السينما المصرية تختفي من مهرجان كان، ومشاركة متواضعة للسينما العربية بصفة عامة في المهرجان الأكثر شهرة عالميًا. السينمائيون المصريون والعرب اكتفوا هذا العام بدور المتفرج الذي اعتادوا عليه من قبل باستثناءات قليلة جدا، فخلال دورته ال70 التي تعقد في الفترة من 17- 28 مايو المقبل اقتصرت المشاركة العربية علي 3 أفلام فقط من تونس والجزائر، بالإضافة إلي فيلم للمخرج الفلسطيني الدنماركي مهدي فليفل . أشباح إسماعيل فيلم الافتتاح.. وأفيش المهرجان يثير جدلا!! تم اختيار 3 أفلام عربية فقط للعرض ضمن دورة مهرجان كان السينمائي الجديدة حال انطلاق فعالياتها لتعود المشاركة العربية بالمهرجان إلي سابق عهدها قبل ثورات الربيع العربي في 2011، حيث شهدت معه السينما العربية قفزة نوعية. وتتمثل هذه المشاركة المتواضعة في تنافس كل من فيلم »علي كفّ عفريت» التونسي للمخرجة كوثر بن هنية، وقصة الفيلم مستوحاة من قصة واقعية أثارت الجدل وشغلت اهتمام الرأي العام منذ فترة في إشارة إلي حادثة اغتصاب فتاة من قبل شرطيين، وأشارت إلي أنها استعانت بتفاصيل هذه الحادثة واسترجعت وقائع تلك الليلة التي عاشتها الفتاة حسب تعبيرها. يشارك عدد من الممثلين علي غرار مريم الفرجاني وغانم الزرلي ونعمان حمدة ومحمد العكاري وشاذلي العرفاوي وأنيسة داود ومراد غرسلي، يشاركون في هذا العمل الذي تم اختياره ليكون ضمن البرمجة الرسمية للدورة 70 ل »مهرجان كان السينمائي» من 17 إلي 28 مايو 2017 ويتنافس فيلم »علي كف عفريت» علي نيل جوائز مسابقة قسم يعني بفئة الأفلام الجريئة المشاركة في المهرجان السينمائي العالمي، إلي جانب 15 فيلما آخر. أما الفيلم الجزائري »طبيعة الوقت» للمخرج كريم موساوي، وهو أول فيلم روائي طويل له، بعد عدة أفلام قصيرة، علي جائزة »نظرة ما». وتعتبر مسابقة نظرة ما من فئة المسابقات التي يتنافس عليها صناع الأفلام من الجيل الصاعد، أي أصحاب الأساليب المختلفة في السرد والمتميزة في أصالتها وجرأتها علي جائزة أفضل فيلم. أما الفيلم الفلسطيني الدانماركي »رجل يغرق» للمخرج مهدي فليفل فيشارك في مسابقة »الأفلام القصيرة» بالمهرجان. وكانت السينما العربية قد شهدت طفرة في تمثيلها بالمهرجان عقب ثورات الربيع العربي حيث شهدت الدورة ال64 عام 2011 عرض فيلم »18 يوما» وهو عبارة عن 10 أفلام قصيرة ل 10 مخرجين بارزين وشباب تناولت وقائع ثورة 25 يناير في مصر 2011.. وتم في قسم كلاسيكيات »كان» عرض الفيلم المصري البوسطجي الذي أخرجه حسين كمال عام 1968 عن قصة للكاتب يحيي حقي. وشهدت الدورة التالية عام 2012 مشاركة السينما المصرية في المسابقة الرسمية بفيلم »بعد الموقعة» للمخرج يسري نصرالله، فيما قدمت السينما المغربية فيلم »خيل الله» للمخرج نبيل عيوش، وشارك الفلسطيني إيليا سليمان بفيلم »سبعة أيام في هافانا». وضمن مسابقة الأفلام القصيرة عرض الفيلم السوري »في انتظار صندوق» للمخرج بسام شخيص، كما شارك في نفس المسابقة فيلم »هذا الدرب أمامي» للمخرج الجزائري محمد بوركية. وفي عام 2013 اقتصرت المشاركة علي فيلم واحد دخل ضمن المسابقة الرسمية وعنوانه »الزمن المتبقي» للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، كما اشترك من الدول العربية عدد من شركات الإنتاج الفني التي جاءت للترويج والتسويق لأفلامها التجارية عبر السوق الموازية لفعاليات المهرجان. وشهد عام 2014 مشاركة سوريا من خلال المخرج أسامة محمد بفيلم »ماء الفضة»، أما مصر فقدمت الفيلم القصير »ماذا حدث في افتتاح دورة مياه الكيلو 375» للمخرج الشاب عمر زهيري. وكانت المشاركة العربية الأهم في 2015 للمخرج المغربي نبيل عيوش في مسابقة »أسبوع المخرجين» عن فيلمه »ليس حبا». وفي الدورة ال 69 للمهرجان عام 2016 شاركت 7 أفلام عربية, تجدر الإشارة إلي أن جائزة »نظرة ما» من فئات الجوائز الرسمية بالمهرجان وظهرت لأول مرة عام 1978. أثار أفيش مهرجان " كان" حالة من الغضب حدث ذلك في أعقاب ظهور صورة مرسومة للممثلة كلوديا كاردينالي علي ملصق المهرجان هذا العام، وأثار الملصق الرسمي لدورة هذا العام من المهرجان جدلا كبيرا وانتقادات بشأن التدخل التقني في صورة الممثلة الإيطالية كلوديا كاردينالي، حيث أظهرها أكثر نحافة بالمقارنة مع الصورة الأصلية القديمة، وأطلقت وسائل الإعلام الفرنسية ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وابلا من الانتقادات لتلاعب إدارة المهرجان بصورة كاردينالي التي التقطتها في روما عام 1959، وعلق المهرجان علي ظهورها كصديق للمرأة، لذلك فسوف تظهر 12 مخرجة في نسخة هذا العام، 3 منهن داخل المنافسة وهن المخرجة الإسكتلندية لين رامزي في فيلمها "You Were Never کeally Here" بطولة الممثل خواكين فينيكس، ويدور الفيلم حول الاتجار بالجنس، بينما تعود المخرجة اليابانية نعومي كاواسي إلي المهرجان بفيلمها "کadiance" عن مصور ضعيف البصر. وتشارك المخرجة الأمريكية صوفيا كوبولا بفيلمها "The Beguiled" وهو نسخة جديدة معدلة من رواية القوطية الجنوبية بطولة كولين فاريل وكريستين دانست ونيكول كيدمان، يشارك فاريل وكيدمان أيضًا في المنافسة في فيلم "The Killing of a Sacred Deer" للمخرج يورجوس لانثيموس صاحب فيلم "The Lobster". وأعلن تيري فريمو المدير الفني لمهرجان "كان" عن فيلم افتتاح الدورة 70 للمهرجان Les Fantômes d'Ismaël H أو "أشباح إسماعيل" للمخرج الفرنسي أرنو ديسبلين، في تعويض عن تجاهل المهرجان قبل عامين لفيلمه السابع الرائع "أيامي الذهبية"، والذي تسبب في انتقادات لمبرمجي المهرجان، وتدور أحداثه حول ممثل انحرفت حياته عن مسارها، بسبب ظهور حبه القديم، ويلعب بطولته نخبة من نجوم السينما الفرنسية، منهم ماريون كوتيار ولويس جاريل وماثيو أمالريك، ويعرض خارج المسابقة.