أثار قرار وزارة التربية والتعليم الأخير بتطبيق نظام »البوكليت» في امتحانات الثانوية العامة العام الجاري، التي تنطلق 4 يونيو المقبل، حالة من الجدل، حيث أعلن العديد من أولياء الأمور والطلاب والمعلمين أيضاً رفضهم لقرار الوزارة الذي تم اتخاذه منتصف العام الدراسي الجاري، وكانت أبرز ملامحه دمج كراستي الأسئلة والإجابة معاً، مطالبين بتأجيل تطبيقه إلي العام المقبل. وقالت نهلة السيد، أحد أولياء الأمور إن الوزارة تنتظر بدء العام الدراسي حتي تفكر في اتخاذ قرارات مصيرية بالنسبة للطلاب، وهو ما حدث من قبل في قرار إلغاء التعريب قبل أن تتراجع الوزارة عن تطبيقه وتأجيله للعام المقبل بعد توصية من مجلس النواب. وتساءلت: »أين كانت الوزارة قبل بدء العام الدراسي؟ ألا توجد رؤية وخطة من بداية العام الدراسي يسير عليها الجميع (وزارة وطالب ومعلم وولي أمر)، ولماذا الإصرار علي إصدار قرارات تخص الثانوية العامة تحديدا مع العلم أنها سنة مصيرية وتشكِّل ضغطاً نفسياً علي الجميع؟ فيما أعلن جروب »تمرد علي المناهج التعليمية» علي موقع التواصل »فيسبوك» الذي يضم عدداً كبيراً من أولياء الأمور، رفضه سياسة اتخاذ قرارات فجائية من قبل وزارة التربية والتعليم في منتصف العام الدراسي، دون أن يتم دراستها جيداً ودون طرحها لحوار مجتمعي لمناقشتها قبل إقرارها. وتابع: نظام البوكليت قد يكون جيداً لكن توقيت تنفيذه سيئ للغاية، فقد بدأت الدراسة منذ خمسة أشهر وليس منطقياً العبث بمستقبل أبنائنا في منتصف العام وفي سنة مصيرية مثل الثانوية العامة، مطالباً بتأجيل تطبيق النظام الجديد للامتحانات إلي العام المقبل. من جانبه، أكد أحمد محمود، أحد معلمي اللغة العربية بالقاهرة، أن هناك مشكلات كبيرة تتعلق بتوقيت امتحان نهاية العام بعد تطبيق النظام الجديد، إذ إن الوقت لن يكون كافياً للإجابة عن جميع الأسئلة، فبحسب وزارة التربية والتعليم فإن الامتحان به 60 سؤالاً إجباريا أي أنه يزيد عن الأعوام الماضية ب 10 أسئلة مع عدم تغيير المدة الزمنية للاختبار. وأضاف: »لا علاقة بين زيادة عدد الأسئلة ووقف الغش أو التسريب مشيراً إلي أن الطالب سيكون المتضرر الأكبر من طول الامتحان»، مطالباً بزيادة الوقت من أجل إعطاء فرصة أكبر للطالب أو جعل العشرة أسئلة الزيادة أسئلة اختيارية للطلاب. كما طالب بعقد امتحان تجريبي مماثل لآخر العام داخل المدارس حتي تدرس السلبيات وتعالجها قبل التطبيق الفعلي علي الطلاب، إذ إن أي خطأ سيؤثر سلباً علي تحديد مصيرهم ومستقبلهم، بالإضافة إلي ضرورة تدريب المراقبين والمصححيين علي النظام الجديد وذلك بالاشتراك في تصحيح الاختبار التجريبي.. ومن ناحيته أكد محمود عبد الرحمن طالب بالصف الثالث الثانوي رفضه للإجراءات التي أعلنت الوزارة عن تطبيقها مع النظام الجديد لامتحانات الثانوية العامة، مشيراً إلي أن عد ورق الامتحان والتأكد من ترتيب الأسئلة (كما هو مذكور في التعليمات) يكون مسؤولية الطالب وهو ما يأخذ من وقت