كان هذا أسبوعا مختلفا ، مريحا للأعصاب المشدودة منذ بدء الثورة .. لأني تلقيت فيه ردود أفعال علي المقالات الأخيرة من بشر لا أعرفهم ، أسعدوني كأصدقاء العمر. أولا: انزاح هم جثم علي قلبي ، واستعدت بعضا من الأمان ، بسماع الصوت الفرح للدكتور محب زكي طبيب النسا والتوليد ، وهو يزف خبر إلقاء القبض علي واحد من ثلاثة مجرمين اقتحموا عيادته بالظاهر في أول مايو وسرقوه ثم كمموه هو والممرضة وقيدوهما بحبل وهربوا ليبدأوا مطاردته وإرهابه لابتزازه .. وظل مطمئنا شهرا بحاله ، لاعتقاده أن البوليس يطارد الجناة .. حتي نشر خبر القبض علي بلطجي مسجل سرق عيادة طبيب نسا مسيحي بالمعادي بنفس التفاصيل .. غمره الخوف وذهب يطرق أبواب الداخلية باحثا عن إنقاذ.. وكتبت عن الحادثة هنا بعنوان "الهجوم علي عيادات الأطباء المسيحيين".. وتساءلت هل حدثت حالات مماثلة لم تنشر .. وهل هي حالات فردية ، أم اتجاه إرهابي جديد .. وهاجمت الشرطة في مقالي لأن البلاغ الأول من الطبيب ومحضر الشرطة تم حفظه .. وبعد النشر مباشرة وعدني اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة بإعادة التحقيق فورا .. وكلف العقيد محمد الألفي مفتش مباحث المديرية بالمهمة .. فبدأ بالتحريات التي أثبتت أن الطبيب سجله المهني نظيف ، وأنه ضحية لمسجل خطر عمره 27 سنة ، وله ثلاث سوابق اغتصاب ومخدرات وبلطجة ، وخارج من حكم ثلاث سنوات سجن ومقيم بمنزله بالزاوية الحمرا ويمارس نشاطه بجرأة مذهلة .. وبعد أسبوع واحد قاد العقيد الألفي حملة ناجحة وجريئة للقبض عليه في منزله وسط حماية الأهل والحي الموبوء ، واعترف وتسلمته النيابة .. وجاري مطاردة شريكه الهارب .. سألت العقيد الألفي لماذا تجاهل قسم الدقي بلاغ الدكتور محب وتم حفظه ؟.. وهل يجب الاستنجاد بمدير الأمن للتحقيق في كل جريمة ؟ .. تحاورنا عن أسباب الأيدي المرتعشة للشرطة بصراحة أشكره عليها جدا.. واتفقنا أن الشرطة شالت شيلة مش بتاعتها، واتحاسبت علي أخطاء النظام وعلي الطاعة الإجبارية لكل التوجيهات ، الخطأ والصح.. وأن بعض ضحايا النظام هم من أكفأ رجال الأمن ، وهذا شئ محبط يشل الأيدي عن تنفيذ القانون خوفا من رد فعل الرأي العام أولا .. وأن الشرطة تتحمل حتي الآن عبء قيود وقصور القوانين التي تساعد علي انتشار الفوضي في الشارع .. سألته حلا لأننا اتخنقنا من تكرار سرد كليشيهات الأسباب والنتائج .. فأنعشني حماسه وتأكيده أن الشرطة بتشتغل وهاتشتغل، لأن سيدنا عمر قال لو نفذت القانون وطبقت الشريعة نص الناس هاتحبك والنص التاني يكرهك .. وأنا صدقته ، والدليل هو القبض علي البلطجي في أسبوع واحد وإنقاذنا والطبيب من دوامة الخوف واليأس .. واستعادة إعلام الداخلية لمصداقيته – وياريت يكمل كده - بعرض تصوير حي لحملات الجيش والشرطة علي بؤر الإجرام في القاهرة والمحافظات وضبط عشرات الهاربين والمسجلين الحقيقيين. لكن بقي السؤال هل هناك علاقة بين جرائم المعادي، والضاهر، وخطف والد مدير المستشفي الأمريكي للولادة وإعادته بعد استلام الفدية الفلكية!!.. أم هي توارد خواطر إجرامية !!. ❊❊❊ وعن مقالة أستاذ د. شريف جوهر.. تلقيت مكالمات تقدير وإعزاز لشخصه كإنسان وطبيب .. أسجل منها حكاية سيدة اكتشفت خيانة زوجها لها في بداية حملها .. فأصيبت باكتئاب وحالة رفض للجنين تبلورت في قئ مستمر ثلاثة أشهر .. قررت التخلص من الجنين فسألها د. شريف عن السبب، فقالت الاجهاد.. طلب منها البحث عن سبب التعب أولا قبل اتخاذ القرار، ثم أسمعها دقات قلب الجنين وضاعف تكبير الصوت.. وسألها هل تريد التخلص منه!.. بكت وندمت وتحركت مشاعر الأمومة الرائعة وطغت علي مرارة الخيانة.. وتقول إن ابنها هذا هو الآن مفخرة للشباب المصري بذكائه وعلمه ونجاحه العالمي.. وكانت تتمني الكشف عن شخصيته لولا خوفها من جرحه لو علم أنها أرادت التخلص منه يوما . وعن اقتراح فتح المدارس صيفا كمشروع قومي لتوعية التلامذة سياسيا في المرحلة الراهنة .. والتي تحمس لها السيد وزير التعليم.. أسعدني وضع الوزارة لخطة تفصيلية للتوعية وتنمية المواهب.. ومبادرة محافظ القليوبية عادل زياد للتنفيذ دون لجان للدراسة والتعقيد والتهليب .. يا كل محافظات مصر ، مدارس القليوبية انفتحت ، والدراسة موجودة .. لكن التوجيهات محبوسة في طرة.. مستنيين إيه !؟. التطور الطبيعي لفساد التعليم ، هو مراكز الدروس الخصوصية .. والتي ختمت الموسم بحفلات التغشيش الجماعي للإجابات النموذجية ، بالبث المباشر بالموبايلات علي الطلبة في اللجان ، تحت رعاية أولياء الأمور!! .. والتسعيرة آلاف للمادة ، شاملة إكرامية مسؤلي اللجان ، وبدل مخاطرة واستعباط وتخدير ضمير .. مباحث الشرقية مشكورة كبست علي مركز واحد متلبسا .. فهل نحتاج إدارة تعليمية لتقويم وتاديب المدرسين، أم شرطة لمكافحة تغشيش التلامذة!.. وبالمناسبة ماهو دور شرطة النقل والمواصلات ذو المبني الوسيع .. وهل نحلم بيوم تخاف فيه المركبات من الونش وهي راكنة صفا رابعا .. أو ترجع كراسي القهاوي لاحتلال الرصيف وتسيب لنا عرض الطريق !.