدتها في رحلتها الدراسية وتحضيرها لرسالتي الماجستير والدكتوراه والاهتمام بمهام وظيفتها وتربية ابنتهما الأمورة "رودينا".. كما أنها لا تخفي إيمانها بالمثل القائل "الاجتهاد بوابة النجاح".. التفاؤل مفتاح الحياة السعيدة.