وزير الأوقاف يطالب بهيئة موحدة للحج

القوصي: تحملت غضب الحجاج بسبب ما عانوه من مشاكل

شن الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف رئيس بعثة الحج الرسمية، هجوما حادا علي رؤساء البعثات وقال خلال مؤتمر صحفي عقده أمس: أنا غير راض عن وضع الحجاج في الأراضي المقدسة خلال هذا الموسم، بسبب المشاكل التي واجهتهم خلال تأدية المناسك، مشيرا إلي أنه قام بالتجول في الشوارع والفنادق، للتعرف علي أهم المشكلات التي واجهت الحجاج المصريين، والمتمثلة في ضيق المساحات المخصصة لهم في »الفنادق، وعرفات، ومني، ومزدلفة«. وقال القوصي هناك المئات من الحجاج تعرضوا لمشاكل عديدة أثناء تفويجهم إلي عرفات ومني بسبب الزحام الشديد، لافتاً إلي أنه خلال تجوله بمناطق المشاعر المقدسة وجد العديد من الحجاج وهم ثائرون جدا بسبب مشاكل »التسكين« والزحام علي كل شيء، وقال : عندما حاولت تهدئتهم تعرضت »لإهانات شديدة«، ولكني قبلت ذلك بصدر رحب.
غير أن الوزير أشار إلي أن عدد الحجاج بمختلف الجنسيات وصل إلي 4 ملايين حاج وفقا للأرقام الرسمية التي أعلنتها المملكة مؤخرا، وأنه خلال تفقده أوضاع الحجاج المصريين بصفته رئيس البعثة وجد أن أولي المشاكل التي واجهت الحجاج هي الانتظار لفترات طويلة داخل المطارات وكذلك خلال تفويجهم إلي منطقتي مني وعرفات والمزدلفة حيث استغرقوا ساعات طويلة للوصول إلي مناطق المناسك في ظل الزحام الشديد وتعطل المرور بشكل أدي إلي معاناة الحجاج المصريين الذين وصل عددهم هذا العام إلي 30 ألفا بالنسبة للسياحي و30 ألفا لقرعة وزارة الداخلية و12 ألفا و500 حاج بالنسبة للجمعيات الأهلية إضافة 263 ألف و723 حاجا مصريا من المقيمين بالسعودية مطالبا بضرورة دراسة المشاكل التي واجهت الحجاج لتفاديها خلال السنوات المقبلة لعدم تعرض أي مصري لأي إهانات فمثلا حدث العديد من المشاكل بسبب أن شركات النقل المتفق معها لنقل الحجاج إلي عرفات ومني نقضت اتفاقها في نظام الرد الواحد مما يتطلب ضرورة بحث ذلك مع السلطات السعودية لمحاسبة المقصرين عن ذلك.
وأضاف القوصي أنه خلال جلوسه مع وكيل وزارة الحج بالمملكة أكد له أن شركة مصر للطيران فرطت في بعض التصاريح الخاصة بها بالنسبة لإقلاع طائراتها من الأراضي المقدسة مؤكدا أنه سيبحث في ذلك لمعرفة الحقيقة وعما إذا كان هذا الكلام صحيحا أم غير ذلك وقال من المتوقع أن يكون هناك بعض المشاكل خلال سفرهم إلي مصر بعد أداء فريضة الحج وأنه بحث ذلك مع وزير الطيران لمعرفة الخطة التي سيتم من خلالها عودة الحجاج المصريين دون مشاكل.
وجدد القوصي مطلبه بضرورة وجود هيئة واحدة لتنظيم الحج للمصريين ليتم التنسيق مع السعودية باسم مصر وليس باسم وزارة بعينها كما يحدث الآن مع الاستعانة بخبرات الدول الأخري في تنظيم الحج لشعبها مثل "ماليزيا" وغيرها من الدول بحيث يشعر الحجاج المصريون بآدميتهم، ولئلا نشاهد الحجاج يفترشون الأرض والأرصفة للمبيت عليها كما حدث .

