بعد زيارتي الميدانية غرقت في التفاصيل التاريخية لقرية الشيخ عبادة في ملويالمنيا والتي أحد أسمائها القديم كان "حفن" فأهداني صديق عزيز بحثا للعلامة حفني ناصف ويكفي أن تعرف أنه مؤسس مجمع اللغة العربية لتعرف بعضا من قدره وقد كتبه عن قرية مارية القبطية زوج الرسول[ فوجدته صحفي تحقيقات ميدانية بالفطرة فالفكرة جاءته من تساؤل بسيط عن أصل اسمه "حفني "وهومولود في قرية ومنطقة ليس فيها موقع بنفس المسمي وأخذ يبحث في كتب الجغرافيا والتاريخ وأسماء المدن في المراجع حتي عثر عليه غير محدد إلا أنها أطلال قرية أمام الأشمونين وهي ملوي حاليا فسافر إلي هناك ووجدها وعبر لها النيل في مركب شراعي وزار أطلالها وجلس مع مشايخه فاكتشف أنها قرية قديمة باسم هبنو ثم أنصنا واكتشف أنها أصل السيدة مارية فتحول بحثه أو تحقيقه الصحفي الميداني عنها والذي بقي في أوراقه لمدة 70 عاما منها 33 سنة بعد وفاته فاكتشفه بعض من أهله وأعطاه لمجلة الهلال فنشرته عام 1982 مع تحقيق ميداني حديث نفذه الراحل حمدي لطفي. وقرأت كل المراجع التاريخية والأثرية والموضوعات الصحفية والنت والمنفذة بالوسائل الحديثة من مواصلات واتصالات وتوفر المراجع لكني وجدت أثناء الكتابة أنني كلما أردت الاستيثاق من شيء أتوقف وسط الزحام عند ما كتبه حفني ناصف بسلاسة وخفة دم وتدقيق شديد وبعد عدة أيام في البحث عن مادة من الهواء وجدت بعد ما نفذه حفني ناصف أدق وأشمل وأطرف من كل ما نفذ بعده بظروف وإمكانيات عام 1912 أي منذ 100 عام. ماحسرني بعد القراءة العاشرة لبحثه البديع وجدته قد ختمه بعبارة غريبة بأنه" قد كتبت هذة العجالة عام 1912 »أجيال فذة«.