ترقب مصري أمريكي للزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي العاصمة الأمريكيةواشنطن لأول مرة منذ تنصيبه رئيسا للجمهورية والتي تأتي تلبية للدعوة الموجهة للرئيس من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. من المؤكد أن تكون الزيارة أشمل وأبعد من كونها قمة ثنائية بين رئيسي مصر والولاياتالمتحدة حيث تتعدد القضايا والملفات التي تتناولها القمة وعلي رأسها بالطبع العلاقات الثنائية بنواحيها السياسية والاقتصادية والعسكرية، وكذلك من المنتظر أن تبحث القمة ملفات إقليمية ودولية.. »آخر ساعة» أجرت حوارا مع السفير محمد العرابي عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب ووزير الخارجية الأسبق؛ حيث أكد أهمية الزيارة وأنها ستكون فرصة لفتح فصل جديد في العلاقات بين البلدين كما تطرق العرابي إلي موضوعات أخري في نص الحوار التالي: • زيارة هامة مرتقبة سيقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لواشنطن خلال أيام.. ما قراءتك لهذه الزيارة الأولي من نوعها ؟ - زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدةالأمريكية خطوة مهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين خاصة أنها أول زيارة يقوم بها رئيس مصري للبيت الأبيض منذ سنوات وأول زيارة رسمية يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي للعاصمة الأمريكيةواشنطن منذ توليه منصبه وكذلك لقاء الرئيس وترامب هو ثاني لقاء يجمعهما حيث كان اللقاء الأول علي هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي قبل انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة ، وبالتالي كل الظروف تضع هذه القمة في مرتبة هامة، لذلك من المؤكد أن الترتيب لها استغرق جهدا كبيرا من الجانبين. ما أبرز الملفات التي ستناقش خلال هذه الزيارة ؟ - بالطبع يظل ملف مكافحة الإرهاب هو القاسم المشترك في قائمة اهتمامات الدولتين في هذه المرحلة؛ نظرا للأخطار التي تواجهمها في هذا الشأن والمصالح المشتركة التي تهددها التنظيمات والجماعات الإرهابية وبالتالي فهناك دور مصري ترغب الولاياتالمتحدة أن تقوم به القاهرة، وهناك مطالب وجهتها مصر في أكثر من مناسبة للولايات المتحدة لتقوم بها في جهود مكافحة الإرهاب من أبرزها أن يكون هناك اعتراف بأن جميع التنظيمات الإرهابية تنهل من معين واحد مع اختلاف المسميات لهذه التنظيمات، كما أن مصر لديها مطالب بخصوص دعمها عسكريا ومعلوماتيا في مواجهة الإرهاب، وأقصد بدعمها عسكريا أن يكون الدعم بالعتاد والأدوات؛ فمصر لا تقبل بمشاركة أي قوي أجنبية في الجهود التي تبذلها لمكافحة الإرهاب في سيناء. ذكرت أن مصر لا توافق علي مشاركة أي قوي أجنبية في مواجهة الإرهاب علي أراضيها.. فما الإطار الذي يحكم مشاركة مصر في أي مواجهة خارجية ؟ - مصر لا تورط نفسها في حروب خارجية ومهمة قواتها المسلحة الحفاظ علي الدولة المصرية والأرض والشعب والأمن القومي وبالتالي مصر لن تنجرف إلي أي مجازفة للمشاركة في المناطقة الساخنة بالشرق الأوسط .. جيش مصر يحمي مصر . ماذا عن الملفات الأخري ؟ - مصر في مرحلة بناء وإصلاح اقتصادي وبالتالي سيكون هناك مناقشات بخصوص دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وبالتالي ستكون الزيارة مناسبة لشرح الفرص الواعدة للاستثمار في مصر، ومن المقرر أن يلتقي الرئيس عددا من رجال الأعمال والمسئولين بكبري الشركات والمؤسسات الاقتصادية الأمريكية لجذب مزيد من الاستثمار والدعم للاقتصاد المصري. من المؤكد أن قضايا المنطقة ستكون أيضا علي رأس أولويات الرئيس في واشنطن.. ما أبرز المباحثات في هذا الصدد ؟ - هناك مباحثات مؤكدة عن الأزمتين السورية والليبية لكن القضية الفلسطينية ستكون علي رأس مباحثات الرئيس السيسي في واشنطن .. مصر تضع القضية الفلسطينية علي رأس قائمة أولوياتها الدبلوماسية وهي من محددات وثوابت السياسة الخارجية لمصر تاريخيا ، ولذلك قبل زيارة الرئيس السيسي لواشنطن حرص علي دعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن للقاهرة وأري أنها كانت زيارة لتصحيح مسار العلاقات المصرية الفلسطينية لعدم مجيء أبو مازن إلي مصر منذ فترة طويلة. ، كذلك كانت هذه الزيارة هامة لتزامنها مع قرب عقد القمة العربية المقبلة، والتي تضع القضية الفلسطينية أيضا علي رأس جدول أعمالها. هناك من يزايد علي الدور المصري في القضية الفلسطينية.. ما تعليقك؟ - مصر لم تتخل عن القضية حتي في ظل الفترات التي كانت مصر تعاني فيها من المشاكل الداخلية، ورغم أن العلاقات المشتركة في الفترة الأخيرة شهدت بعض الاختلاف في الرؤي والتوجهات الخاصة بالقضية إلا أن مصر تظل في النهاية مع الشعب الفلسطيني قلبا وقالبا، ومصر لن تحيد عن القضية الفلسطينية سواء علي صعيد عملية السلام أو علي صعيد المصالحة الفلسطينية فمصر صاحبة دور رائد في حل الخلافات وتهدئة النزاع بين حركتي فتح وحماس . لدينا حساسية شديدة تجاه استقلالية القرار الوطني.. كيف تحقق مصر هذه المعادلة ؟ - هذه المعادلة تسير عليها السياسة الخارجية لمصر بصورة منتظمة منذ ثورة 30 يونيو وحتي اليوم وبالتالي علاقة مصر بالولاياتالمتحدة ليست موجهة ضد أي دولة أخري، كما أن علاقة مصر بروسيا أو الصين أو غيرهما ليست موجهة أيضا ضد أي قوي أخري والإدارة المصرية تستطيع التعامل مع العلاقات الدولية بشكل جيد واحترافي بحيث لا تكون هناك دولة علي حساب أخري. العلاقة بين مصر والسودان شهدت توترا شديدا خلال الأيام الماضية قبل أن يصدر وزيرا الخارجية لكلا البلدين بيانا مشتركا للتهدئة ووأد الفتنة .. لماذا تتوتر العلاقات مع هذا البلد الشقيق بين حين وآخر ؟ - هناك اقتناع سوداني غير دقيق وغير صحيح بأن مثلث حلايب وشلاتين هو أرض سودانية ، وهو بالطبع لا أساس له من الصحة ، وبالتالي فإن تصريحات المسئولين السودانيين في هذا الإطار تفرض كثيرا من التوتر والارتباك بين البلدين، لكن الجانب المصري هو الأكثر هدوءا في هذا الشأن حيث تتميز الردود المصرية دائما بالعقلانية والقواعد الدولية وأحيانا التجاهل، وهناك اعتبارات كثيرة تضعها مصر في علاقتها مع السودان ، أما عن تصريحات مسئولين سودانيين عن خطة لإجلاء المصريين من حلايب وشلاتين وأن أحمس الثاني سوداني وليس مصريا هو كلام لا يستحق الاهتمام أو الرد ومحاولة لتزييف التاريخ والإساءة للعلاقات التاريخية بين الشعبين وبالتالي لا يجب إعطاؤها أهمية . لكن حدث هجوم غير طبيعي بين مواطني كلا البلدين علي مواقع التواصل الاجتماعي .. كيف تقرأ هذا الهجوم المتبادل؟ - أري أننا كمصريين يجب ألا نتجه للتجريح في مسئولي الدول حتي التي تهاجم مصر ، كما أن لغة التجريح لا تقدم ولا تؤخر ويجب الاقتداء بالرئيس عبد الفتاح السيسي الذي دأب علي تجاهل المهاجمين والمتطاولين علي مصر. ننتقل إلي البرلمان وأدائه في الملفات الداخلية والخارجية خلال الفترة الماضية .. ما تقييمك؟ - هناك نشاط ملحوظ للبرلمان بكل لجانه النوعية، وعلي الصعيد الخارجي هناك نشاط للجنة العلاقات الخارجية من خلال مجموعات الصداقة البرلمانية التي ينتهجها البرلمان المصري مع الدول الأجنبية الصديقة والتي تعتبر بمثابة شبكات أمان للعلاقات الثنائية بين مصر وهذه الدول حيث إن هذه المجموعات لها دور هام في تبادل الخبرات والرؤي في مختلف الموضوعات والتعرف علي أبرز القوانين التي تحتاجها البلاد للمساهمة في تحقيق النمو والتقدم في جميع المجالات. القمة العربية المقبلة في الأردن سوف تناقش الخلاف العربي العربي .. هل هناك أمل في إنهاء التوتر المصري السعودي ؟ - هناك عدة وساطات تقوم بها أطراف عربية من أجل إنهاء هذا التوتر .. هناك وساطة إماراتية .. هناك وساطة كويتية .. ومؤخرا هناك تحركات أردنية أملا في أن تنجح قمة عمان في إنهاء هذا الخلاف المصري السعودي وهناك مؤشرات إيجابية علي قرب إنهاء هذا الخلاف وأبرز هذه المؤشرات القرار السعودي بإعادة توريد النفط من أرامكو لمصر وأعتقد أن هذا القرار بداية لتمهيد أجواء مناسبة قبل التقاء الزعيمين المصري والسعودي في القمة العربية. كان لك تعليق علي واقعة متابعة القنصل التركي بالإسكندرية لحسابات ومواقع التواصل الاجتماعي لبعض أساتذة الجامعة وشكواه من أستاذة جامعية انتقدت أردوغان .. كيف رأيت هذه الواقعة ؟ - بالطبع هذا كلام »تخريف» من القنصل وليس من حقه التدخل وهناك حدود تفرضها الأعراف الدبلوماسية والقواعد المعروفة في العلاقات الدولية ، وليس من بين هذه القواعد ما يتيح للدبلوماسي الأجنبي أن يسمح لنفسه بمتابعة حسابات المصريين علي مواقع التواصل الاجتماعي واتخاذ مواقف بشأنها وبالتالي موقف القنصل التركي به تزيد منه.