انتبهوا قبل أن يجرفنا سيل الإرهاب من جديد، ويغرق الوطن في وحل الطائفية ثم الحرب الأهلية.. فما يجري لمحلات الذهب من سنوات تحول بعد الثورة الي عيادات الأطباء.. وهذا ما حدث في حي الظاهر من شهر، وبالتحديد ليلة الأحد أول مايو : د. محب زكي اسم علي مسمي ..ولسمو أخلاقه وتفوقه العلمي انتزع تخصص أمراض النساء والولادة من أنياب اباطرة حكام كليات الطب، الذين يحرمون علي المسيحيين تخصصي النساء والأوعية الدموية لفساد وقصور في تفكيرهم .. عيادة الدكتور محب زكي هي الوحيدة في المبني السكني الصغير في ميدان الظاهر .. بعد عشرة أكثر من عشرين عاما اكتسب د. محب ثقة ومحبة أهالي المنطقة، واستقبل أغلب أطفالها علي يديه .. واعتاد الذهاب مساء للعيادة والعودة في حوالي الحادية عشرة، آمنا مطمئنا .. حتي ليلة اول مايو المرعبة .. بمجرد انصراف آخر المرضي، دخل اثنان غرباء، أحدهما طلب من الممرضة لقاء الدكتور مدعيا أنه ينتظره.. كان يكذب لكن الدكتور استقبله، ففوجئ به يتهمه بإجراء عملية لشقيقته هنا في العيادة سببت لها عاهة مستديمة، ويريد 17 ألف جنيه تعويضا.. أجاب د. محب بهدوئه وأدبه بأن هذا كذب لأنه لا يجري جراحات في العيادة.. فأخرج سنجة وطبنجة معلنا عن نفسه وتهجم عليه بوحشية وانتزع محفظته، ثم أمره باستدعاء الممرضة لإحضار إيراد اليوم.. استولي علي إيراد العيادة وعلي حلي وموبايل الممرضة ثم كممها ببلاستر لمنعها من الصراخ، بينما زميله احتل مكتب الممرضة لصرف المرضي الذين توافدوا علي غير العادة بحجة انشغال الطبيب.. حتي أصر زائر ساوره الشك علي رؤية الطبيب، فوضع اللص السنجة علي رقبة الممرضة والطبنجة في جنب الطبيب وأجبره علي الاعتذار للزائر من فتحة صغيرة بالباب لينصرف.. ثم تعاونا في تقييد الطبيب بالحبال علي مقعده، وتكميم فمه بالبلاستر.. وقال له اللص بالحرف :- " انت صحيح نصراني لكن جدع، أنا هاسيبك حي الآن، لكن سأتصل بك لتحديد مكان وزمان استلام النقود ".. وتوعد بمطاردته في المنزل والمستشفي والعيادة حتي يدفع .. دق جرس الباب مرة أخري، فاضطرب اللصان وهربا فسقطت منهما السنجة، وفرا مع ثالث كان ينتظرهما أسفل المنزل للتأمين. اما ردود أفعال الحادثة، فهي أكثر إثارة.. البوليس قام بدوره التقليدي، محضر، وعرض صور المسجلين خطر، فتعرف د.محب علي مهاجمه.. ثم طلبوا منه تأمين نفسه بتعيين بواب للعمارة وحارس خاص داخل العيادة، وحرزوا الحبل والسنجة لرفع البصمات.. واختفوا!.. أما فتوات حي الظاهر، فقد ثاروا لأن بلطجية آخرين تعدوا علي حرمة منطقتهم، وأعلنوا حمايته وتبرعهم بإحضار المجرمين إذا فشل البوليس.. لكن الطبيب المثقف المتحضر رفض الهمجية وقرر احترام القانون.. والنتيجة أنه مازال مطاردا بجرأة عجيبة من رقم موبايل لا يتغير رغم سهولة تتبعه!!.. وبزيارات المشبوهات لعيادته لتلويث سمعته اذا لم يدفع!.. كل ذلك وهو منتظر، حتي نشرت حوادث الأهرام في 5/26 خبرا بصورة الجناة، عن براعة أجهزة الأمن في القبض علي "عاطلين " اقتحما عيادة الطبيب مجدي عزيز صليب بالمعادي .. واستوليا علي سيارته بحجة إصابة شقيقتهما بعاهة مستديمة من عملية أجراها، وطلبا 17 ألف جنيه تعويضا !!.. تفاصيل الحادثة واحدة، والمفاجأة أن أحدهما هو نفسه المسجل خطر الذي اقتحم عيادة د. محب!!.. والذي تصور أن الموضوع انتهي بسقوط أحد الجناة، لكنه فوجئ باستمرار التهديد لأسرته والمطاردة لدفع الفلوس حتي لحظة كتابة هذه السطور! .. أما المثير للشك والاستفهام فهو أن الدكتور مجدي عزيز هو طبيب أمراض نساء وولادة أيضا!!. هل هناك قصص مشابهة لم تعلنها الداخلية، أو لم يبلغ عنها الأطباء لأسباب نفسية منها اليأس من النتيجة ؟ .. جائز جدا .. لكن هذا لا ينفي حقيقة أن خطرا جديدا بدأ ويجب إعلانه ومواجهته وتحذير الأطباء منه وحمايتهم، لأنه وإن بدأ بفكر أو اتجاه معين فسوف يطول الجميع، خصوصا أن العيادات عموما غير مؤمنة، ويسهل اقتحامها ونهبها.. كل ما أخشاه أن حوادث محلات المجوهرات التي كان يتم تلفيق المتهمين لها تتكرر في العيادات الآن وستصل لبيوتنا.. كفانا تعمية وتغييبا.. هل الجناة هم عواطلية فعلا، أم هم من البلطجية والسوابق الطايحين وسط الانفلات الأمني الحالي.. أم هم بلطجية مأجورون، وقابضين تمن السلب والنهب والترويع .. الكرة الآن في ملعب الأمن الذي مازال يشكو سوء معاملة الجمهور!! .. ومازال يمارس السياسات القديمة الفاشلة لقيادة عموم المصريين باعتبارهم قطيعا غبيا أعمي أصم خائفا يسهل قمعه أمنيا .. الوطن في خطر، كفانا كذباً وتجميلا وتغابيا وإلا اضطر الأمن للاستعانة بالفتوات لحمايته !!.