في الثامنة والنصف تحرك اللنش لأن حرم صاحبه قد وصلت وحفيدها فسمعت أصواتاً مبهمة فسرها تطوع الشباب لالتقاط حبال قوارب الصيد ليربطوها في سورنا الحديدي في قاطرة وصلت إلي حوالي عشرة ينادي بعضها لفك حبله فيتجه إلي منزله يحصل المساعد خمسة جنيهات منه ويرحمه من التجديف ستون كم وقد خرجوا للصيد من فجر الأمس من المطرية حتي وصلوا إلي بورسعيد برزقهم . اقترب لنش صاروخ وهو قارب رفيع بموتور يطير علي المياة بامواج قوية في حركة نصف دائرية ليمد أحد الرجال ساقه اليمني ليهبط في القارب ممسكا بذراعيه حاجزاً خشبياً في منتصفه ولم يكن قد ضم اليسري إلا واكمل الصاروخ دورته مبتعدا ويتكرر الأمر مع شابة محجبة وقارب آخر التقط قائده حقيبة بلاستيكية مكتظه بمشترياتها وصاروخ آخر سلم جوالا صغير اً للمساعد وأعطاه بعض جنيهات لتوصيله لمحمود (بوستة) ثم أسرة كاملة من سيدة وأربعة اطفال يصعدون بتلقائية للنش الذي لا ينتهي عمله بالإبحار من الميناء بل يبدأ. جئت عقب زيارة من شهر للمطرية وعرفت بأمر اللنش و قد لاحظت قلق العيون والذي فجره آنذاك تساؤل أحد راكبي ميكروباس عودتي إلي بورسعيد وقد سالت عن أجرة لنش صاروخ إلي جزيرة تينيس لماذا قلت علشان الأرض فقال علشان الآثار فرددت يعني هنهرب سوا فقال ونهرب ليه أنا عندي قطعتين آثار جاهزين ولم أفهم الموضوع جد ولا هزار و قد عدنا من الطريق بسبب إطلاق نيران في المطرية بين البلطجية وأخذنا طريق دمياط فرايت البحيرة بعد العصر وقد سكنت الحركة وانتشرت العتمة بين ممرات البوص والذي بينه تصبح معزولا وحيدا في مغامرة غير محسوبة فأحجمت عن الرحلة التي أنفذها الآن ولهذا كان صمتي وأسئلتي وإجاباتي مركزة وهو ما أثار الريبة حولي أكثر .