في لحظة وبلا تردد أصدر الاتحاد الدولي قراره بإيقاف نجم نجوم العالم 4 مباريات في أحلك الظروف التي يمر بها المنتخب الأرجنتيني في تصفيات كأس العالم.. لم تقف الدنيا عند عقوبة ميسي الذي أساء بالألفاظ النابية ضد الحكم البرازيلي في مباراة فاز فيها منتخب الأرجنتين علي تشيلي.. ولكن حكم المباراة قام بدوره كقاضٍ وأبلغ بالواقعة كاملة.. فكانت العقوبة التي هزت العالم الكروي.. وجاءت عبرة لكل متطاول من اللاعبين أو المدربين. أما الشغب ضد الحكام في مصر فله قصص وحواديت أخري تبدأ بالاعتقاد الخاطئ الذي يعتنقه كثيرون فهؤلاء أمَّنُوا أنفسهم من العقاب.. فزادوا في إساءة الأدب والتطاول علي حكام المباريات وتلك الأزمة ليست بين المدربين والحكام وحدهم ولكنها أيضا تنطبق علي اللاعبين الذين يسيئون التصرف بالاعتراض الدائم علي الحكام فهناك من يتطاول وهناك من يحاول الاعتداء علي الحكام ومساعديهم وهناك من يحاول إظهار العين الحمراء قبل بداية المباريات.. وهذه الفئات احترفت الاعتراض وأدمنت إساءة اللعبة ضد الحكام والمراقبين. وفي ذات الوقت أعلن مجموعة من حكام الكرة رغبتهم الاعتزال والابتعاد عن مجال اللعبة ويقومون الآن بالاتفاق فيما بينهم علي اتخاذ هذا القرار كوسيلة ضغط لمواجهة العنف ضد الحكام. وكانت "نظرة " حسام البدري المدير الفني للأهلي للحكم محمود عاشور في مباراة الأهلي والإنتاج الحربي بداية مرحلة جديدة لعملية تطور الإساءة إلي الحكام وذلك بالتقليل من شأنهم وإبداء روح الاستهزاء بهم وكانت عقوبة اتحاد الكرة علي الفور بعد حيرة تامة لأن لوائح الاتحاد لاتحمل عقوبة ضد من يتطاول بالنظرات واللمسات، وهو الأمر الذي جعل كثيرين يطالبون بضرورة تغليظ العقوبة ووضعها وغيرها ضمن بنود لائحة العقوبات.. وليس من المعقول أن تصل العلاقة بين المدرب والحكم إلي هذا الحد السيئ.. ونفس الأمر للاعب حسام عاشور الذي تم إيقافه 4 مباريات لجذبه يد الحكم عقب شروعه في مصافحته باليد.. وكلها نماذج تندرج تحت شعار" من أمن العقاب.. أساء الأدب"!! وهناك نماذج أخري سائدة في المجتمع الكروي فلا يمر أسبوع إلا وتصدر قرارات بعقوبات ضد حسام حسن أو أحد أفراد جهازه الفني.. ولاتمر مباراة وأخري إلا وقد تكون هناك إيقافات وعقوبات ضد أحمد حسام ميدو لكثرة الاعتراض ضد قرارات الحكام واستخدام ألفاظ خارجة يعاقب عليها القانون. ولا ينسي أحد اشتباك محمد عودة المدير الفني للمقاولون مع الحكم الدولي جهاد جريشة في مباراة فريقه أمام طلائع الجيش وواجه عقوبة ضعيفة، ونفس الأمر في مواجهة الزمالك والمقاصة ومافعله اللاعبون والجهاز الفني للزمالك ضد نفس الحكم، ولا ينسي أحد أيضا مدرب حراس المرمي سعفان الصغير منذ أن كان لاعبا فهو من محترفي الاعتراض ومن هواة الاعتداء علي الحكام ونفس الأمر يفعله عندما مارس مهنة التدريب، ولم يختلف عنه اللاعب أحمد عيد عبدالملك فهو صاحب الرقم القياسي في الاعتراض علي الحكام، ويمثل مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك ظاهرة جديرة بالدراسة فهو رئيس النادي صاحب الأرقام القياسية في الاعتراض علي الحكام وطريقة تعيينهم ومطالبته الدائمة للجنة الحكام بضرورة تغيير الحكام الذين يديرون مباريات الزمالك من مباراة لأخري، وهو ماكان يحدث بالفعل. ويسعي اتحاد الكرة بكل لجانه الرئيسية مثل لجنة المسابقات ولجنة الحكام إلي إيجاد سبل وطرق جديدة للحد من تلك العلاقة المتوترة بين المدربين والحكام دون اللجوء إلي تغليظ العقوبات، كما يطالب البعض بضرورة تنظيم دورات تثقيفية وعملية للحكام للحد من الأخطاء التي قد تكون سببا رئيسيا في توتر تلك العلاقة. ومؤخرا نجح اتحاد الكرة أكثر من مرة في إخماد ثورة الحكام الذين هددوا مرارا وتكرارا بمقاطعة المباريات حتي تعود هيبة الحكام والتحكيم إلي ملاعب الكرة.