نادية لطفي، صاحبة النظارة السوداء، ذلك الوجه الجميل، وتلك الابتسامة الرائعة، والأداء الراقي أيام زمن الفن الجميل، عندما تمرض نادية لطفي نعود للوراء لنتذكر زمن الفن الجميل، حيث كانت السينما المصرية في قمة مجدها، في عهد هؤلاء الفنانين الذين أثروا القلوب من المحيط للخليج، وكانت مصر وقتها رائدة في صناعة السينما وصناعة النجوم. مشوار نادية لطفي في التاريخ السينمائي مشوار طويل رغم بعض الغموض الذي أحيط بميلادها وأبنائها وحياتها الأسرية. عقب دخول الفنانة نادية لطفي المستشفي توالت التقارير الصحفية والفيديوهات، عن مشوارها الفني والعائلي، وعن تاريخها منذ التحاقها بالوسط الفني حتي لحظة دخولها المستشفي. نادية لطفي لديها ابن وحيد لكن لا معلومات عنه بالمرة تقريبا، سوي أنه من زواجها الأول، وعاش معها بعد طلاقها، وأن اسمه أحمد، متزوج وأب لابنتين، سلمي وريحان، وسلمي هي التي رافقت جدتها أثناء دخولها المستشفي » كما يكررون عن الابن أنه »تخرج في كلية التجارة ويعمل بمجال المصارف»، مع أنها تذكر في فيديو في إحدي المقابلات معها أنه سافر للدراسة في الولاياتالمتحدة، والمقابلة كانت في بداية السبعينيات بالتليفزيون المصري، أي حين كان ابنها بعمر المراهقة تقريبا، وهو الذي عمره في الخمسينيات حاليا، تقديرا. نادية لطفي تزوجت من زوجها الأول وكان عمرها أقل من 20 سنة »للهرب من تحكم والدها الذي رفض تمثيلها نهائيا» وكان اسمه عادل البشاري، ضابط بالبحرية وجار لعائلتها، واستمر زواجهما مدة قصيرة، أنجبت خلالها الابن الوحيد أحمد. وحين هاجر زوجها إلي الولاياتالمتحدة، وربما كندا، وبعضهم يكتب أن هجرته كانت إلي أستراليا »طلبت الطلاق منه لأنها لا تحتمل الحياة من دونه» واحتفظت بابنها معها، وتزوجت للمرة الثانية من المهندس إبراهيم صادق، وهو شقيق الدكتور حاتم، زوج مني ابنة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وانتهي الزواج بعد 6 سنوات بالطلاق. ثم تزوجت للمرة الأخيرة من محمد صبري، المعروف وقتها بأنه كان »شيخ مصوري مؤسسة دار الهلال» وتعرف إليها أثناء قيامها بتصوير فيلم »سانت كاترين»، وكان هو يستعد لتصوير فيلم له أيضا، فعرض عليها الزواج، لكن الزواج مر بتوترات، انتهت بالطلاق بعد أشهر قليلة من شهر العسل. والذي يثير الاستغراب عن نادية لطفي هي والدتها، فمرة يقولون إن اسمها »فاطمة» وأنها من مدينة الزقازيق، ثم لا تجد اسم هذه الأم في أي مكان ولا صورتها ولا حتي كلمة واحدة تؤكد الوارد في »ويكيبيديا» بأنها تركية وكيف تعرّف والد نادية لطفي إليها. وربما لأمها وأبيها صورة، يمكن رؤيتها في فيديو »يوتيوبي» عنوانه »أحلي النجوم حلقة نجمة الزمن الجميل نادية لطفي» فيما لو كانت لهما فعلا. والفيديو هو مقابلة تليفزيونية معها، وتظهر ببدايته وخلفها صورة معلقة علي جدار صالون البيت، لرجل واقف خلف امرأة جالسة، أوروبية الملامح، وقد تكون لوالديها، أو علي الأقل صورتها هي مع أبيها. نادية لطفي اكتشفها المخرج رمسيس نجيب وأعطاها اسمها الفني وأسند إليها دورا في 1958 بأول فيلم مثلته وهو »سلطان» مع الراحل فريد شوقي، وبعدها مثلت طوال 30 سنة في أكثر من 75 فيلما، إضافة إلي تمثيلية تليفزيونية واحدة ومسرحية واحدة أيضا، واشتهرت بحبها للرسم والطبخ والكتابة والتصوير وتنقلت بين الرسم والتصوير الفوتوغرافي والكتابة لتبحث عن الهواية التي تشبع روحها دون أدني تفكير في الرجوع لهوايتها القديمة التمثيل. لكن المصادفة لعبت دورًا أساسيًا في الرجوع لهوايتها القديمة، بل واحترافها والحصول علي بطولة مطلقة في أول وقوف لها أمام الكاميرا. كانت بولا أو بومبي كما كان يحب والدها أن يناديها من بين المدعوين علي حفل عيد الأسرة بمنزل صديق العائلة المنتج »جان خوري»، وكان من بين المدعوين المنتج السينمائي الشهير »رمسيس نجيب» الذي رأي فيها بطلة فيلمه الجديد الذي كان بصدد تحضيره وقتها »سلطان» أمام وحش الشاشة الراحل فريد شوقي، وكان ذلك عام 1958، وهو نفس العام الذي شهد الميلاد الفني لصديقة عمرها سندريلا الشاشة العربية الراحلة سعاد حسني، لتشهد السينما العربية ظهور جيل جديد من الفنانات يستطيع أداء مختلف الأدوار والألوان بنفس البراعة. اقترح المنتج الراحل عدة أسماء لبولا لأن اسمها لم يكن مألوفًا علي أذن عشاق السينما وقتها، وكان سميحة حمدي أو سميحة حسين من بين الأسماء المقترحة، ولكن بولا المثقفة التي شجعتها والدتها »فاطمة» علي القراءة منذ الصغر اختارت اسم »نادية لطفي» بطلة رواية »لا أنام» لمبدعها »إحسان عبد القدوس»، ونال الاختيار إعجاب رمسيس نجيب، ولكنه أشعل غضب إحسان عبد القدوس الذي اعتبر استعارة اسم إحدي بطلات رواياته من دون إذن منه أمرا غير مشروع، وكانت النتيجة دعوي قضائية في المحكمة يطالب فيها بحقه الأدبي. لاقت نادية قبولاً واسعاً في بداياتها ولكن كانت البداية الحقيقية للشهرة والنجومية عقب فيلم »النظارة السوداء» عام 1963م، فاستمرت في نجاحاتها المتتالية من خلال إجادتها للأدوار المتنوعة بين الرومانسي في فيلم »الخطايا»، والبنت الأرستقراطية الشقراء في فيلم »قاع المدينة»، كما لمعت في دور بنت الليل بفيلم »السمان والخريف». بلغ الرصيد الفني للمصرية نادية لطفي حوالي 75 فيلماً سينمائياً علي مدار 30 عاماً، ومن أبرز أعمالها »الناصر صلاح الدين» و»السبع بنات» و»حياة عازب» و»الخطايا» و»أبي فوق الشجرة» و»السمان والخريف» و»النظارة السوداء و»للرجال فقط» و»بين القصرين» و»عدو المرأة» و»الإخوة الأعداء»، إلا أنها لم تُقدم سوي عمل تليفزيوني واحد بعنوان »ناس ولاد ناس» بالإضافة إلي عمل مسرحي وحيد أيضاً بعنوان »بمبة كشر».