من جانبه تجاهل صلاح هاشم رئيس بعثة حج وزارة الداخلية "حج القرعة " كلام وزير الاوقاف وبدأ حديثه بذكر إنجازات وزارة الداخلية في تنظيم الحج ومدي قيام الضباط بخدمة الحجاج، قائلا :" أنت ذكرت السلبيات ولم تتحدث عن الإيجابيات وكان يجب ألا نتصيد الأخطاء " وهو ما جعل " وزيرالأوقاف يقول: " والله أنا عرضت بعضا مما شاهدته علي الطبيعة وبعض ما نشرته الصحف المصرية وهو محايد جدا وبدون تزييف أو تحريف، فأجاب هاشم قائلا: " خلاص تبقي الأوقاف تنظم الموسم اللي جاي علشان تورينا هتنظمها إزاي " مستدركا لقد قمنا برد الرسوم التي حصلناها من الحجاج بسبب عدم التزام شركات النقل، وجميع المشاكل تم تداولها في محاضر رسمية .
فيما أكد ممدوح الفكهاني رئيس بعثة حج وزارة التضامن والعدالة الاجتماعية أن الحجاج المصريين يتعرضون لإساءات كبيرة داخل الأراضي المقدسة منذ 10 سنوات مطالبا بضرورة التوسع في إنشاء حمامات عديدة للحجاج في منطقتي مني وعرفات فلا يعقل أن يكون هناك خمسة حمامات لأكثر من 5 آلاف حاج في الوقت الذي لا يوجد أي أماكن آدمية لجلوس الحجاج في منطقة المزدلفة.
بينما كشف ناصر ترك نائب رئيس غرفة شركات السياحة، أن المطوفين في السعودية دائما لا يلتزمون بالاتفاقات المبرمة مع المصريين وأن الغرفة لديها الإمكانيات بالتعاقد مع الجهات السعودية للحج بأقل الأسعار، حيث تستطيع التفاوض سواء لوزارات التضامن والداخلية بالنسبة لسكن الحجاج خلال موسم الحج، وأنه تم التعاقد من خلال الغرفة من المطوفين لأماكن الحجاج بسعر 400 ريال بدلا من 4 آلاف ريال لكل حاج حيث استطاعت غرفة السياحة توفير ما يقرب من 30 مليون ريال سعودي، إضافة إلي الغياب الأمني من جانب السلطات السعودية في "النفرة " مع عدم وجود حمامات آدمية في منطقة المزدلفة، إضافة إلي عدم تخصيص طريق لمصر في الوقت الذي خصصت فيه السعودية طريق لتركيا مطالبا بضرورة عرض هذه المشاكل علي الملك وولي العهد خاصة بعدما تعرض الحجاج لابتزاز كبير في السعودية حيث وصل تسعيرة استقلال الحاج للموتيسيكل من منطقة "مني " إلي مكة ب 200 ريال .
فيما أعلن الدكتور مرتضي نجم رئيس البعثة الطبية لوزارة الصحة ارتفاع عدد الحجاج المصريين ليصل إلي 73 وفاة حتي الأحد الماضي.
وفي سياق متصل سادت حالة من الاستياء الشديد لدي الحجاج المصريين خاصة حجاج القرعة التابعة لوزارة الداخلية نتيجة إهمال المشرفين في خدمة الحجاج خلال فترة إقامتهم في منطقة "مني " حيث افترش الكثير من الحجاج الشوارع والأرصفة بعدما تعثروا في الوصول لمقار إقامتهم في المخيمات بسبب ضيق المساحات المخصصة لكل حاج .
حيث خفتت الفرحة واختفت الابتسامة ليظهر علي وجوه الحجاج المصريين علامات أخري مثل الذهول والدهشة بسبب إفتراش الكثير منهم للأرض في منطقة "مني " في ظل غياب تام من جانب المشرفين التابعين لوزارة الداخلية، فيما ظل البعض الآخر حبيس عرفات ومزدلفة بسبب عدم الوصول إلي سيارات البعثات وفي مقدمتها بعثة الداخلية .
فيما افترش المئات الأرض بعدما ضلوا الطريق أثناء قدومهم من مزدلفة إلي مني مؤكدين أنهم ظلوا يسيرون علي الأقدام عشرة كيلو مترات من ال" مزدلفة إلي مني وكذلك من مني إلي مكة بعد الانتهاء من رمي الجمرات مطالبين بمحاسبة المشرفين الذين تهاونوا في خدمة الحجاج المصريين.
علي جانب آخر اشتكي حجاج محافظات " كفر الشيخ والإسكندرية " التابعون للجمعيات الأهلية، حيث أكد العديد منهم أنهم قاموا بدفع 32 ألف جنيه للحج المميز ومع ذلك لم يحصلوا علي أي خدمات تميزهم عن الحجاج ذات المستوي الاقتصادي مطالبين بإستعادة الفرق وقيمة ما دفعوه خاصة أن البعض منهم افترش الأرض بعد تعثره في إيجاد مأوي له داخل المخيمات في منطقة مني .
وفي نفس السياق تسبب عدم وجود الأمن بشكل كاف من جانب السلطات السعودية في منطقة المزدلفة وعرفات في معاناة الحجاج من مختلف الجنسيات حيث استغل سائقو السيارات والموتوسيكلات ذلك في رفع تعريفة الأجرة ووصلت تعريفة الأجرة من منطقة مني إلي مكة المكرمة إلي 150 ريالا رغم أنها لا تتعدي 20 ريالا فقط مما أدي إلي تحمل الحجاج أعباء مالية كبيرة.
فيما اشتكي بعض الحجاج من نقص الأنسولين داخل العيادات الطبية في الوقت الذي يعاني العديد منهم من الأمراض إلا أن أحد الحجاج أشار إلي أن البعثة الطبية بذلت جهدا كبيرا داخل عياداتها وأن ذلك يستحق الشكر مطالبا جميع البعثات المصرية بضرورة اختيار المشرفين من ذوي الخبرة لخدمة الحجاج .
فيما هدد بعض الحجاج التابعين لبعثتي وزارة الداخلية والتضامن بالتقدم ببلاغ للنائب العام عقب وصولهم إلي القاهرة بسبب ما تعرضوا له من مضايقات وإهانات خلال فترة تأدية المناسك في السعودية وبسبب عدم حصولهم علي الخدمات المتفق عليها مع البعثات.