الأرض كلها بركانية من أجل هذا قيل إنها كانت في بطن المحيط بين أوروبا وأمريكا وارتفعت الأرض فأصبحت جزيرة بين القارتين أوروبا وأمريكا.. هاجر إليها الكثيرون من أبناء الجزر البريطانية، ومن أبناء النرويج وجاءت اللغة خليطا بين اللغتين. إلي جانب أسلوب جديد في التعبير، فلا هي إنجليزية ولا هي نرويجية ولو أنها تحمل الكثير من معالم اللغات واللهجات الإسكندنافية، فهي مثلا تحتفظ بطريقة التعبير عن ولد فلان وأضافت هي إلي هذه اللغة: بنت فلان. فعندما زرناها كانت رئيسة الجمهورية تدعي »جودافير« بتشديد الدال بمعني »بنت جودا«.. وابتعدنا عن أرض الزلزالات. وعن اللافا التي تغطي مساحات كبيرة من أرض الجزيرة وعن ينابيعها البركانية التي تحمل الموت لكل من تنصب عليه وذهبنا إلي سهول خصبة تغطيها الخضرة والزراعة الكلأ أساسا ورأينا قطعان من الخراف تسعي علي هذه الأرض وكان الموسم موسم الإنجاب فكان المشهد رائعا مشهد النعاج والخراف تمضي فوق بياضها الرائع فوق بساط أخضر وخلفها »الخلفة الجديدة أولادها« تسعي وراءها وتحاول الالتصاق بأجسام الأمهات. والغريب في الأمر أن تري ينابيع الماء الحلو الصافي والماء المنساب أيضا من فوق الجبال ماء عذب له مذاق رائع سبحان الله علي نفس الأرض ومن فوق الجبال ينزل الماء العذب ليسقي الأرض. مساحات من الأرض يسقيها الماء العذب لتنبت الخضرة وتحتل مساحات كبيرة من هذه الجزيرة العجيبة! ليس هذا كل شيء إنها الجزيرة المحاطة بمياه المحيط من كل مكان تكثر الأخوار حولها الأخوار التي يلجأ السمك إليها لوضع البيض والتزاوج . ومن أجل هذا أصبح بيض السمك بضاعة رائجة جدا بل ربما تكون التجارة رقم واحد. في المطاعم في معظم المطاعم عندما يقدمون لك الأكل يفرشون الطبق أو يزينوه بالكافيار هكذا كما تفعل المطاعم هنا في تقديم وجبة الكباب يفرشون الطبق بالبقدونس وفي مطار ريكيافيك (العاصمة) في السوق الحر تري عشرات بل مئات الأصناف من الكافيار بكل الأحجام والألوان فهذه تجارتهم رقم واحد يقدمونها لك لتأخذ هداياك منها إلي أنحاء الأرض.. هذه بعض معالم أيسلندا الجزيرة الحالمة استطاع أهلها أن يعايشوا طبيعة غريبة عن كل أنحاء الدنيا طبيعة ذات طابع بركاني قاس. يثور بركانها ليغطي أجزاء كثيرة منها بالحمم البركانية أو ربما يفعل كما فعل أخيرا يكون الفوران شديدا ليصعد إلي السحاب الذي ينقله إلي أنحاء الدنيا فيوقف الحركة تماما كما فعل مفاعل تشرنوبيل النووي عندما أصابه صرع معين فطار الغبار النووي مع السحاب وحول أبناء أوربا إلي بدو رحل لكن لايسعون إلي الكلأ وإنما يبتعدون عنه لأنه حمل معه رذاذا نوويا يقتل كل شيء هكذا فعل البركان الأيسلندي ارتفع غباره إلي السحاب ليهدد كل طائرة تمر عبره أو ليهدد كل الناس القابعين تحته!