المستشار أحمد رفعت عيون الجيش صقور ونسور يقظة ، لهذا لا نخشي علي حدودنا من العدو الخارجي .. إنما حان وقت الانتباه .. والاتحاد علي كلمة واحدة ، وهدف واحد ، له طريق واحد يسير فيه كل المصريين حاملين المشاعل ، كفاكم - وأقصد سلاطين التوك شو - بغبغة وسفسطة واستذكاء واستعلاء.. اتقوا الله في مصر. فقد تفوقتم علي تجار الدين في تغييب وتشتيت وإرهاب عقول وقلوب شعب طيب لا يريد الا حياة كريمة.. ياوزير الإعلام نق موائدك لأننا زهدنا طعامها الماسخ والحامض.. تليفزيونك ألقانا في جب أسود الفضائيات المتوحشة التي تأكل لحمنا وتمصمص عظامنا لتسمن كروشها.. مسئوليتك هي انتشالنا وإضاءة خارطة الطريق ودروبها .. ولا تتردد في الاستقالة ، لأن المريض الذي طال أنينه يحتاج الحقن الفوري بمضادات فعالة تهاجم وتحاصر وتبيد كل ما أصاب العقل المصري بالتخلف ، والإرادة بالوهن ، والبدن بالعجز.. وابدأ بإعادة تأهيل مذيعي المناسبات الهامة – مثل محاكمات الثورة - لأن الخوف من العقاب ومن الرقابة أفقدهم أبجديات المهنة.. وتحولوا الي مذيعي ماتشات كرة لجمهور الإذاعة في الريف . يعني مثلا لو أن محاكمة مبارك ونجليه قادها مذيع محترف مهني، لكان انتهز هذه الفرصة النادرة التي يحلم بها ويتمناها كل إعلامي، وهي إذاعة محاكمة القرن علي الهواء حصريا للعالم كله .. ولو كنت مكانه وفاتني تسجيل ردود الأفعال التلقائية للثلاثي القلق خلف القضبان ، ولم أندم ولا حاسبت نفسي علي مافاتني اقتناصه منها ، ورصدته وباعت به الجرائد والفضائيات تاني يوم .. لكنت عوضتها في الجلسة التالية .. وقد منحنا الرئيس المخلوع صورة بليغة لاحتقاره لكل مشاهديه خارج القفص، برفع الملاية عن قدميه ووضع حذائه في وجه الجميع.. المحكمة والشعب والعالم.. هذا رأيه فيما يحدث ، وهذا دفاعه الصامت عن نفسه ، وهذا ما عاملنا به عندما صرخنا من الفساد.. نزع سماعته الطبية ، وأسدل أجفانه علي عيونه، وأعطي مفتاح الكرار لوزير الداخلية ..وسلم نفسه لرموز النظام حماة الفساد ، فعلقوا له خيوط الماريونت وتبادلوا تحريكه.. ودسوا المصفقين والعسس في صفوف الشعب المتفرج، لرصد من يري ويدرك فيمتنع عن التصفيق، ليجلدوه قبل أن يتجرأ ويفكر في الرفض أو الاعتراض.. لو كنت مكان المذيع لتساءلت علي الهواء، لماذا لم يعترض رئيس المحكمة علي سلوك المتهم الذي فرض علينا شروطه ومكان إقامته ليوافق علي محاكمته !!.. ولماذا لم يأمره رئيس المحكمة بالجلوس؟.. المذيع هو عين المشاهد وقائد بوصلة تفكيره، وهو المحامي عن حقه في المعرفة وإبداء الرأي والاعتراض علي الخطأ.. بطرح الأسئلة وجمع الأدلة ومطاردة المسئولين للإجابة .. ياوزير الإعلام افتح الأبواب والنوافذ للثورة لتدخل في الربيع.. بدلا من دخولها الإجباري في عواصف الخماسين الملتهبة المحملة بالأتربة والتيارات المعاكسة والمشبوهة.. أسعد الأخبار التي نزلت علينا بردا وسلاما.. هو قرار تنازل الجيش عن بلاغه ضد الناشطة الشابة أسماء محفوظ.. اللقاءات الحوارية للفريق سامي عنان مع النخبة أثمرت، فأضاءت الأمل في نفوسنا في إمكان ممارسة الديموقراطية.. الحاكم يحاور ويستجيب ويتنازل لمصلحة المجموع.. هذه علامة إرشادية مضيئة علي الطريق.. وفي انتظار المزيد. والمزيد الذي ننتظره هو إصدار القوانين المؤجلة التي أنهكتنا انتظارا .. مثل قانون تحرير العلاقة الإيجارية بين المالك والمستأجر للعقارات القديمة.. والتي ترتكب بسببها جرائم يومية تتصاعد حدة عنفها يوميا مع كل ارتفاع في أسعار المعيشة، وانحدار للقيمة الشرائية للجنيه.. الظلم الواقع علي الملاك بينّ.. ومجلس الشعب المنحل ظل سنوات يغازل جمهور الملاك باحتمال إصدار القانون ثم تأجيله بدعوي الخوف من ثورة قدامي المستأجرين ، لأن أغلب أعضائه منهم .. مشروع القانون جاهز واستوفي مناقشة كل احتمالاته ، والجيش قادر علي اتخاذ القرار ..أقيموا العدل ينصركم الله ويؤازركم .. طهروا بؤر الظلم المتعفنة لأن العدل أساس الملك .. وطول الظلم هو وقود الثورة .. وهذا القانون يعادل مشروع حتمية تعديل لوائح الأجور في أهميته ، وفي خطورة عواقب المزيد من التسويف فيه ..هناك مئات الآلاف من ملاك العقارات القديمة يتسولون ثمن العلاج والطعام .. بينما مستأجرو عقاراتهم يعيشون بفضلهم في رغد ، لأنهم تملكوا الشقق واستثمروها ببلاش في حماية القانون .. التفاصيل هي التي تصنع البنيان .. والبنيان لن يستقيم إلا بميزان العدل.. والعدل له أولوية الثورة في مصر.. كلنا نحتاج ، ونطالب ونصر علي الحياة بكرامة في وطننا.. وأول طريق الكرامة هو العدل في الحكم والرحمة ورفع الظلم .