»أزواج في ورطة« هو عنوان المسلسل الذي يعرض حاليا ضمن الدراما الرمضانية، لكن يبدو أن هذا العمل يحمل شيئاً من اسمه لصانعيه، فمن المتوقع أن يقعوا في ورطة كبيرة بعد أن كشف كاتب شاب أن قصة المسلسل مسروقة منه، وأن العمل الأصلي الذي فرغ من كتابته قبل نحو أربعة أعوام يحمل اسم »سنة سابعة جواز« وأن أدلة وقرائن عدة تؤكد سرقة هذا العمل ووصوله إلي مؤلف المسلسل فيصل ندا الذي ربما اشتري العمل دون أن يعرف المؤلف الأصلي بسبب انتشار فكرة ورش السيناريو. المسلسل بطولة رانيا فريد شوقي ورجاء الجداوي وحسن حسني وإخراج أمل أسعد. تدور قصته حول الملل الأسري من خلال ثلاث أسر تمر بأزمة السنة السابعة علي الزواج أو ما يعرف شعبياً ب"هرشة السنة السابعة" وقدَّم الكاتب الشاب نادر زكي الذي يعمل بالمحاماة أيضاً، ويقيم في مدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية مستنداً قال إنه لا يطوله الشك، يؤكد فيه أنه كتب القصة موضوع المسلسل قبل أكثر من أربعة أعوام، وعرضها علي عدد كبير من الصحفيين والكتاب والمخرجين، مرجحاً أن يكون أحدهم قد أخذها ثم باعها للكاتب فيصل ندا، الذي أكد عدم معرفته به شخصياً. هرشة السنة السابعة وقال زكي في المحضر الذي يحمل رقم 4282 إداري قسم الدقي تمهيداً لرفع دعوي أمام القضاء المستعجل إنه فوجيء بنشر الصحف والمواقع الإلكترونية خبراً عن مسلسل بعنوان "أزواج في ورطة، هرشة سنة سابعة جواز" وأضاف في البلاغ "وحيث إن الصحف أوردت فكرة العمل الرئيسية التي تتمحور حول الملل الذي يصيب الأزواج في السنة السابعة للزواج، عبر ثلاثة أسر تعاني من الظاهرة، فإنني أطالب بحفظ حقي الأدبي والمادي حال عرض العمل المذكور. التقيت الكاتب الشاب نادر زكي الذي تتنوع مجالات عمله بين الصحافة والتدقيق اللغوي ومنظمات حقوق الإنسان كما يعمل في التفتيش الإداري باتحاد الإذاعة والتلفزيون، ما جعله علي صلة وثيقة بعدد كبير من الإعلاميين والمخرجين والفنانين. يقول زكي: منذ 3أسابيع فوجئت بخبر منشور في عدة صحف عن المسلسل الجديد لفيصل ندا وتيقنت أنها فكرتي. عرضت الأمر علي عدد من الأصدقاء فقالوا لي إن كنت متأكداً فلا تترك حقك، كما استشرت صديقي الشاعر محمود خيرالله الذي قرأ الخبر أيضاً واندهش من التفاصيل التي تؤكد أنها قصتي وبخاصة أن محمود هو أحد الأسر الثلاث التي وردت في القصة التي كتبتها. دلائل وشهود يضيف زكي: ثمة قرائن عدة غير العنوان والفكرة تؤكد أن المسلسل مأخوذ عن قصتي منها أن مخرجة العمل تعمل أيضاً بقطاع الإنتاج وهي بدورها صديقة لعدد من أصدقائي الذين عرضت عليهم العمل سابقاً، كما أبدي عدد من أصدقائي الذي تابعوا كتابي للقصة منذ سنوات ترحابهم بالشهادة القضائية إذ إن بعضهم وردت قصصهم الحقيقة في هذا النص. وحول ما إذا كان من الوارد أن يكون هناك توارد خواطر بين قصته وما كتبه الكاتب الكبير فيصل ندا في هذا المسلسل قال زكي: فيصل ندا قامة فنية رفيعة وبحر إبداع متدفق. أشك في كوني أتماس في خاطرة ما مع هذا العملاق، وأنا لديّ العديد من القرائن والأدلة التي سوف أوردها في دعواي أمام القضاء المستعجل والتي أود الاحتفاظ بها دون نشرها راهناً بناء علي نصيحة أصدقائي من كبار المحامين الذين أبدوا رغبتهم في رفع الدعوي القضائية نيابة عني. وقف عرض المسلسل نادر زكي رغم شعوره بالأسي جراء سرقة قصته هذه إلا أنه في المحضر الذي حرره لم يتهم فيصل ندا بسرقته وحينما سألته عمن يتهمه قال: لم يسبق لي التشرف بمعرفة الكاتب الكبير فيصل ندا ولا أبطال العمل وإنما أؤكد أن بحوزتي النسخة الأصلية بخط يدي والتي يستطيع خبراء الخطوط إثبات وقت تحريرها ونسبة الخط لي من عدمه، ولأنني محام حينما أتهم أحداً لابد أن تكون معي أدلة قاطعة أو حتي خارطة طريق لكيفية وصول العمل لهؤلاء الفنانين وهو الأمر الذي لا أعرفه، لكنني في هذا المحضر قصدت فقط إثبات الحالة وطلبت سماع الشهود تمهيداً لاستكمال إجراءات التقاضي وتحديد جلسة أمام القضاء المستعجل لوقف تصوير وعرض المسلسل لحين الفصل في الموضوع أمام محكمة الموضوع والتي لابد أن تنتدب لجنة من كاتبي السيناريو والخبراء الفنيين وخبراء الخطوط للفصل في موضوع النزاع القضائي المعروض أمامها. شاهد علي السرقة من جانبه يعلق الشاعر المعروف محمود خيرالله علي هذه الواقعة مؤكداً أنه كان شاهداً عليها منذ بدايتها: عرض عليَّ الصديق نادر زكي القصة مكتوبة قبل أربعة أعوام من الآن، وكنتُ واحداً من هؤلاء الأزواج الذين تعرضوا لورطة في السنة السابعة، وقد سعدت جداً بالعمل خصوصاً أن نادرا كان ربما لأول مرة جاداً في الوصول بالعمل إلي جهة تنفيذ، وأظن أن أحد الأصدقاء من الذين يعملون في "ورش السيناريو" المضروبة عرض الفكرة علي فيصل ندا فأعجبته، والحق أن فكرة الورش في حد ذاتها مهمة ومعمول بها في الخارج، لكنها عندنا لا تزال سيئة السمعة، بسبب مثل هذه التصرفات من الكتاب الكبار، الذين لا يريدون الاعتراف بأنهم أفلسوا فنياً، فيلجأون إلي الاعتماد علي الأجيال الشابة التي تكتب مقابل حصولها علي مبالغ محدودة من دون ذكر اسمها علي العمل، أي بدون حق أدبي، فتكون النتيجة أن كل فكرة قابلة للاشتغال عليها بحيث لا تشبه الفكرة الأصلية، لكن هذه المرة أعتقد أن القصة لا تزال تحتفظ بروحها الأصلية، نظراً إلي أن اسم المسلسل يكاد يكون متطابقاً مع ما كتبه نادر، وبالتالي يجب أن يحصل علي حقه الأدبي والمادي، لأن منطق الكتابة بالسُخرة السائد في هذه "الورش" المضروبة لا يجب أن يسود.