بعد مرور 5 أشهر علي اندلاع الثورة السورية في 51 مارس الماضي كان لابد أن نقف مع النشطاء السوريين لمعرفة حقيقة مايحدث داخل سوريا في الوقت الراهن وخاصة بعد أن تصاعدت المطالبات برحيل الرئيس السوري بشار الأسد. في البداية قال الدكتور مؤمن كويفانية الكاتب والناشط السوري إن الشعب السوري يشبه الثور الهائج الآن وذلك بعد أن مارس نظام الأسد معه كل أساليب القمع وهو شعب يقاوم بدون سلاح وقدم منذ أول رمضان مايقرب من 006 شهيد وهناك أكثر من 0053 مختفٍ وآلاف المعتقلين. وطالب بتدخل عسكري عربي إسلامي لوقف مايحدث في سوريا مؤكدا أن السعودية قد يكون لها دور في المرحلة المقبلة وإن حدث هذا فهناك توافق شبة كامل حوله كما أن الدول العربية يجب أن تلعب دورها الدبلوماسي المتمثل في سحب سفراء بلادهم مثلما فعلت العديد من الدول الغربية وآخرها سويسرا. ومايشاهده العالم لايمثل عشر مايحدث علي أرض الواقع فما يفعله بشار حاليا، يذكرنا بما فعلته إسرائيل في صبرا وشاتيلا والتي حدثت بموافقة النظام السوري. أما حسن أحمد الناشط والمعارض السوري فأكد أن النظام السوري يقبض علي زمام الأمور في سوريا بقبضة حديدية فهناك 61 جهازا أمنيا وكان استخراج بطاقة القيد من اختصاص المخابرات العسكرية السورية ولذا فهي تختلف عن مصر ولكن شرارة البداية كانت مماثلة لماحدث مع خالد سعيد حيث تم اختطاف 11 طفلا وقتلهم في منطقة درعا وهي منطقة عشائرية والعشائر هناك كانوا بداية الثورة. وكان تركيز الأمن السوري في البداية علي دمشق وحلب وهما يمثلان الثقل الأكبر في سوريا فيوجد في مدينة حلب مثلا أكثر من 52 ألف بلطجي وقناصة يقومون بقتل أي معارض وعلي الرغم من هذا فإنهم تمكنوا من الخروج في مظاهرات عديدة ومن بشائع النظام السوري أنه من أصل 111 مسجدا في حماة لم يسمح إلا بسوي مسجدين فقط لصلاة الجمعة كما أن مفتي الجمهورية أوصي بعدم صلاة التراويح بحجة الفتنة. أما الدكتور عامر أبو الخير أستاذ العلاقات الدولية والناشط السياسي السوري فأكد أن هناك سوريا تقع تحت احتلال إيراني غير مباشر وهي لها أطماع في سوريا تتعلق بإعادة الخلافة الإسلامية إلي سوريا وأنفقت حتي الآن أكثر من 7 مليارات في الحرب الواقعة علي الشعب السوري كما أنها تلعب دورا خفيا من خلال الشيعة في العراق والذين جاءوا إلي سوريا لمساندة النظام وتعتبر أداة حزب الله هي الأداة الفاعلة في تلك المجزرة والتي دخلت إلي سوريا وتقاتل مع الشبيحة السوريين. ويري الإعلام السوري أن جميع الدول الإسلامية وأولها السعودية والأردن دول معادية وأن المنظمتين الوحيدتين التي تسمح بالتعامل معهما هم حزب الله وإيران. ويري الدكتور عامر أن أخطر مايواجه سوريا في الوقت الحالي محاولات التشيع والتي تمارس علي شعب 09٪ من نسبة سكانه من السنة وكان آخر تلك المحاولات افتتاح مسجد الحسينية في تلك الظروف الحرجة وهو ماترفضه أغلبية السوريين والذين يرفضون التحالف السوري مع إيران. وتلعب إيران دورا محوريا الآن في التأثير علي الجانب الروسي لكي يستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن ضد أي عقوبات علي سوريا وذلك مقابل صفقة كبيرة بين البلدين لم يعلن عنها كما تلعب إيران دورا خفيا في إرسال القناصة لقتل المتظاهرين من أعلي أسطح المنازل كما أن هناك