»جيش محمد ظهر في التحرير« مانشيت المصري اليوم، السبت .. وأسألكم ، من هو العدو .. هل هم المسيحيون .. أم المسلمون المنشقون والمخالفون والمدفوع لهم من الدول العربية وإسرائيل .. أم البلطجية المأجورون من فلول الأمن .. أم المسجلون خطر المتربصون بنا في الشوارع ، والمسجلون في دفاتر الشرطة ومعلومة جرائمهم ومواقعهم ومخابئهم ؟! . هذا المانشيت هو مزيد من التأكيد علي أن الإعلام ضل طريقه أكثر من الشعب .. مانشيتات الصحف تتسابق وتتنافس بشراسة لتجلد أرواحنا بالخوف من نار الفتنة الطائفية والدوران في نفس طاحونة الأسباب والنتائج .. ولتدهسنا ببلدوزر الاكتئاب بما لا تنفرد به من أخبار مزاج الرئيس المخلوع ونبضات بطينه الأيمن، وذهول حرمه ، وقلقه علي ولديه !!.. طفحنا من تفاصيل الملايين المنهوبة ، ويوميات عصابة طرة ، وألاعيب فلولها اللابدة لنا في الذرة خلف باب كل كنيسة وجامع وبيت وقرية .. وكلها أخبار أشد فسادا من إجرامهم لأنها تذكرنا بخيبتنا وعجزنا واستباحتنا لكرامتنا وأموالنا وأرضنا ومستقبلنا عمرا.. وتبكتنا بجهل وغباء علي إجرامنا في حق أنفسنا بالصمت والتغابي وذل طوابير العيش الأسود ، وملاليم المرتبات خوفا من العسكر. كفاية لت وعجن.. طاردوا أخبار عصابة علي بابا لو أفلتوا من قبضة الأمن، أو إذا تباطأ القضاء في أحكامه الرادعة.. لأن مصر في خطر. مصر في خطر ، وتحتاج حكومة حاسمة رادعة ، تفرض النظام والأمن بقوة سلطة القانون ..وإعلاما وطنيا واعيا وذكيا ومؤثرا.. يشرح ببساطة مانحتاجه اليوم وغدا من كل فرد في الوطن، ويرسم خطط إزالة الأنقاض ومحاور التعمير.. لا نريد شعارات ولا مناظرات فلسفية . اشحنوا الشعب للخروج في مليونية مصرية تطالب الحكومة بإعلان خطط التنمية وتوزيع الأدوار للعمل وإعادة البناء .. مليونية لا يعلو فيها إلا صوت واحد .. وبلا تمييز .. صوت الشعب المصري فقط ولصالح الشعب المصري أولا وليس فلسطين .. لأن الوطن في خطرمن تناحر التيارات الدينية ، والمصالح الشخصية .. الإعلام مرئي ومسموع ومقروء هو المسئول الأول عن حالة الخوف والتشكيك والتخوين ومضاعفة الجهل .. وعن حالة التوهان والفراغ والتشتيت وضياع الهدف الأساسي للثورة ، وغموض المستقبل .. وأخشي أن نكون وصلنا إلي حافة المنحدر. مطلوب من الحكومة ولجان الحكماء إعلان خطة فورية لإنقاذ الوطن . ومطلوب تنحي رجال الدين بكافة طوائفهم ومذاهبهم ، مسيحيين ومسلمين ، عن الساحة الآن . فليتقدم فقط كل قادر علي دفع الوطن للأمام .. سواء بفتح فرص عمل جديدة ، أو استثمار أفضل لمواقع حالية.. العمل والتنوير هما أهم الأهداف الآن لإنقاذ الوطن . وأبدأ بنفسي لأقترح علي السيد وزير التعليم د. أحمد جمال موسي باستغلال المدارس بعد الامتحانات في فرض دورات إجبارية لكل التلامذة في جميع المراحل لإعدادهم للمساهمة العملية في بناء مصر.. دورات لا تعتمد علي كتب يتم حفظها والامتحان فيها.. إنما هي محاضرات وأفلام تثقيف وتوعية وتعليم وشرح لما يحدث في مصر الآن ، وبالدور البسيط الهام الذي يستطيع به كل تلميذ المساهمة في بناء وإنقاذ وطنه.... متطوعين في كل مجالات التعليم والتنوير ، يتم اختيارهم من بين النماذج الناجحة في كل مجالات المجتمع ، علمية وحرفية ومهنية وفنية وأدبية.. موهوبين في الشرح والتوعية والتحفيز.. كل تلميذ سيتم إعداده وتأهيله لخدمة الوطن ، خصوصا في مدارس الحكومة المجانية التي لا تقدم تربية ولا تعليما، سيكون بذرة تنمو في أسرته وبيئته.. سيكون شعاع ضوء ، وشمسا تشرق.. إذا استوعب الطفل والتلميذ والشاب أن الدين الصحيح هو الضمير الحي والعمل الصالح.. وأن الله واحد هو خالق الكون والإنسان.. وإذا فهم معني الوطن، والعدل، والكرامة ، والعمل ، وأهمية ونتائج احترام النظام والقانون، سنجني مواطنا صالحا يحارب القبح والفوضي ويرفض الظلم، ويمارس حياته بفرح وتفاؤل وفاعلية . لنعتبر أننا في حالة حرب علي عصر مظلم وظالم .. ونبدأ في إعادة ترميم النفوس والعقول وشحن الإرادة ، وترسيخ مبدأ المشاركة الإيجابية كل حسب إمكانياته .. لا نريد مجتمعا من ببغاوات ، ولا نقادا ، ولا قطيعا يهرب من ضعفه وعجزه الشخصي بالهروب إلي الكنيسة أو الجامع .. نريد تسليح أولادنا بما تتطلبه المرحلة الحالية من قدرة علي رفض الفكر المتخلف ، أو الإجرامي ، أو الانتهازي .. نريد تعليم أطفالنا وشبابنا الصغير مواصفات المواطن الصالح ، وكيفية استخدام العقل في التفكير والنقد لحسن الاختيار .. وخطوات ومبادئ بناء وطن قوي ، منتج ، مبدع ، خلاق .. نريد شرح معني الدستور ، وأهمية احترام النظام والقانون .. وحقوق وواجبات كل فرد في الوطن .. الطفل الفاهم هو مواطن إيجابي ، وهو رسولنا ومرشدنا الفعال في المناطق العشوائية ، التي يتم شراء جموعها المطحونة بالفلوس والأرز واللحمة في سرادقات تبيع الرحمة المزيفة مقابل أصواتهم في الانتخابات ، أو في استمارات عضوية حزب يحتاج لحشود جاهلة جائعة كما فعل حزب المصريين الأحرار لمريدي الطرق الصوفية في مولد السيدة نفيسة . ليكن هذا مشروعا قوميا .. يبدؤه الوزير بقرار فتح المدارس تحت إشراف ومتابعة هيئة التدريس ، وتخصيص مكافآت ودرجات تضاف لمجموع العام التالي لمن يحضر ويلتزم ويبتكر أفكارا.. وبدعوة الشباب وجمعيات المجتمع المدني للمساهمات المتنوعة لترغيب التلامذة .. لتكن الإجازة احتفالية عملية ومبهجة بالوطن وبثورة يناير. وفي انتظار اقتراحاتكم .