يحفل تاريخ العسكرية المصرية بالكثير من الأبطال الذين ضحّوا بأنفسهم في سبيل تحرير الأراضي المصرية، من بين هؤلاء الأبطال الفريق عبد المنعم رياض الذي سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة العسكرية والعالمية. الفريق عبد المنعم رياض، رئيس الأركان، الجنرال الذهبي، الذي فضل الشهادة والموت وسط جنوده علي جبهة القتال في حرب الاستنزاف، لم يتزوج وظل راهبا علي الجبهة، واكتفي بالارتباط بالأرض لتحريرها، كان طفلا ذكيا نشيطا لمّاحا يمتاز بحب الاستطلاع والاكتشاف مما جعله يسبق أقرانه في تفوقه بمراحل، وكان والده يتنبأ له بمستقبل باهر وكان يوجه أسئلة كثيرة لأبيه عن عمله وعن حياته العسكرية. استشهد 9مارس1969 »اليوم الثاني لحرب الاستنزاف» بعد 32 عاماً من التحاقه بالجندية، أثناء تفقده الجبهة ليشاهد بنفسه نتائج قتال اليوم السابق، ويكون بين القوات في فترة جديدة تتسم بطابع قتالي عنيف ومستمر لاستنزاف العدو، وأثناء مروره ،وبرفقته اللواء عدلي حسن سعيد قائد الجيش الثاني، علي القوات في الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، أصيب الفريق رياض إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران، بينما أصيب قائد الجيش إصابة أقل خطورة، وباستشهاد الفريق رياض كانت خسارة قواتنا المسلحة والأمة العربية فادحة كبيرة فقد فقدنا قائدا عسكريا متميزا كنا في أشد الحاجة إليه. ومنذ ذلك اليوم أصبح يوم 9 مارس هو يوم الشهداء تعبيرا صادقا عن الروح العسكرية المصرية، التي تتطلب من كل قائد مهما كانت رتبته أن يضرب القدوة والمثل حتي الاستشهاد بين جنوده، وقد كان هذا المبدأ وهذه الروح واضحة بأجلي معانيها وصورها في حرب أكتوبر 1973 حيث كان القادة قدوة لجنودهم واستُشهدوا في الخطوط الأمامية. ومن أقواله المأثورة: إذا وفرنا للمعركة القدرات القتالية المناسبة وأتحنا لها الوقت الكافي للإعداد والتجهيز وهيّأنا لها الظروف المواتية فليس ثمة شك في النصر الذي وعدنا الله إياه.