الامتحان وينبغي أن يكون ذلك مسؤولية المراقب أو أن يتم توزيع الورق قبل موعد اللجنة بعشر دقائق حتي ينتهي الطالب من العد والتأكد من ترتيب الأسئلة. وشدد علي ضرورة وجود نسخة امتحان مترجمة باللغة العربية لطلبة اللغات ( كالنظام المطبق سابقا ) وهي نسخة استرشادية ليتأكد الطالب من صحة ترجمة السؤال مع ضرورة التوضيح مسبقا ما هو شكل النسخة الاسترشادية هل ستكون ورقة منفصلة فيها كل الأسئلة أم يتبع كل سؤال الترجمة الخاصة به؟.. وطالب عبد الرحمن وزارة التربية والتعليم بإعطاء وقت إضافي تقدره الوزارة فقط أول يوم في الامتحانات بدل الوقت الضائع في شرح المراقبين للطلاب لتعليمات الوزارة في التعامل مع الكراسة حيث ستكثر تساؤلات الطلاب لبعض الأمور عند رؤيتهم للورقة لأول مرة. ومن جانبه أكد الدكتور علي الشنيطي، الخبير التعليمي، أنه لا جدوي من نظام البوكليت الذي أقرته الوزارة كحل لمنع تسريب الامتحانات، وأنه سيتسبب في إهدار المال العام، لما يستلزمه البوكليت من أموال طائلة تتكبدها الدولة دون حل الأزمة والتخلص منها مشيراً إلي أن المشكلة الحقيقية المتسببة في ظاهرة الغش هي المناهج وآليات سير العملية التعليمية، ولا يكمن الحل في تغيير الامتحانات دون المناهج والسياسة التعليمية مثلما فعلت الوزارة، وكان من المفترض تدريب الطلاب والمعلمين لمدة عامين علي النظام الجديد قبل تنفيذه. وأضاف أن الامتحانات وصلت إلي حدود انهيار غير مسبوقة، وهو مالم تعالجه وزارة التربية والتعليم من خلال النظام الجديد، لأن التعليم غير كاشف عن المستوي الحقيقي للطالب لاعتماده علي الحفظ لا الفهم، وهذا ما أظهرته ظاهرة الغش التي لم تعالجها الوزارة، فبدلاً من محاولة تقديم حلول حقيقية للعملية التعليمية من أساسها، لجأت الوزارة إلي حيل فنية غير مجدية وليس لها معني، ولن تساهم في حل أزمة التسريب». وأوضح أن تطبيق النظام الجديد لن يوقف عملية الغش متسائلا: »ألا يمكن لبعض الطلاب تسريب ورقة البوكليت نفسها قبل وأثناء الامتحان؟» مشددا علي إمكانية حدوث ذلك بسهولة، وأن وزارة التربية والتعليم لم تقدم حلولا عملية للأزمة، ولم تفسر ما الذي حدث العام الماضي، واكتفت بإلقاء المسؤولية علي الطالب والمجتمع وتنصلت من المسؤولية. وزارة التعليم من ناحيتها لم تبد اهتماماً بالاعتراضات المتتالية علي النظام الجديد، ونشرت عبر موقعها الرسمي علي الإنترنت، نماذج تجريبية لامتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2016/2017 تم إعدادها لأول مرة بنظام »البوكليت».. كما أعلنت عن تفاصيل جديدة بشأن ملامح النظام الجديد بكل مادة من مواد الثانوية العامة، وذلك في إطار تعريف الطلاب بالشكل الجديد الذي سيجدون امتحانات الثانوية العامة عليه هذا العام لأول مرة، منعا لأي مفاجآت، موضحة أنه بالنسبة لمادة الكيمياء، فسوف تكون كراستها الامتحانية مكونة من 24 صفحة بخلاف الغلاف، تضم 60 سؤالا، وسيكون الزمن المحدد للإجابة 3 ساعات فقط، وستكون الدرجة