بعد أن كانت مواقع التواصل ملجأ يلوذ به الكثيرون لتشكيل شبكة من العلاقات الاجتماعية والتواصل بين الناس الذين فرقتهم المسافات ومشاغل الحياة، تحول موقع »فيسبوك» خلال الأيام الماضية إلي ساحة لنشر الفضائح، بما ينذر بكارثة اجتماعية في مجتمعنا. هذا باختصار ما أحدثته صفحة (I Know Him) التي تسببت في فضح العديد من الشباب، والذين ردوا علي الفتيات بصفحة مماثلة بعنوان (I Know Her).. التفاصيل في السياق. ظهرت مؤخراً علي موقع التواصل الاجتماعي »فيسبوك» صفحة بعنوان »I know him» هدفها كشف خيانة الرجال من خلال فتح المجال لكل فتاة لديها علاقة سابقة مع رجل أن تشهر به، وتسرد تفاصيل العلاقة التي كانت بينهما بما فيها من خصوصية، ما يتيح المجال لكل فتاة مقدمة علي علاقة ارتباط أن تقوم بالبحث عن الرجل الذي تريد الارتباط به كي تعرف ماضيه وعلاقاته النسائية السابقة، كما أن الصفحة في البداية كانت تهدف توعية كل فتاة من الوقوع في براثن الرجال الخائنين. ويزعم القائمون علي فكرة الجروب أنه يهدف إلي الكشف عن فضائح بعض الرجال من خلال مشاركة القصة واسم الشخص وتنبيه السيدات من الرجال الذين قاموا بأفعال غير أخلاقية مع السيدات، مما ينبه الآخرين من الوقوع ضحية لهذا الرجل مرة أخري. الصفحة تحولت فيما بعد من وسيلة لكشف الخيانة، إلي مكان للردح والتشهير بأعراض البعض، وقد أثارت هذه الصفحة مشاجرة بين عائلتين في منطقة »عين شمس» بالقاهرة، تسببت علي إثرها في مشادات وصلت إلي حد الضرب والتطاول بسبب التشهير بنجل إحدي العائلات علي الصفحة، وقد تم تحرير محضر بالواقعة في قسم عين شمس. الأمر لم يقف عند حد المحاضر والضرب، بل إن الأمر قد تطور حينما قامت إحدي الفتيات بنشر صورة لوالدها علي الصفحة، لتقابلها فتاة أخري بالرد وتدعي أنه والدها هي وليس والد الأولي، وبعد سجال وشجار بين العائلتين تبين أن الرجل متزوج من امرأتين وهو أب للابنتين، ما أثار الجدل علي الصفحة التي انطلقت فيها التعليقات الساخرة. الصفحة التي أثارت الجدل تسببت في مشاكل وفضائح للكثيرين نتيجة نشر صور وحكايات لعلاقات خاصة بين امرأة ورجل كانت تعرفه في السابق أو كان يربطهما علاقة خطوبة أو زواج، وقد نجحت الصفحة في استقطاب أكثر من 85 ألف عضو من مصر خلال فترة قصيرة، بينما علي موقع »تويتر» تصدرت التغريدات وجمعت أكثر من 14 ألف تغريدة. ونتيجة للمشاكل البالغة التي تسببت فيها الصفحة وكرد فعل تجاه الفضائح التي تم نشرها، قام أحد ضباط الشرطة بتقديم بلاغ ضد خطيبته اتهمها بالتشهير به، بعدما علم أنها نشرت صورته علي الصفحة. في المقابل، دشن الرجال عدداً من الصفحات المماثلة تحت عنوان(I Know Her)، تهدف إلي كشف الفتيات والسيدات غير المستقيمات، والتجييش ضد صفحة (I Know him) خوفًا من الفضيحة وكشف المستور من علاقاتهم الخفية، إلا أن الصفحة اتخذت شكلا آخر من الردح والانحلال الأخلاقي، بعدما نشر أحد الأعضاء صورة لفتاة يؤكد أنه كان علي علاقة بها وخانته مع آخر، لكن لسوء الحظ أن شقيق الفتاة كان من ضمن المشتركين في الحملة فقرر أن يأخذ حق أخته، الشجار وصل إلي حد وفاة أحد الأشخاص وفقا لما تم الإعلان عنه. ومؤخرا شهدت مواقع التواصل الاجتماعي صفحة تم تأسيسها علي »الفيس بوك» تحت شعار» حملة فضح المتبرجات في الشواطئ»، مهددين من خلالها الفتيات بالفضيحة ونشر صور لا أخلاقية لهن، وترفع الصفحة شعار »لا للتبرج». إلهام سعادة - أخصائية نفسية - قالت إن انتشار مثل هذه الصفحات علي الفيس بوك أمر لا يتناسب مع أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا، فلا يجوز التشهير ببعضنا البعض، مضيفة: لابد من تشديد الرقابة علي الفيس بوك، فالعلاقة بين الرجل والمرأة سواء انتهت بالزواج أم لا كلها علاقات خاصة لا يجب الخوض فيها علي مواقع التواصل الاجتماعي حتي لا تتسبب في تدمير الأسرة المصرية التي لا بد من الحفاظ علي تماسكها بدلا من هدمها. تابعت: يجب علي المواطنين عدم الانضمام إلي مثل هذه الصفحات التي لا تهدف فقط سوي للإثارة والفتنة والتشهير، غاضين النظر عن أخلاقيات مجتمعاتنا العربية التي يجب الحفاظ علي قيمها. يتفق معها في الرأي، الدكتور سعيد عبدالعظيم أستاذ الطب النفسي قائلا: التشهير بأعراض الناس، وتلويث السمعة كلها عادات دخيلة علي مجتمعاتنا التي لها طابع ديني، مشيرا إلي أن الفراغ والملل يدفعان بعض الأشخاص لارتكاب أفعال لا أخلاقية، لذلك يجب غلق هذه الصفحات علي الفور، وعدم إفساح المجال لها لتكون مكانا لهدم الأسرة المصرية والتشهير بالبعض. ويضيف: إن العلاقة بين الرجل والمرأة لا يمكن تحويلها إلي علاقات تشهير، وكيف لفتاة أن تسمح لنفسها بسرد تفاصيل علاقتها الخاصة بخطيبها السابق أو زوجها السابق للتشهيير به، لأنها قبل أن تشهر به فهي تشهر بنفسها في البداية، فالرجل لن يكون متضررا من أي علاقات سابقة، لكن المرأة هي التي ستخسر كثيرا.