لم تحظ »السيدة الأولي» في البيت الأبيض علي شهرة كالتي حصلت عليها »جاكلين كيندي» التي اعتبروها »أيقونة» والرمز العصري لسيدة البيت الأبيض. »جاكلين كيندي» شخصية درامية غنية سعت إليها كاميرات العالم لتتحول قصة حياتها إلي أفلام ومسلسلات. »جاكلين» أو »جاكي» كما كانت تحب أن يناديها المقربون والأصدقاء كانت تدرك جيدا أنها تركت علامة في تاريخ البيت الأبيض منذ دخولها إياه بعد تنصيب زوجها (جون كيندي) رئيسا للولايات المتحدة. صورتها البسيطة والأنيقة التي اشتهرت بها ربما تحاول أن تقلدها بها اليوم السيدة الجديدة زوجة »ترامب»، فقد ارتدت يوم تنصيبه موديلا يشبه إلي حد كبير الموديلات التي اشتهرت بها جاكلين، وكأنها تريد أن تعيد صورتها للأذهان من جديد. وفي أحدث الأفلام التي تصوِّر وتقدم حياة »جاكلين» للجماهير الفيلم الأمريكي »جاكي» للمخرج الشيلي »بابلو لارين».. في أولي تجاربه للعمل مع هوليوود.. وهو الذي كان يقدم من قبل قضايا تهم عادة بلاده.. كما أنه صاحب فيلم (البجعة السوداء) الذي حصلت بطلته »ناتالي بورتمان» علي جائزة الأوسكار لأحسن ممثلة. هذا التعاون السابق هو الذي دفع (ببابلو) لأن يجعل من هذه الممثلة الرائعة جاكي.. التي تقول إن من أصعب الأدوار هو الذي تقدم فيه صورة عن شخص حقيقي لأنك لابد أن تلتزم بالكثير جدا من روحه. • • وجاكي الحقيقية كانت أكثر سيدات البيت الأبيض أناقة واهتماما بهذا البيت الشهير.. فبعد دخولها وحتي قبل تنصيب زوجها بأيام قليلة.. في زيارة لها للبيت الأبيض وجدت أنه يخلو تماما من أي لوحات فنية تاريخية أو أثاث ذي قيمة حقيقية.. فكان عليها أن تضع تصوُّرات لهذا المقر التاريخي ليليق باسم الولاياتالمتحدة والرؤساء. وبالفعل شكلت لجنة فنية بإشرافها لاختيار الأثاث واللوحات الفنية. وقد ساعدتها في ذلك مهندسة الديكور »سيستر باريشي»، كما يعود الفضل إليها بأن أثاث البيت الأبيض ملك ل »مؤسسة سميتسوتيان»، وذلك بعد أن نشرت كتابا عن البيت الأبيض الذي ساهمت مبيعاته في إحياء تمويل »المقر الرئاسي» دون أن تنسي الحدائق والدور العلوي الخاص بإقامة الرئيس وأسرته.. هذا التغيير هو السبب الرئيسي الذي جعل من البيت الأبيض مزارا يحرص كل من يرتاد واشنطن علي زيارته. وفي فيلم »جاكي» يقول المخرج الشيلي (بابلو لارين) إن حياة هذه السيدة الثرية التي من الممكن أن يُصنع منها مائة فيلم.. اختار هو أن يركز الضوء فقط علي الفترة التي سبقت اغتيال »كيندي» حتي الانتهاء من مراسم الدفن والجنازة.. التي أظهرت شجاعة وقوة وصمود »جاكلين».. فهذه المرأة التي تبدو بسيطة.. رقيقة، استطاعت رغم المأساة التي حاقت بأسرتها ورغم الانهيار أن تتماسك وتمسك بيد من حديد كل التفاصيل.. منذ دخوله المستشفي إلي أن لفظ أنفاسه الأخيرة ورفضها أن تخلع ثوبها الوردي الملطخ بالدماء. لقد أشرفت جاكي بنفسها علي تفاصيل الجنازة، وأصرت علي أن تسير فيها وأن تحمي ولديها الصغيرين لتظل صورة تلك الأرملة الحزينة ماثلة في الأذهان حتي اليوم. وإذا كان الفيلم عُرض في مهرجان فينسيا الماضي وحظي بإعجاب الكثيرين فإن العرض الأول له سوف يبدأ مع بداية الشهر في أوروبا والعالم. والجدير بالذكر فإنه تم تصوير ما يخص ديكور البيت الأبيض صورة طبق الأصل من الواقع في ذلك الوقت في استديوهات »لوك بيسون» بضاحية سان دنيس القريبة من العاصمة الفرنسية.. أما واجهات البيت الأبيض فتم تصويرها بالاستعانة ببعض الأفلام التسجيلية.