جانبا البحيرة بطول 06 كم عبارة عن بوص وورد النيل في ممرات عديدة يختفي أي قارب بعد دقائق من الدخول إليها إلي حيث لا أدري كثيرا، بالقطع هناك تجمعات سكنية في قري كالتي يطل بعضها علي الشاطئين من دور واحد في الغالب والبعض في دورين أو ثلاثة منها الحديث بالأسمنت المسلح والشرفات وسلالم قليلة، لا يصلها الماء ولا الكهرباء التي يوفرونها من مولدات صغيرة خاصة وأصادف لنشا كبيراً يقطر خلفه آخر محملين ببراميل مياه عذبة يبيعها للسكان والبرميل بثمانية جنيهات تستخدم للشرب والطعام، أما باقي أمورهم من غسيل ملابس وأوان فمن مياه البحيرة وهناك قوارب تأتيهم بأنابيب البوتاجاز وقالوا غالية ولم أعرف السعر وفي البحيرة مدرسة ابتدائية واحدة ينتقل لها تلاميذها علي القوارب وبها أيضا للمدارس الإعدادية والثانوية في مدينة المطرية كل يوم بنين وبنات وكذا المستشفيات وباقي الخدمات وقالوا إن أزمات الليل الصحية يحلها اللنش الصاروخ وغالبا يكون مجاملة مجانية للأهل والجيران. علي الجانبين رصدت ثلاثة مساجد صغيرة مقامة بالأسمنت المسلح بلا مآذن ولها ميكروفون صغير للأذان وفي الثلث الأخير باتجاه المطرية يظهر مقام سيدي عبد الله بن سلام بقبته العثمانية ومسجده الأسمنتي وحوله بقايا مقابر قديمة. علي الشاطئين بطول المسافة وجدت أبقاراً ترعي في المياه أمام البيوت أو بعض زرائب تأكل من البوص الأخضر وورد النيل وقد اعتادت المياه الي حد الطفو في المياه الضحلة وبعض الأوز يلهو هنا وهناك فنحن بالقرب من قرية بحر البقر الشهيرة. يحتل معظم مساحة الشاطئين مزارع سمكية خاصة لم يفسر لي أحد كنه أصحابها إلا كلمات أخذت بالقوة والذراع ونبهني أحدهم إلي أن معظم هذه المزارع كان قد هدمته شرطة المصطحات المائية لكن بعد الثروة عاد الكثيرون للمزارع غير مهتمين بالصيادين الصغار وتوهمت أن كلمة الثروة خطأ لفظي تقليدي للثورة يتم تصحيحه لكن مع تكراره بثقة وجدت أن الحكاية ليست سهلة.