عدو عاقل، خير من زعيم مجنون أخرق.. هذه الحكمة تتألق مع المشهد الليبي منذ بدأ ثورة التحرر من جنون عظمة الزعيم وملك الملوك في آسيا وأفريقيا.. هذا الملك المجنون الذي ألهبت عقله ومراكز إدراكه كلمات عفوية للزعيم جمال عبدالناصر عندما اختار الملازم أول معمر القذافي ليكون نواة مشروعه التحريري من ملك آل السنوسي في ليبيا ولم يكن اختيار الملازم معمر ضربة خبط عشوائي وإنما بحصافة الزعيم وذكاء عبدالناصر ليس فيه داء التهور وتأصل الجنون فمد يده يصافحه وهو يبتسم لضحيته: أنت الزعيم ناصر الأمة من بعدي يامعمر.. إنني أري فيك شبابي!! واشتعلت جذوة الجنون في عقل الملازم معمر وقامت الثورة بانقلاب دموي علي ملك إدريس السنوسي وتمت ترقية الزعيم الجديد إلي رتبة عقيد بدون استحقاق يذكر.. فهل كان القذافي بحق زعيم و»ناصر« الأمة؟ لقد عشنا كل لحظات وسنوات الجنون للزعيم حتي اضطر الزعيم الراحل الشهيد أنور السادات أن يشير إليه صراحة في خطبة له: »الواد المجنون بتاع ليبيا«.. وبهذه الشهادة تأكد وتأصل جنون معمر الذي لم يترك رئيسا إلا أهانه حتي في اجتماعات القمة المزعومة.. وهاهو المجنون يرتد علي شعبه الأعزل يحاصره بالدبابات ويقذفه بالمدافع ويسلط طائراته تحصد الأرواح ثم هو يحتمي بالمرتزقة بعد أن أحاطت به ثورة الشعب ترفض الجنون واحتلال ليبيا لصالح أولاده .. وبعد سقوط آلاف الشهداء يبقي موقف الأمة العربية أولا شعوبا وزعماء موقفا يدعو للرثاء والسخرية، كما أن موقف الجامعة العربية يبقي أهم الأسباب لفضها فورا إذ لا حاجة لنا بها بعد اليوم.. كما أن موقف العالم شرقه وغربه لا يستحق الاحترام ولا الإنصات إليه لحظة بينما تسقط مبادئه تحت الحذاء.. أما الجيش الليبي فقد استثارني موقفه العميل واستحثني علي أن أهتف بقوات مصر المسلحة التي ضربت أروع الأمثال في الوطنية والرجولة عاشت مصر حرة.. وغدا نهنئ الشعب الليبي الشقيق.