لاشك أن مليونية "الثورة أولا " التي شاركت فيها مختلف القوي الوطنية الجمعة الماضية وجهت رسالة شديدة الأهمية إلي المجلس العسكري وحكومة الدكتور شرف للتعبير عن خشيتها علي مسار الثورة وأهدافها التي قامت من أجلها ..أكدت المليونية اعتراض الشعب بكافة طوائفه علي عدة أمور تمثل خطرا علي الثورة أهمها إصدار الحكم بالبراءة علي بعض المسئولين السابقين منهم وزراء بالنظام الفاسد تم اتهامهم بالتربح من بيع الأراضي وإهدار المال العام والكسب غير المشروع .. وأيضا الاعتراض علي إصدار الحكم بإخلاء سبيل ضباط الشرطة المتهمين بقتل المتظاهرين في السويس! ....إذن من الذي سرق ؟ من الذي نهب ؟ من الذي قتل؟.. من أساسيات ما تعلمناه في كلية الحقوق أن القاضي يحكم بروح القانون وأن الرحمة قبل العدل وأن القاضي هو ضمير الأمة .. كيف تم تجاهل تلك القواعد التي هي أساس الحكم بالعدل وثورة 25يناير قامت من أجل العدل .. ماذا في المستندات التي قدمتها النيابة مع إحالة المتهمين إلي المحاكمة ؟! كيف تم تجاهل المستندات والشهود والأموال التي سرقت والأراضي التي نهبت ؟ كيف تم تجاهل دموع الأمهات الثكالي اللائي ضحي أبناؤهن من أجل أن نحيا حياة كريمة ..ومن أجل كشف هذا الفساد التي غرقت فيه مصر للركب كما قال نزيل شهير في سجن طرة ؟. إننا لا نبحث عن الانتقام من رموز الفساد ولكننا نبحث عن العدل والضمير والقانون .. نبحث عن الرحمة التي تئن بسبب غيابها أرواح الضحايا في قبورهم كما تئن بسببها قلوب المصابين في أيام حالكة السواد . إن هناك ضرورة لتطهير جهاز الأمن من الفاسدين وتكليف الضباط الشرفاء بحمل المسئولية لتوفير الأمان وإعادة الثقة بين الشرطة والشعب .. وأيضا أمام المجلس الأعلي للقضاء مهمة شاقة للقيام بدوره لإبعاد القضاة الذين ثبت ولاؤهم للنظام السابق والتأكيد علي عدم انحراف الأحكام عن مسار العدالة . إن ثوب القضاء الناصع لابد أن تحمية روح العدالة والضمير .. وأتمني ألا يجيء يوم تهتز فية ثقتنا في قضاة مصر فلا حياة لنا بدون قضاء عادل لأنه يوم يشيع الظلم سوف نضطر الي مليونية رحيل الشعب .