الكلية للاختبار من 60 درجة. وأضافت: »بالنسبة لمادة الفيزياء، فمن المقرر أن تكون كراستها الامتحانية مكونة من 28 صفحة بخلاف الغلاف، وسيكون عدد الأسئلة 60 سؤالا، وسيكون زمن الإجابة 3 ساعات، وستكون الدرجة الكلية للاختبار من 60 درجة، أما مادة الأحياء، فستكون كراستها الامتحانية من 26 صفحة بخلاف الغلاف، وسيكون بها 60 سؤالا، وسيكون زمن الاختبار 3 ساعات، وستكون الدرجة الكلية للاختبار من 60 درجة». وبالنسبة لمادة الجيولوجيا، فسوف تشمل كراستها الامتحانية 28 صفحة بخلاف الغلاف، وستشمل 60 سؤالا، وسيكون زمن الإجابة 3 ساعات، وستكون الدرجة الكلية للاختبار من 60 درجة. أما عن مادة التاريخ، فتشمل كراستها الامتحانية 21 صفحة بخلاف الغلاف، ويبلغ عدد الأسئلة 40 سؤالا، وسيكون زمن الاختبار 3 ساعات، وستكون الدرجة الكلية للاختبار من 60 درجة، وبالنسبة لمادة الجغرافيا، فستكون كراستها الامتحانية مكونة من 18 صفحة بخلاف الغلاف، وسيكون عدد الأسئلة 32 سؤالا، وسيكون زمن الاختبار 3 ساعات، وستكون الدرجة الكلية للاختبار من 60 درجة. وأشارت الوزارة أنه بخصوص مادة الفلسفة والمنطق، ستكون كراستها الامتحانية من 16 صفحة، وسيكون عدد الأسئلة 24 سؤالا، وسيكون زمن الاختبار 3 ساعات، وستكون الدرجة الكلية للاختبار من 60 درجة.أما عن مادة علم النفس والاجتماع، فسوف تكون كراستها الامتحانية مكونة من 16 صفحة، وسيكون عدد الأسئلة 24 سؤالا، وسيكون زمن الاختبار 3 ساعات، وستكون الدرجة الكلية للاختبار من 60 درجة. وكذلك أعلنت الوزارة سلسلة من التعليمات الإرشادية التي يجب علي طلاب الثانوية العامة اتباعها هذا العام، ليتمكنوا من الإجابة عن امتحانات نهاية العام التي تم إعدادها لأول مرة بطريقة البوكليت أو الكراسة الامتحانية. وقالت الوزارة في تعليماتها، إنه لابد للطالب أن يقرأ السؤال بعناية ويفكر جيدا فيه قبل أن يجيب عنه، مع التأكيد علي ضرورة الإجابة عن جميع الأسئلة وعدم ترك أي سؤال بدون إجابة لأن الأسئلة كلها »إجبارية». وشددت أيضا علي ضرورة أن تكون إجابة الطالب عن الأسئلة المقالية، فيما لا يزيد علي المساحة المحددة لكل سؤال، أما بالنسبة لأسئلة الاختيار من متعدد، فعلي الطالب أن يقوم بعمل تظليل كامل للدائرة الموجودة بجانب اختياره مع تعليل سبب الاختيار، وفي حالة تظليل أكثر من دائرة في أسئلة الاختيار من متعدد سوف يتم إلغاء درجة السؤال. وأضافت أنه إذا قام الطالب بكتابة أي إجابة خاطئة ثم تراجع عنها وشطبها وكتب الإجابة الصحيحة، سوف تحسب الإجابة صحيحة، أما في حالة ما إذا أجاب الطالب صحيحة ثم قام بشطبها وغيرها بإجابة خاطئة سوف تحسب الإجابة خاطئة. وأكدت الوزارة أيضا أنه بالنسبة لأسئلة الصواب والخطأ، فيجب علي الطالب أن يضع العلامة بين القوسين ثم يعلل إجابته.وأوضحت أنه لا يصح للطالب أن يكرر الإجابة عن الأسئلة الموضوعية (الصواب والخطأ أو الاختيار من متعدد)، لأنه لن يتم تقدير درجات إلا علي الإجابة الأولي فقط.