في الوقت الذي يتباهي فيه محمد رمضان بتجنيده في الجيش وحصوله علي شهادة من مدرسة الصاعقة أهداها إلي تراب بلده فوجئ جمهور أوكا وأورتيجا بخبر القبض عليهما في مطار القاهرة بتهمة التهرب من تأدية الخدمة العسكرية. المطربان الشعبيان سبقهما البعض فتسببوا في صدمة لجمهورهم بعد أن تخلوا عن واجبهم نحو بلادهم. منهم تامر حسني، ومصطفي قمر، وهيثم شاكر، ومصطفي حجاج مشاهير تخلوا عن كتابة أسمائهم في سجلات الأبطال في حين تفاخر زملاؤهم وهم يرتدون البدلة العسكرية وينشرون الصور علي صفحاتهم الشخصية مثلما فعل هاني شاكر، ومحمد منير، حكيم، وخالد الصاوي وغيرهم ممن يشكلون طابورا طويلا يعتبرون الخدمة العسكرية وسام شرف علي صدورهم. في القضية رقم 34 لسنة 2006 جنايات عسكرية تم حبس تامر حسني وهيثم شاكر 4 أيام علي ذمة القضية بعد أن تقدم كل منهما بشهادتين تفيد تأديتهما للخدمة العسكرية من أجل الحصول علي جواز سفر لكل منهما فتم اكتشاف أن شهادتي الخدمة العسكرية، مزورتان. تم إخلاء سبيلهما بكفالة 50 ألف جنيه لكل منهما بعد جلسة استمرت نصف ساعة في محكمة مدينة نصر إلا أن نيابة مدينة نصر، استأنفت علي القرار، مما ألغي قرار إخلاء سبيلهما، وأُمر باستمرار حبس المتهمين 30 يوما. وعاقبت محكمة جنايات القاهرة تامر حسني بالحبس سنة مع الشغل وإيقاف التنفيذ لمدة 3 سنوات من تاريخ صدور الحكم ومصادرة المحررات المزورة. وأحيل المطربان إلي السجن الحربي، لاستكمال التحقيقات معهما، وحكمت المحكمة العسكرية علي تامر حسني بالسجن لمدة عام، تم تخفيضها فيما بعد إلي ستة أشهر، بعد قبول الالتماس ونُقِل تامر إلي إحدي الوحدات في 14 سبتمبر 2006. أما مصطفي حجاج صاحب أغنية (يامنعنع) فقد قررت نقابة الموسيقيين تجميد عضويته ووقف تصريحات الغناء له في الحفلات والأفراح بعدما تبين من أوراقه، أنه لم يؤدِ فترة التجنيد. شعور حجاج بانهيار مستقبله الفني جعله يقوم بعمل فيديو يودِّع فيه جمهوره ويذهب لأداء الخدمة العسكرية وبسبب خلافه علي الميراث مع شقيقته لم تتردد أخته في تسريب مستند يؤكد تهرُّب مصطفي قمر من الجيش وسافر للخارج في سن التجنيد الإجباري، وفي المقابل تقدم الفنان مصطفي قمر بشهادة تثبت أنه تخلّف عن أداء الخدمة العسكرية ولم يعد مطلوبا لها. يؤكد د. حسن الببلاوي أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان أن التهرب من الخدمة العسكرية جريمة في حق الوطن، فالدفاع عن الوطن فرض وواجب مقدس، ويري أن دور الشباب هو التصدي لذلك بالمسارعة إلي أداء الخدمة العسكرية دفاعا عن مصر ومستقبل أولادنا وحرمة هذا البلد، فالجنود والضباط في الجيش المصري هم من صنعوا ملحمة نصر أكتوبر في حرب 73. وأضاف: »استفزني للغاية أن أعلم أن هناك شابا يتهرب من حماية بلده وأهله وعرضه فهي جريمة لا يجب أن نسكت عنها ولابد من إعلان استيائنا بالكامل، ونقدم وجها آخر للشباب الذي يعطي ويضحي بحياته فداءً لهذا البلد ويستشهد يوميا في حب أرضهم، وفي الدفاع عنا حتي نشعر بالأمن والأمان، ونقدم العلماء الحقيقيين والشباب الناجح في عمله والمبتكرين والمخترعين والفنانين الذين يقدمون فنا راقيا. ويطالب البرلمان بضرورة النظر في هذا الأمر لكي يصدر القوانين التي تحمي مصر وتحمي شبابها من افتتانهم بمثل هؤلاء ويفوتوا الفرصة علي أن يكون هؤلاء الأشخاص قدوة للمجتمع. ويقول د. جمال فرويز: إذا كان هذا الشخص يفهم جيدا أنه كأي مواطن بسيط في هذا البلد ستتم معاقبته والقاؤه بالسجن الحربي سيفكر آلاف المرات قبل أن يقدم علي مثل هذا الفعل. ويوضح أن هؤلاء مع الشهرة وتدفق الأموال يتهربون من التجنيد للحفاظ علي الأموال، وكونهم هم النجوم المسيطرون علي الساحة حاليا، فهذا يعني أننا نعيش في كارثة. يوضح اللواء أحمد السباعي رئيس هيئة التنظيم والإدارة سابقا أن من يتهرب من التجنيد ترفع ضده قضية، وحتي سن الثلاثين عاما إذا قام بتسليم نفسه تتم مجازاته بفرض عام أو عامين أكثر علي مدة الخدمة المفروضة عليه، وإذا لم يؤد خدمته العسكرية قبل سن الثلاثين لن يستطيع العمل في أي وظيفة أو شركة قطاع عام، ومن ناحية أخري لن يقدر الفنانون علي السفر للخارج إلا بعد تحديد موقفهم من التجنيد. ويشير إلي أن طور التجنيد يحل علي الشباب بمجرد إتمامهم عامهم العشرين ووفقا لظروف دراستهم قد يحصلون علي تأجيل حتي عامهم الثامن والعشرين، وبعد ذلك لابد من تجنيده وأن يقضي سنة أو سنتين بالإضافة للمدة المحددة له، والسنة الزائدة تحسب شهرين فقط، وهذا القانون موجود منذ السبعينيات ومطبق بالفعل. ويؤكد أنه لا يوجد شيء يميز شخصا عن الآخر في تأدية الخدمة العسكرية، فالفنانون مثلهم مثل أي مواطن عادي.