❊❊ تعاقد عدد كبير من النجوم العرب مع المنتج إسماعيل كتكت علي المشاركة في بطولة مسلسل "توق " قصة الأمير بدر بن عبدالمحسن وسيناريو وحوار أحمد الخطيب وسارة الخطيب وإخراج شوقي الماجري، من بين هؤلاء النجوم من سوريا عابد فهد وسلافة معمار ومن السعودية عبدالمحسن النمر ومحمود قابيل. عرفت فاروق إبراهيم في منتصف الستينات.. كنت في ذلك الوقت أكتب مذكرات النجوم علي هذه الصفحات.. كان فاروق أيامها يحب أن يتعرف علي الوسط الفني.. فكان يصاحبني ليصور النجوم.. وكان سعيدا جدا بذلك.. فلم يكن وقتها صديقا لكل النجوم باستثناء عبدالحليم حافظ.. وحينما بدأ يتعرف عليهم أحبوه لابتسامته الدائمة وخفة ظله واجتهاده وعبقريته في التصوير.. وعندما كنت أجلس مع الفنان أستمتع بالحديث عن حياته التي يرويها لي.. لم أكن أحس بفاروق الذي انشغل تماما بالتصوير.. يلتقط عشرات الصور بسرعة البرق.. لينتقي أحسنها للنشر.. كان كطبيب نفسي يخرج ما في باطن الشخصية التي يصورها من انفعالات تبين الحالة التي يعيشها. ونجحت المذكرات لتعاوننا معا. وأصبحت هناك صداقة حميمة بينه وبين عبدالحليم.. فحين كان حليم يسافر إلي أوربا للعلاج.. أو إحدي الدول العربية يصحبه معه.. أما فاروق فلم يترك أي فرصة تضيع منه. وأذكر حينما كنت أكتب المذكرات بينما فاروق يصور.. وكان ذلك في أواخر أيام حليم أن قال له: »طبعا ياعم ح تعمله كتاب وتكسب منه الكثير« وقد كان.. فقد جمع فاروق كل صور حليم في كتيب. ❊ ❊ ❊ وفاروق ابن بلد يتصرف علي سجيته.. ولا تفارق الابتسامة الطيبة شفتيه.. وكان كثير المداعبة مع الفنانين الذين أحبوه.. وكانوا يطلبونه للتصوير. كان العمل مع فاروق نوعا من المتعة.. من العشق.. عشق الكاميرا وعشق الصحافة. وكان رئيس التحرير في ذلك الوقت هو الأستاذ الكبير رشدي صالح.. وكان يعالج من مرض القلب في لندن.. كان يقرأ مذكراتي ويستمتع بها كما يقول ويرسل لي خطابات لازلت احتفظ بها.. ليشجعني لكي أستمر في هذه المذكرات، ولم ينس فاروق إبراهيم الذي يقوم بتصوير الفنانين في هذه المذكرات.. وأثني عليه. وفي المهرجانات السينمائية.. وفي مهرجان الإسكندرية بالذات كان »روقة« كما كنا نناديه يجلس أمام فندق شيراتون وحوله بعض الأصدقاء ومعه معشوقته التي لا يتركها ولا تتركه لحظة ليتابع الفنانين عند قدومهم.. ويأخذهم إلي أماكن جديدة بالنسبة للتصوير يختارها بنفسه وكأنه يخرج فيلما.. وكان الجميع يطيعونه لأنهم يعلمون مقدما قيمة الصورة التي يصورها. كان فاروق يتمتع بحس كوميدي وهو أحد المؤثرات في شخصيته، وبالرغم من أنه لم ينل قسطا من التعليم في المعاهد أو الجامعات.. فقد كان يدرس مادة التصوير في معهد التمثيل. وحين رحل عبدالحليم حافظ كانت مجلة »آخر ساعة« تفتح علي مذكرات عبدالحليم وتعلق بمشابك.. وحين أصدرت كتابا عن مذكراته نفد الكتاب بعد أسبوع واحد. ❊ ❊ ❊ كانت عشرة عمر طولها حوالي 40عاما.. وعرضها مئات الموضوعات التي تدعمها الصور، ولأن الفن كان أحد الأسباب التي توزع المجلة فقد خصص لنا رئيس التحرير 5 أو 6 صفحات.. كان فاروق صديق العائلة زوجي وبناتي.. وقد قام يوم خطوبتي بتصويري كهدية منه.. اتجه فاروق بعد ذلك لتصوير الرؤساء جمال عبدالناصر الذي كان يهوي التصوير ويقدر الصورة.. وأنور السادات الذي كان يثق به.. لأنه كان أصلا صحفيا.. وكان فاروق يغوص إلي نفسيته.. فقد كان السادات يجلس كزعيم ويضع البايب.. وكان يتمتع بكاريزما يجسدها فاروق.. ومن أهم الصور التي صورها للرئيس السادات هي صورته بالملابس الداخلية وهو يحلق ذقنه.. لكنه منع بعد ذلك من دخول القصر! أما حسني مبارك فقد حول المصورين إلي موظفين.. يدخلون الاجتماع ليصوروا مدة دقائق لتسجيل المناسبة ثم يخرجون. وأذكر أنه حين بدأت أم كلثوم في جمع التبرعات من الدول العربية بعد نكسة 67 أن اختارتني أنا وفاروق لمصاحبتها في مهرجان بعلبك بلبنان. هذا أيضا ما حدث بالنسبة للمطربة الكبيرة فيروز حين التقينا بها صدفة هي والرحبانية ودعتنا إلي منزلها للغداء.. وأيضا الفنانة الكبيرة صباح.. ❊ ❊ ❊ ومن يعرف النهاية ووقت الرحيل.. وأنا أريد أن أرحل دون أن أترك أي عداوة بيني وبين أحد خاصة صديقي العزيز.. فقد كنت أتوقع الرحيل قبله بسبب ظروفي الصحية.. ويبدو أن الله سبحانه وتعالي استجاب لي.. قابلته بالصدفة في نقابة الصحفيين ورحبت به.. وقبلته في وجنتيه. وحكي لي »روقة« يومها كيف أحالته المؤسسة علي المعاش.. وتعجبت كثيرا.. كيف تستغني عن عمدة التصوير أو كما أطلق عليه في النهاية »شيخ المصورين«.. كيف تقتل المؤسسة أبناءها في ذلك الوقت! لكن فاروق ناشد المصلين في جامع مصطفي محمود وعاد فاروق لبيته ومعشوقته قبل الرحيل.. ورحل فاروق بعد أن التقيت به بقليل. وبعد أن سلم كل الصور النادرة التي صورها للمؤسسة، وقد أصابني خبر رحيله بالحزن والاكتئاب.. ولكن تبقي الذكريات. وداعا يا أحلي صحبة.. وداعا ياعاشق الكاميرا.