لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.. هكذا استعد الحجاج بالتهليل والتكبير لله سبحانه رب العالمين للانتقال من المدينةالمنورة إلي مكةالمكرمة لبدء رحلة التصعيد إلي مني ومنها إلي عرفات حيث جبل الرحمة.. ويظل الحجاج في عرفات حتي غروب الشمس مهللين مكبرين عابدين مستغفرين تائبين.. يناجون ربهم يارب جئناك شعثا غبرا محملين بذنوب كثيرة مثقلين بخطايا عديدة فهل غفرت لنا وأنت القائل وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني .. يوم مشهود من الله وملائكته حيث يشهدهم الله سبحانه: ياملائكتي هؤلاء عبادي جاءوني شعثا غبرا يرجون رحمتي فاشهدوا وعزتي وجلالي أني غفرت لهم . عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالي: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك علي ما كان منك ولا أبالي.. يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة". وإذا كان يوم عرفة فإن الله تبارك وتعالي يباهي بهم الملائكة فيقول انظروا إلي عبادي أتوني ضاحين من كل فج عميق أشهدكم أني قد غفرت لهم فتقول الملائكة إن فيهم فلانا مرهقا وفلانا، يقول الله عز وجل قد غفرت لهم، وقال رسول الله ([) ما من يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة. وبعد الوقوف بعرفات يتجه الحجاج الي المزدلفة لجمع الجمرات (الحصي) لرجم إبليس في مني ولا تتوقف تلبيتهم طوال الطريق عند الانتقال من مكان إلي مكان رافعين أكف الضراعة متوسلين إلي الله بالمغفرة .. وبعد رمي الجمرات والمبيت في مني أيام التشريق يتجه الحجاج الي مكةالمكرمة للتشبث بأستار الكعبة المشرفة طالبين الرحمة والمغفرة من الله سبحانه فيغفر لهم.. وتنتهي رحلة الحج بالطواف حول الكعبة داعين ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار .. اللهم أعدهم الي أهاليهم سالمين غانمين برحمتك ومغفرتك.