نظرا لغياب التنسيق في عرض الأعمال الرمضانية الأخيرة لم يسعفني الوقت لمشاهدة أغلب المسلسلات التي تخطي عددها الثلاثين مسلسلا.. ولكن مع بدء إعادة عرضها بعد انتهاء شهر رمضان كان واضحا غياب التطور في الدراما التليفزيونية لوجود عناصر ساهمت في إضعافها مثل تدخل النجوم في النص أو التصوير وحتي الإخراج أو محاولة تغيير معالم عمل سبق تقديمه في السينما والإذاعة ليصبح 30حلقة بناء علي رغبة المنتج لزيادة نسبة تسويقه وضمان الفوز بجزء كبير من حصة الإعلانات العائدة من وراء المسلسل.. وذلك بعدما تخيلنا أنها ستدخل منافسة في كل عناصر الإبداع وبالأخص التمثيل.. ولكن للأسف ظهر واضحا أن التنافس خاصة بين النجمات خلال المسلسلات لم يقتصر علي الأداء الأفضل هذا العام وإنما امتد التنافس علي الشكل الأفضل والنيولوك الأجمل.. وهذا بالطبع أفقد الكثير من الأعمال التي تم عرضها المصداقية عند قطاع كبير من المشاهدين، هذا بالإضافة لإنشغالهم بمتابعة التغييرات الشكلية وهذا الأمر أدي لانصرافهم عن متابعة الحوار ومجريات أحداث العمل وأود التوقف هنا عند التنافس في النيولوك الذي شمل عمليات النفخ والتجميل التي لجأت إليها بعض الفنانات للظهور بخدود وشفاه منفوخة محقونة »بالبوتكس« أو السليكون وكان واضحا عليهن بشكل ملحوظ ومنهن غادة عبدالرازق في مسلسل »سمارة« ولوسي التي قامت بدور أمها وكلتاهما سبق لهما نفخ خدودهما وشفاههما في أعمال كثيرة آخرها الباطنية.. ويذكر أن التغيير شمل سمية الخشاب في مسلسل وادي الملوك وانضمت إليها فيفي عبده في مسلسل كيد النسا حيث ظهرت أصغر عمرا بعد نفخ الخدود والشفاه ويضاف لهؤلاء الممثلة علا غانم التي ظهرت أيضا منفوخة الخدين والشفتين في مسلسل شارع عبدالعزيز وبعيدا عن لجوء فنانات ومطربات كثيرات لهذه العمليات أمثال نوال الزغبي وأصالة ونيكول سابا وصفية العمري ونبيلة عبيد إلا أن الأخيرات كن يتحدثن بشكل طبيعي ليس فيها حالة »إعوجاج« في حركة الشفايف قبل إجراء مثل هذه العمليات.. وأود القول إن الذي يميز الفنان أو الفنانة دائما هو الصدق مع النفس ومع الفن.. وهنا نختص الفنانة بأن تتميز بعمق الإحساس في أدوارها ما بين الرومانسية وبنت البلد والفلاحة والأدوار السياسية ودائما ما يكون التعبير عن هذه الأدوار لا يحتاج لماكياج ولا نفخ خدود وشفايف والمشاهدون يحتاجون لترشيد تنويهات النيولوك الزائدة عن حدها والتي أصبحت محفوظة عن ظهر قلب من كثرة تكرارها من عمل لآخر.. وأخيرا أضم رأيي مع كل المشاهدين الذين يؤكدون لهؤلاء الفنانات أن الجمال في الفن هو جمال الأداء وليس جمال نفخ الخدود والشفاه ويحذرونكن بالمثل القائل »الشيء الزائد عن حده ينقلب إلي ضده«