وداعا للحزب الذي دمر الحياة السياسية والحزبية طيلة 30 عاما.. وداعا للحزب الذي لم يسمح بظهور أي حزب آخر واحتكر السلطة والإعلام وكل شيء حتي الفساد والقهر والتعذيب. فمن أجل برلمان يمثل الشعب خال من التزوير والبلطجة لتشكيل حكومة وحدة وطنية عقدت 15 حركة وحزباً سياسياً وصوفياً وقوي نقابية مدنية المؤتمر التأسيسي لتشكيل "الكتلة المصرية" الكتلة الجديدة تعكس حالة الحراك السياسي التي تسود الشارع حاليا، خاصة بين التيارات والقوي المختلفة، وفي نفس الوقت تجسد مشاعر خوف القوي السياسية قبيل انطلاق الانتخابات البرلمانية والمقرر بدؤها في شهر سبتمر القادم. فغالبية التيارات الموجودة علي الساحة في حالة من القلق بسبب الخوف من هيمنة قوي بعينها بالمجلس القادم، خاصة الأحزاب الجديدة التي تخشي ابتلاعها من تيارات عتيقة تمتلك رصيدا كبيرا من الخبرة والتمويل والقدرة علي المنافسة مثل جماعة الإخوان المسلمين. المخاوف ليست مقصورة علي الحركات والأحزاب الصغيرة بل تنتاب الأحزاب الكبيرة أيضا مثل التجمع والوفد والناصري، وغيرها التي تشعر هي الأخري بالضعف وعدم الثقة في استقطاب نسبة من الأصوات التي تتيح لها تمثيلا معقولا في المجلس المقبل، وهي تدرك جيدا أنها لا تحظي بالشعبية اللازمة لخوض المعركة الانتخابية لعوامل كثيرة ساهمت في ضعفها. عدد من خبراء السياسة والمحللين أكدوا أن الكتلة المصرية ليست منفصلة عن حالة الشد والجذب الموجودة حاليا والمتعلقة بشكل الدولة القادم، مؤكدين أنها تأتي في إطار الدعوة التي أطلقها المجلس الوطني لتوحيد القوي السياسية وكل التكتلات الانتخابية التي تدعو للدولة المدنية من خلال تشكيل قائمة موحدة قوية يمكن من خلالها منافسة التيار الإسلامي . الكتلة المصرية تستهدف التنسيق السياسي والانتخابي والبرلماني بين 15 كياناً سياسياً واجتماعياً هي أحزاب "المصري الديمقراطي الاجتماعي، والمصريين الأحرار، ومصر الحرية، والوعي، والجبهة الديمقراطية، والتحالف الشعبي، والتجمع، والشيوعي المصري، والتحرير الصوفي"، والجمعية الوطنية للتغيير، والمجلس الوطني، ونقابتا الفلاحين المستقلة والعمال المستقلة، علي خوضها الانتخابات البرلمانية القادمة ككتلة واحدة متوحدة تحت مبدأ الوسطية المصرية فمن جانبه قال الإعلامي حمدي قنديل، القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، في البيان الذي تلاه باسم الكتلة إنهم اتفقوا علي خوض الانتخابات البرلمانية القادمة بقوائم مشتركة ودعم المرشحين، علي أن تتفق تلك الأحزاب علي رمز وشعار موحد للنزول فيه في الانتخابات القادمة تحت اسم "الكتلة المصرية". مرحباً بالجميع وأوضح قنديل أن "الكتلة المصرية" تستهدف إقامة الدولة الحديثة دون إقصاء أو تفرقة، مع إقامة العدالة الاجتماعية بين المصريين، قائلاً "الكتلة ليست ضد أي تحالف آخر، ونرحب بكل التجمعات أو الشخصيات العامة التي ترغب في الانضمام إليها". وقال الدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة، إن جوهر المبادئ التي اتفقت عليها "الكتلة المصرية" تتمثل في إرساء الدولة المدنية القائمة علي الدستور وسيادة القانون وحق المواطنة، موضحاً أنه يتم حالياً إعادة صياغة نظام سياسي قائم