زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الحالية للعاصمة الفرنسية هي زيارة علي درجة كبيرة من الأهمية من حيث إنها تعكس قوة العلاقات المصرية الفرنسية ومتانتها وبصفتها تشهد أول قمة ثنائية بين الرئيس السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ تولي الأخير دفة الحكم في قصر الإليزيه حيث أكدت الرئاسة الفرنسية حرص الرئيس الفرنسي ماكرون وكبار المسئولين الفرنسيين علي لقاء القيادة المصرية من أجل بحث العديد من الملفات الهامة وفي مقدمتها دعم البرنامج الاقتصادي الطموح للرئيس عبدالفتاح السيسي بخلاف دعم جهود التعاون مع مصر في مكافحة الإرهاب. وفقا لتصريحات "باربرا فريجيه" المسئولة الإعلامية للإليزيه فإن فرنسا تعتبر نفسها شريكا أساسيا لمصر في المنطقة لما لها من ثقل إقليمي وموقع جغرافي متميز وتعتقد أن الدور المصري سيظل مفتاح الاستقرار والتقدم لشعوب المنطقة العربية وهذا لابد أن يترجم في زيادة حجم التعاون بين البلدين إلي مستوي غير مسبوق. وأوضح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية بأن زيارة الرئيس تستمر علي مدي أربعة أيام وتتضمن لقاء القمة المصرية الفرنسية علي غداء عمل بقصر الإليزيه حيث تتركز المباحثات بين الزعيمين في لقائهما الأول علي بحث سبل تعزيز الشراكة القائمة بين البلدين في المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية بخلاف تبادل الرؤي إزاء القضايا الإقليمية والدولية وعلي رأسها مكافحة الإرهاب. وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الفرنسية بأن الملف الاقتصادي سيكون علي رأس المباحثات بين الزعيمين وشدد علي أن دعم برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري سيكون في المقدمة كما تتناول المباحثات الأوضاع في سوريا ودور مصر في العمل علي التوصل إلي حل نهائي لوضع حد للحرب الدائرة هناك بحث المصالحة الوطنية الفلسطينية التي تمت بنجاح عن طريق بوساطة مصرية وبحث الأزمة الليبية في ضوء الجهود المصرية والفرنسية المبذولة لإيجاد تسوية سياسية وحل سياسي لها. منتدي اقتصادي المجال الاقتصادي وتعزيز فرص التجارة والاستثمار المشترك بين البلدين يحظي بأهمية بالغة، وفي هذا النطاق أعلن "ستيفان روماتيه" السفير الفرنسي لدي القاهرة عن إقامة منتدي اقتصادي للتعاون بين مصر وفرنسا سيفتتحه الرئيسان في العاصمة الفرنسية بمشاركة العديد من الشركات الفرنسية وهو ماسيكون فرصة جيدة لعرض الفرص الاستثمارية في مصر ومن المنتظر توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين شركات مصرية وفرنسية. وأكد السفير الفرنسي أن فرنسا تدرك حاجة مصر لدعم تمويلي من شركائها خلال فترة الإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها مصر حاليا. كما يعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي اجتماعا مع رؤساء مجالس إدارات نحو 40 من كبري الشركات الفرنسية المهتمة بالاستثمار في مصر أو التي لديها استثمارات قائمة بالفعل أو التي ترغب بزيادة استثماراتها ويشارك في الاجتماع المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة والدكتور هشام عرفات وزير النقل وعدد من الوزراء الفرنسيين ووفد من رجال الأعمال المصريين. وأوضح محمود القيسي رئيس غرفة الصناعة والتجارة الفرنسية بأن هناك اهتماما كبيرا من الجانب الفرنسي بالاستثمار في محور قناة السويس خاصة في مجالات الصناعات التي تستهدف إعادة التصدير للأسواق الخارجية. مستقبل التعاون وأكد حسن بهنام مدير عام غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في مصر بأنه نتيجة لازدياد وعي الجانب الفرنسي بأن مصر أصبحت الآن تسير علي المسار الصحيح وأن برنامج الإصلاحات الاقتصادية يتم علي أكمل وجه بخلاف إصدار قانون الاستثمار الجديد واتخاذ الحكومة إجراءات جادة لمحاربة البيروقراطية فإن كل ذلك يمهد الطريق أمام المستثمر الفرنسي لكي يتوجه نحو مصر كسوق غنية بالفرص والاستثمارات.. وهناك وفد فرنسي من كبار رجال الأعمال سوف يزور مصر في نوفمبر المقبل لعقد لقاءات مع المسئولين لمناقشة أوجه العمل المشترك في مشاريع كبري مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومن المنتظر أن يقوم وفد أكبر بزيارة مصر في مارس 2018.