د. أحمد عاطف بميدان التحرير أثناء الثورة محارب الضوء هو الدور الذي اختاره لنفسه الناقد والمخرج السينمائي أحمد عاطف، في ظل المعارك الفكرية والفنية التي خاضها طوال الفترات الماضية، وهو نهج الكاتب والفيلسوف البرازيلي »باولو كويلو« الذي يسير عليه الآن بعد أن وقع اختيار إدارة مهرجان كان في دورته ال 46 كعضو لجنة تحكيم النقاد في المسابقة الرسمية. ❊❊ في البداية يقول المخرج أحمد عاطف: نتيجة تواجدي المكثف في العديد من المهرجانات العربية والدولية كمنتج وناقد ومحاضر وخبير للاتحاد الأوروبي استطاع الكثيرون تقييم جهودي بعد مشاركتي أيضا بفيلم الغابة بأكثر من 53 مهرجانا، ونتيجة الحوار وقع اختيار إدارة مهرجان كان بعد عودتي من مهرجان طهران، وهذا الترشيح سلاح ذو حدين ففي الوقت الذي أسعدني فيه هذا الاختيار إلا أن الرعب يسيطر عليّ حتي الآن وأتمني أن أكون علي قدر تحمل المسئولية. ❊❊ وماذا يمثل لك هذا الاختيار؟ هو دفعه لزملائي في الوسط الفني أن يقع الاختيار عليّ لأن أحكم لكبار فناني ومخرجي العالم بعد أن بني الوسط الفني علي الشللية والمحسوبية وهذا الاختيار تقييم حقيقي للعلم والمثابرة. ❊❊ لماذا الخوف الذي قلت عنه في البداية؟ الخوف من الثقة التي أعطاها لي خبراء السينما العالمية لأن أكون ضمن هذه اللجنة أو أن أتهاوي في قراراتي . ❊❊ 3 أفلام روائية طويلة و01 تسجيلية هل كانت كافية لهذا الترشيح؟ لا أنكر أن مشواري السينمائي قصير مقارنة بباقي زملائي في الوسط الفني لكن عادة الذي يتعلم في مدارس لغات دائما مايحدث له شيء من اثنين أنه ينبهر بالثقافة الغربية لأنها تعانق كافة العلوم والفنون وينسحق ويبقي تابعا لها، أو أنها تدفعه ليبحث في ثقافته وهذا كان سببا أن أدخل في كثير من المعارك الفكرية والثقافية. ❊❊ وماهي هذه المعارك الفكرية والثقافية؟ كثير منها مع وزارة الثقافة والمركز الثقافي الفرنسي ومع المهرجان القومي للسينما في مشروع دعم السينما وهذه المعارك ليست لمجرد المعارك وأنما أسعي وراءها كرغبة في البحث عن الحقيقة. ❊❊ علي الرغم من كل هذه المعارك إلا أنك لم تخض أية معارك من أجل فيلمك الأندلس؟ الأندلس هو مشروعي الفكري منذ أحداث 11 سبتمبر لأن العالم كله وصل إلي حالة صدام وصراع حضاري وفكري أن أساهم في مسألة التعايش من خلال هذا الفيلم. ❊❊ إذن ما هو السر وراء عدم تنفيذه حتي الآن؟ فكرة الفيلم صعبة وليست سهلة والموضوعات التاريخية لها ميزانية خاصة إلي جانب وجود فيلم آخر لزميل يتناول من خلاله موضوع وحضارة الأندلس. ❊❊ أعلن المخرج خالد يوسف منذ عدة سنوات مضت بأنه بصدد التحضير لفيلم يتناول مثل هذه الحضارة؟ المخرج خالد يوسف سوف يتناوله من خلال رؤيته الخاصة بسقوط الأندلس لكنني أحاول أن أتناوله من منطقة أخري ولو حدث تشابه فلكل مخرج رؤيته السينمائية الخاصة. ❊❊ حصول الأندلس علي جائزة أفضل سيناريو من الاتحاد الأوروبي ألم يدفعك إلي البحث عن أكثر من جهة إنتاج لتنفيذه؟ المشكلة الكبري في هذا العمل أن هناك أكثر من جهة تسعي لإنتاجه ولكن بفكر غربي أوروبي وهو مارفضته، لأن سيناريو الفيلم وأحداثه قائمة علي فكر عربي. ❊❊ نعود للدورة ال 41 لمهرجان كان والأفلام المصرية ضيفة الشرف في هذه الدورة، فما رأيك في نوعية الأفلام المشاركة خارج المسابقة؟ من المتوقع أن يحدث كثير من الأخطاء لأن هذه الأفلام تأثيرها غير قوي وكان من الأولي أن يشارك في هذه الدورة أفلام انتقدت منظومة وعصر الرئيس المخلوع مثل مواطن ومخبر وحرامي ، والبريء، وزوجة رجل مهم، كما أن وزارة الثقافة »شالت إيدها« من الموضوع وذلك بسبب عدم الإدارة الجيدة والأخطاء الكثيرة للوزير التي لاتتفق مع إدارته فهي الوزارة الوحيدة التي لم ينظف وزيرها العاملين بها، علي الرغم من التحقيقات الكثيرة مع الموظفين بالوزارة منهم، وللأسف فشلوا إداريا وحتي الآن لم يوجد أفق أو خطوات فعلية للإصلاح. ❊❊ بعد أحداث ثورة 52 يناير كيف تري المشهد السياسي والسينمائي الحالي؟ مصر دقت علي رأسها طبول كثيرة وخرجت منها عافية متعافية فهي أقدم بلد لها حضارة، والمطب الأكبر أو المصيبة الكبري هي الفتنة الطائفية ومصر مرت بموجات تطرف غير مرتبطة بالدين ونجحت في كل هذه الدروس الصعبة ولأن البلد في حالة إعادة توازن واكتشاف هذا الطريق المجهول حتي تستعيد أنفاسها مرة أخري، فالمشهد السياسي الآن صحي وأنا مع اللي هيفيد البلد. ❊❊ وما هي نقطة الضعف في بعض المرشحين؟ لايستطيعون فن إجادة الإدارة وأرفض أن يأتي رئيس لبلادي يكون الشعب له عبارة عن حقل تجارب، فمصر هي بلد الفكرة وإذا كانت الثورة هي انتصار لقوة شعب علي قوة سلطة فهي في الأساس انتصار لفكرة علي فكرة وهي الكلمة التي كان لي الشرف وألقيتها في أحد المؤتمرات التي أقامها الاتحاد الأوروبي ببلغاريا وقلت أيضا يوجد ثلاث ملفات هي الاقتصاد والأمن والتحول الديمقراطي والملف الرابع هو الأهم حرية تداول الأفكار في مصر.