علي أسس ديمقراطية حقيقة، وعلي رأسها إتاحة الفرصة لجميع القوي السياسية للتعبير عن نفسها عبر أحزابها وتتقارب في تشكيل تحالفات سياسية. وشدد الغزالي علي ضرورة إصدار وثيقة تعبر عن الثورة، مثلها مثل باقي دول العالم التي شهدت ثورات، لتؤكد علي المبادئ التي خرجت بها الثورة المصرية، بغض النظر عن مسماها حتي لا تختطف أي قوي ما الثورة المصرية التي شاركت فيها كافة الشعب المصري. من جانبه، أكد الدكتور عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومؤسس حزب مصر الحرية، أن الكتلة المصرية ليست في مواجهة أي تحالف آخر، ولم تنشأ تخوفاً من هيمنة تيار سياسي آخر، موضحاً أن هناك عدة أسباب دفعت إلي إنشاء "الكتلة"، من بينها تقارب البرامج الحزبية، بجانب هامش الوقت الضيق قبل الانتخابات، وضعف الموارد، والدفاع عن الديمقراطية وسيادة القانون قائلا: لا نرغب في أن يكون هناك مساحات رمادية حول دعوتنا لبناء دولة عصرية حديثة، وإصدار خطاب جريء ينتصر لتلك المبادئ"، فيما هاجم الدكتور عبد الجليل مصطفي المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير جماعة الإخوان المسلمين لرفضهم المبادئ الدستورية، رغم أنهم شاركوا في الجمعية الوطنية أثناء مناقشة كيفية اختيار اللجنة التأسيسية لإعداد دستور جديد، وبحث المبادئ الأساسية التي يجب أن يتضمنها الدستور المقبل. 30 عاما مهزلة النائب السابق طارق سباق عضو الهيئة العليا لحزب الوفد قال إن رئيس حزب الوفد الدكتور السيد البدوي، اتجه إلي تشكيل تحالف خاص بكافة الأحزاب الليبرالية وليس كما تردد تحالف بين الوفد وجماعة الإخوان المسلمين ممثلة في حزب الحرية والعدالة. وأشار إلي أن اجتماع رؤساء الأحزاب أفضي إلي تشكيل تحالف تحت مسمي التحالف الوطني من أجل مصر موضحاً أن التحالف يهدف إلي وضع آلية لخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة عن طريق وضع قائمة موحدة لجميع الأحزاب والقوي السياسية تحت لواء واحد تمهيداً لتشكيل حكومة وحدة وطنية دون إقصاء أي تيار سياسي وحتي لا تتكرر المهزلة التي عاشتها مصر علي مدار 30 عاما وهي الحياة السياسية من جانب واحد وكانت العصمة في يد الحزب الوطني المنحل عن طريق التزير والبلطجة والمال . طابع سياسي خالص ومن جانبه أوضح الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير البرلماني ورئيس برنامج التحول الديمقراطي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن التحالف الجديد بين القوي والأحزاب السياسية المصري يعد أمراً محموداً، مشيراً إلي أن التحالف بين القوي المدنية والقوي ذات الطابع الديني سيؤدي في نهاية المطاف إلي جذب الأخيرة نحو الدولة المدنية.وأضاف أن التحالف سيسهم بشكل كبير في توفير الأرضية المناسبة لتكوين قوائم موحدة في الانتخابات البرلمانية المقبلة والتي سيكون هدفها منع فلول الحزب الوطني من أركان النظام السابق من المشاركة في الانتخابات. وأوضح أن التحالف الوطني من أجل مصر يضم قوي سياسية من مختلف الاتجاهات والمذاهب، محذراً من الخوض في تلك التفاصيل لتجنب شق الصف الائتلافي بين تلك القوي والأحزاب واقترح أن يبدأ الاتفاق علي حصة كل طرف في الانتخابات القادمة والقوائم.