لم أقابله طوال حياتي حتي كتابة هذه السطور، لكن اسمه تردد علي مسامعي منذ عشر سنوات من أحد أساتذتي في الصحافة الدكتور رفعت كمال (رحمه الله) الذي كان مريضا ويقوم بالغسيل الكلوي بمركزه الطبي بوسط البلد، ويتردد عليه دوريا من بيته «بمصر الجديدة» وعندما سألته لماذا لايختار مركزا آخر قريبا من بيته حتي لايتكبد هذا المشوار الطويل، أجابني: الدكتور رشاد برسوم متفوق في تخصصه كأستاذ لأمراض الباطنة والكلي، والأهم من ذلك أنه من القلائل في مصر الذين يضعون «مخافة الله» نصب أعينهم، فهو الوحيد الذي يعطي أوامره لمساعديه بتغيير «فلتر» الغسيل الكلوي لكل مريض علي حدة، أما معظم المراكز الأخري فتستعمل الفلتر الواحد لأكثر من مريض لأغراض اقتصادية وتعرضهم للعدوي ونقل الأمراض! ولذلك فقد سعدت بحصول العالم القدير الدكتور رشاد برسوم علي جائزة النيل للعلوم الطبية تتويجا لجهوده الرائعة في البحث العلمي ورفع اسم مصر عاليا في المحافل الدولية ودخل الموسوعات الطبية الدولية بعد أن قدم أكثر من 200 بحث باسمه، واستفاد أكثر من 2500 باحث علي مستوي العالم من أبحاثه.. وهو بالمناسبة من أعرق وأطيب الأسر القبطية في مصر وشقيق نابغة الطب العالم الدكتور محسن برسوم (أستاذ الأورام) الذي أشرف علي علاجي في رحلة مرضي، وهكذا تكرم الدولة علماءها ونوابغها تقديرا لعطائهم في خدمة الإنسانية.