مع استمرار تنويه الفضائيات عن المسلسلات الرمضانية الجديدة لاحظنا اختفاء المطربين المصريين من هذه المسلسلات.. وهذا بالطبع ظاهرة صحية بدأت تعود بعد أن عاني الكثيرون من هروب مطربين أمثال محمد فؤاد ومدحت صالح ومصطفي قمر بل وغيابهم عن تقديم أي نشاط غنائي منذ فترة طويلة، وفجأة رأيناهم خلال شهر رمضان الماضي في الأفلام والمسلسلات التليفزيونية ولذا فسر البعض ابتعادهم عن الساحة الغنائية بأنه إقرار عملي بفشلهم في الغناء.. ولذا أيضا تحولوا لممثلين.. وهذا عكس ما كان يقدم عليه المطربون الكبار في زمن الفن الجميل أيام العندليب عبد الحليم حافظ وشادية وصباح وفريد الأطرش وليلي مراد وأسمهان وسميرة توفيق ومحمد فوزي.. ونود الإشارة لأن المطرب الذي لايجد طوال هذه الفترة شركة إنتاج تقتنع به وبغنائه وتعتبره مشروعا خاسرا .. كيف يمكن أن يقتنع به الناس كممثل وقد أكدت الإحصائيات الفنية أن الجمهور فقد ثقته في محمد فؤاد وبعد تقديمه لمسلسل أغلي عن حياتي ومدحت صالح في دوره الساذج في الحاجة زهرة ومصطفي قمر في مسلسل »منتهي العشق« وجميعهم لم يقدموا أدوارا تستغل إمكانياتهم الغنائية الأمر الذي يؤكد سقوط أوراقهم الفنية من شجرة صناعة وإنتاج الكاسيت كما أن تجاربهم التمثيلية لم تسهم في رفع رصيدهم الغنائي مثلما كان يحدث مع عبدالحليم حافظ وأم كلثوم وفريد وشادية وصباح وغيرهم.. إنه بالطبع إفلاس غنائي يساهم في زيادة واقع الفراغ الغنائي الذي تشهده قلعة الغناء والموسيقي وصناعة الكاسيت في مصر.. ولذا لابد أن يفكر المطربون ألف مرة قبل أن يتحولوا لممثلين كي لا يفقدوا رصيد الحب والشهرة عند الناس وخصوصا عمرو دياب الذي سبق وقدم فيلمي »ضحك ولعب وجدوحب« و»العفاريت« وكان يستعد لتقديم مسلسل تليفزيوني ولكن الفكرة توقفت بسبب وضعه في القائمة السوداء بعد أحداث ثورة يناير وكذلك تامر حسني الذي قدم ثلاثة أجزاء من فيلم عمر وسلمي ويصور الآن المسلسل التليفزيوني »آدم« بعد سقوط نجوميته مؤخرا في ميدان التحرير وأخيرا المطربة لطيفة التي شاركت في مسلسل لحظات حرجة الجزء الأول وفي فيلم سكوت حنصور مع يوسف شاهين وتستعد الآن للمشاركة في بطولة مسلسل جديد أمام الممثل الأردني إياد نصار فكرة وإخراج غادة سليم.. وختاما نقول لا عزاء للغناء الجميل في عصر تراجع مطربوه ويسعون لقتل مواهبهم بأياديهم.