تعاونا علي الجانب الأمني حيث ظهر بعض الضباط الإيرانيين داخل السجون السورية . وعن موقف مجلس الأمن قال الدكتور عامر إن مجلس الأمن تأخر كثيرا في التحرك ضد النظام السوري ولكن الثورة لم تتأثر بذلك وهو مايعرفه العالم أجمع بمن فيهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والتي أكدت أن الشعب السوري يرفض أي تدخل لإسقاط النظام السوري ونحن نرفض التدخل الأجنبي المباشر حتي لاتتكرر مأساة العراق وليبيا ولو حاول الرأي العام الغربي وأمريكا القيام بذلك ستجد مقاومة شعبيه هائلة ولكننا في نفس الوقت مع فرض عقوبات علي النظام الحالي مثل الحظر الجوي أو إقامة منطقة محظورة. ومن جانبه قال الدكتور محمد رحال مستشار الدولة للشئون الاستراتيجة إن هدف الشعب السوري الاساسي هو إسقاط النظام ولاشيء غير ذلك ثم بناء نظام برلماني وذلك بعد 6 أشهر تعتبر مرحلة انتقالية تتولي فيها القيادة السرية للثورة السورية شئون البلاد وهي القيادة التي لايعرف عنها أحد حتي لايتم إجهاضها ولكن هناك اتفاقا داخل سوريا علي توليها المرحلة الانتقالية ولكن المعارضة خارج سوريا تختلف حول ذلك والتي تمثل عدة ملايين سوريين جميعهم معارض للنظام السوري ولكن المعارضة السورية في الداخل لن تسمح أن تختطف الثورة علي حساب فصيل آخر. وأضاف أن الثورة السورية استفادت من الإشكاليات التي عانت منها مصر وتونس في ثورتيهما وتحاول أن تتلافاها ولكن هناك اختلافا كبيرا بين الثورة المصرية والسورية فالنظام السوري لايسمح باعتصامات تستمر لأكثر من 81 يوما ولكنه يقوم بقتل المئات في التظاهرة الواحدة. وعن علاقة تركيا بالنظام السوري أكد رحال أنها قائمة بالأساس علي المصلحة فرجب طيب أدروجان رجل وطني ويخاف علي مصلحة بلاده ومصلحته الآن أن يبقي في صف النظام السوري ولكنه أكبر منافق في العالم ولا أمان له لأنه جاء بعد سحق شيخه أربكان. وعن الدور الأمريكي أكد أنها تلعب علي الطرفين فأحيانا تأتي في صف النظام وأحيانا في صف الثورة وهناك معلومات بأن الرئيس الأمريكي لايرغب في التدخل في الشأن السوري بسبب ماقدمه بشار الأسد لأمريكا من معلومات هامة عن مكان أسامة بن لادن والتي تعيش زوجته وأبناؤه في مدينة اللاذقية السورية فهناك صفقة بين البلدين كما أن هناك اتفاقيات أمن ضد الإرهاب وهو مايجعل موقفها متذبذبا حتي الآن. ولكنهم يتمنون أن يظل النظام قائما لأنه نظام ديكتاتوري والدول الغربية تفضل أن تتعامل مع النظم الديكتاتورية لأنها بذلك تتعاون مع فرد أما في حالة النظم الديمقراطية فهي تتعامل مع شعب بأكمله. وعلي جانب آخر قال الناشط السوري الكردي رضوان حسين إن الأكراد في سوريا في صراع مع النظام السوري ويحاول النظام أن يصطنع الوقيعة بين الشعب السوري العربي والكردي ليعطي انطباعا أن هناك صراعا طائفيا داخل سوريا. وهناك صراع خفي بين النظام السوري والاكراد منذ عام 4002 ووصل عدد الشهداء الأكراد في تلك الفترة إلي أكتر من 06 شهيدا وكان قبل ذلك بطش من نظام حافط الأسد ضدنا وكان يأخدنا في الجيش السوري وبعد أن نخرج يسحب الجنسية السورية ويعتبرنا لاجئين. والأكراد أعلنوا موقفهم من الثورة السورية منذ اليوم الأول وهناك العديد من المناطق الكردية انتقلت إليها الثورة مثل المالكية والدرباسية ورأس العين وكوباني.