أخذ جدي كبشات منتظمة من المقطف الصغير المحيطة بيسراه، يلقي حفنات الذرة العويجة المنمنمة، كرات بنية براقة، في قلب الحفرة الصغيرة ( البورة ) التي نفذها وأبناء عمومتي بالفؤوس في خطوط طولية منتظمة، في الحقل المحروث منذ أيام. يزعق مراراً يمنعني من تدوير الطمبور، المائل من أرضنا إلي الترعة، تلف مياهها في دوائر قلبه الحلزونية الخشبية، تتدفق رائقة مقتحمة (فحالات ) الري الممتدة إلي كل الأحواض، يتولي توجيهها هنا وهناك بكتل الطين، يقتطعها من الفحالات المروية، يغلق مسارات الحوض الممتلئ، يفتح طريقاً لجديد آخر . - إياك تنزل الترعة .. البلهارسيا يهمس أحدهم .. تربية بحري .. فاكرها لعب. يزجر ابن عمي المتهاون أمام مساعدتي إياه، أفرد ساقي مثله بعرض الفحال الرئيسي، أتلقي عليها المياه الباردة ويستريح من جهد دوران الذراع الحديدية ويصر علي إبعادي. أسبوعان وأكثر.. يقتلني الفراغ وإجاباتهم الثابتة . - لسة الأرض ما نبتت - يوه - الصبر .. - بالكم طويل .. - كل شغلانة ولها طباعها .. الزرع باله طويل وبإيد ربنا . في الفجر لم أجدهم