عندهم تفليت .. وهرولت .. - الشمس حامية .. الانحناء يرهقك . - أجرب.. أنحني أقلدهم ، أضع خط الزراعة ما بين ساقي المشدودين، أنظر في البورة، ونبتاتها اليافعة، تملأ وجه الأرض بطفولية مرحة ، تتراقص أطرافها الزاهية الغضة مع كل نسمة، يشب في قلبها حوالي عشر نبتات، مختلفة الطول والحجم والخضرة، يختارون ثلاثاً من أقواها، وينزع الباقي من جذوره، يخلصونها من تزاحم يضعف محصولها .. - لا تنزع أوراقها فقط ، تتحول الحشائش تزاحم النبات في غذائه . أنجح بعد تدميرات بسيطة، يتركني للانطلاق أزداد ثقة مع التكرار. أرتب أفكاري وخطواتي، أبدأ بالأضعف، متدرجاً للأقوي.. أأسف علي نبتات قوية اقتلعتها في غشومية البداية . الأضعف دوماً علي الأطراف.. الأقوي في القلب . لن أشمتهم وأنهي خطاً متكاملاً لأفلت من إرهاق هذه اللعبة المملة.. أنقل ساقي اليمني قليلاً، تصبح البورة في مرمي أصابعي وذراعي ممتدة في آلية تنزع الأضعف تلقيه علي الجانب، وأحرك يسراي فتصبح البورة التالية في متناولي وأستمر.. تتوالي البورات ، سريعة متكررة، مع كل نقلة لأقل من خطوة، تفرض وجودها علي ذهني المسحوب معها، تتبدي البورة، بدائية ، عشوائية ، أنقيها .. لا أنهي شعوراً براحة الإنجاز إلا وتأتي التالية، كما تبدت الأولي لأول مرة. سفينة نوح انتقت المؤمنين من الطوفان، بذور مجتمع أفضل.. نحن أحفاده وفينا ما فينا؟!.. مدرس حصة الأدب يؤكد أن نهاية أي قصة هي بداية لصراع جديد.. يفسد علينا متعة خيالات قبلات النهايات السعيدة.