أوراق السفارة خارج العمارة

سقطت السفارة فانكشفت أوراقها

سقطت السفارة الإسرائيلية أمام غضبة الشباب المصري أمام سقوط جنود شهداء علي الحدود الإسرائيلية، لم تنفع سياسة التأسف الإسرائيلي في شراء الخواطر، ولم يصمد الجدار الحاجز أمام تظاهرة الشواكيش، فكان السقوط حتميا للسفارة المحلقة في السماء. أو إن شئت الدقة سقطت مخازنها لتنكشف العديد من الأوراق الخاصة بعمل السفارة، المدهش في الأمر أن الأوراق المكتشفة تندرج تحت توصيف متاح أي أنها وثائق من الدرجة الثالثة لا تندرج تحت بند "سري للغاية" ولاتكشف الوثائق عن أي من الجوانب الخفية لعلاقات السفارة الإسرائيلية المتشعبة ولا عن المراسلات الرسمية بين السفارة والحكومة المصرية.
وهو ما يطرح أسئلة حيوية ومهمة من نوعية هل علم القائمون علي السفارة الإسرائيلية بأنها ستتعرض للاقتحام فقاموا بنقل الوثائق الهامة والسرية من مقر السفارة إلي جهة غير معلومة؟ أم أن نظام عمل السفارة الإسرائيلية لا يسمح بالاحتفاظ بالوثائق الهامة للطبيعة الحساسة لعمل السفارة في وسط معاد؟ أم أن ما يشيع عن النشاط التخابري للسفارة الإسرائيلية يحتم ضرورة التخلص من الوثائق الهامة اولا بأول؟ أم أن المتظاهرين اقتحموا أحد المخازن الخاصة بالأوراق معدومة الأهمية؟ كلها أسئلة ملحة تحدد طبيعة الأوراق المكتشفة.
تساقطت أوراق السفارة الإسرائيلية علي المتظاهرين في مشهد أشبه بتساقط حبات المطر، فقد نجح بعض المتظاهرين في اقتحام أحد مخازن السفارة بالدور التاسع وقاموا بإلقاء كل ما وقعت أيديهم عليه من النوافذ، كان النصيب الأكبر من هذه الاوراق لنهر النيل فيما تمزق جزء كبير منها في الصراع الذي دار بين المتظاهرين حول حيازة هذه الأوراق، فيما حصل البعض علي أوراق باللغة العبرية وبعضها باللغة العربية. لكن كلها اتفقت علي أنها مجرد أوراق إدارية.
تضم الأوراق المكتشفة مراسلات رسمية بين السفارة ووزارة الداخلية للحصول علي تراخيص بحمل السلاح لمواطنين إسرائيليين يقيمون في مصر، كذلك مراسلات من السفير الإسرائيلي مع وزارة الكهرباء طلب فيها بتوفير مولد كهربائي ذي قوة جهد عالية، لاستخدامه في احتفالات السفارة بيوم "التأسيس والاستقلال" أي يوم النكبة الفلسطينية. وهناك طلبات رسمية بمنح إسرائيليين إقامة مجانية في مصر لمدة 6 أشهر وطلبات تتعلق ببعض التخليصات الجمركية.
تشغل مراسلات السفارة مع وزارة الداخلية جانبا ضخما من الأوراق المكتشفة التي حصلت عليها "آخر ساعة" فهناك طلبات رسمية تقدمت بها السفارة للحصول علي تصريح بزيارة نائب قنصل السفارة آلون دافيد لزيارة أمين يوسف طحان المسجون بسجن الاستئناف بتهمة جلب المخدرات لمصر عن طريق سيناء، كذلك طلب بزيارة الجاسوس الشهير عزام عزام في عام 2003م قبل الإفراج عنه في عام 2004م.
كذلك وثيقة تفويض بقيادة سيارة الملحق السياسي بالسفارة باليري مائير وبياناتها وفقا للوثيقة التي حصلت عليها "آخر ساعة" ماركة السيارة فورد توروس موديل 1997م، رقم اللوحات 30824/114 هيئة دبلوماسية، رقم الموتور. 247982
جدير بالذكر أن أحداث السفارة جاءت في أعقاب جمعة تصحيح المسار التي دعت إليها القوي السياسية والثورية، ومن ضمنها الدعوة لتنظيم مسيرة تحت اسم "مسيرة الشواكيش" لهدم الجدار الحاجز الذي أقامته محافظة الجيزة لحماية السفارة، وهو أمر أثار استياء جموع المتظاهرين، وقام المتظاهرون بهدم الجدار الحاجز بالشواكيش فيما صعد البعض من المتظاهرين وقاموا بإنزال علم إسرائيل للمرة الثانية خلال أيام، فيما اقتحم البعض مقر السفارة فيما تبين بعدها أن الأمر لم يجاوز اقتحام أحد المخازن التابعة للسفارة عندها وجد الثوار تلك الأوراق وقاموا بإلقائها من النوافذ علي المتظاهرين أمام العقار المتواجد به السفارة.
فيما أكد الخبير الأمني اللواء طلعت مسلم ل"آخر ساعة" أن عدم وجود أي من الوثائق المتعلقة بنشاط السفارة الإسرائيلية الخاصة بسياسة إسرائيل تجاه مصر أمر مريب، قد يجيب عنه أن الطابق الذي دخله المتظاهرون طابق ملحق بالسفارة يحتوي علي أوراق قليلة الأهمية. وقد تكون هناك وسيلة مستخدمة في حفظ الوثائق سهلة النقل فقد تكون مسجلة في شكل رقمي دي في دي، أو فلاشات سهلة النقل من مكان لآخر، وطبيعي أن تتبع السفارة الإسرائيلية وسائل تأمين مرتفعة للغاية خصوصا بعد الثورة وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في مصر.