يعد أملاً جديدا لمرضي الفشل الكلوي حول العالم، انتهي بحث علمي حديث تم تطبيقه علي 7 أشخاص بولاية "سياتل" الأمريكية إلي إنتاج "كلية صناعية" تحل محل "الكلية الطبيعية" المعطلة أو المتوقفة، تؤدي نفس الوظائف وتعمل بالكفاءة ذاتها، والهدف من تصنيع هذا الجهاز تحسين حياة المريض صحيا واجتماعيا حتي يودع الذهاب إلي وحدات الغسيل بالمستشفيات حيث يستطيع ارتداء وخلع الجهاز وقتما يشاء، ولن يتقيد بوجبات محددة أو بكميات مياه الشرب فهذا الجهاز سيعمل علي طرد السموم وضبط الأملاح في دم المريض بشكل فوري. ما هو شكل وحجم هذه الكلية؟ وكيف يتم استخدامها؟ وما تكلفتها؟ وهل يمكن أن يتم تصنيعها في مصر؟ ومتي سيتم توفيرها للمرضي؟ كل هذه الأسئلة توفرت إجابتها في نتائج هذا البحث العلمي. "آخرساعة" ناقشت أطباء الكلي لعرض تفاصيل هذا الاختراع العلمي بشكل مبسط. الدكتور أحمد سيد علام استشاري الباطنة والكلي بكلية الطب جامعة الأزهر قال إن هناك محاولات عدة للانتهاء من تصنيع هذا الجهاز الممتدة فكرته من فكرة جهاز الضم "البمب" الذي يستخدمه مريض السكر لإنتاج "الأنسولين"، عن طريق وضعه تحت الجلد ليقيس ارتفاع السكر في الدم أولا ثم يقوم بضخ الأنسولين ثانيا. أيضاً هذا الجهاز تطوير لماكينة الغسيل البروتوني التي يستخدمها مريض الفشل الكلوي ولكن الاختلاف هو أن هذا الجهاز سيتم تثبيته فوق بطن أو يد المريض في شكل "قسطرة" ثابته كما أنه سيتم استخدامه منزلياً فلن يحتاج المريض إلي الذهاب لوحدات الغسيل الكلوي. يتابع: الفشل الكلوي هو قصور عمل ووظائف الكلي بما يسبب الاختلال العام في جسم الإنسان، ووحدات الغسيل الكلوي بالمستشفيات التي يذهب إليها المريض الهدف منها إعادة التوازن عن طريق التخلص من السموم والسوائل الموجودة في الجسم وذلك بعد أن أصبحت الكلية الطبيعية غير قادرة علي إزالتها أو التخلص منها. هناك نوعان من الغسيل الكلوي هما الكلوي البروتوني والكلوي عن طريق الدم، وفي حالة الغسيل البروتوني يتم ربط ماكينة الغسيل بالوريد في يد أو بطن المريض ويتم توزيع هذا الجهاز بالمجان علي المرضي يحتاج كل مريض إلي 200 لتر محلول مركز يدخل علي البروتون ليمتص السموم الموجودة في الجسم. ويضيف علام لهذه الأسباب هناك محاولات عديدة وأبحاث علمية في بعض الدول المتقدمة للعمل علي تحديث هذا الجهاز لكي يتم استخدامه منزليا وتصنيع هذا الجهاز الجديد يحتاج إلي اكسسوارات متقدمة مثل المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر الحديثة كما يحتاج إلي وصلات يتم توصيلها بالشريان والوريد وفلاتر تحتاج إلي صيانة دقيقة ومعقدة. والآن معظم الدول المتقدمة تلتزم بمعايير الجودة العالمية، وأقسام وحدات الكلي لديهم لا تعمل بدون "جايد لاين" لتحديد مواصفات (الإبرة، التعقيم، والتحاليل ومواصفات العلاج) ولأن تكلفة العلاج التي يحتاج إليها المريض بجانب جلسات الغسيل لا تقل عن 600 جنيه قيمة 12 علبة دواء تكلفة العلبة الواحدة تتراوح بين 30 إلي 40 جنيها فإن هذا الجهاز سيعمل علي توفير المبالغ المنفقة علي العلاج المصاحب للجلسات. وللأسف الآن مصر هي الأعلي في نسبة ال"فيلر ريت" وهي "نسبة الوفاة نتيجة عدم كفاءة العلاج ونقص الإمكانيات" لذلك نتمني القضاء علي فساد وزارة الصحة وتحسين الميزانية المخصصة لها الذي وحده يستطيع أن يوفر نجاح الأبحاث العلمية المتقدمة لعلاج المرضي. الدكتور بدوي لبيب محمود أستاذ الأمراض الباطنة والكلي بكلية الطب جامعة عين شمس وجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا يقول: تصنيع جهاز كلي صناعي إنجاز علمي متميز والحقيقة أن مشكلة أجهزة الغسيل الكلوي التقليدية انها تقوم بنفس وظائف الكلي لكنها لا تقوم بجميع الوظائف، فإذا كانت وظائف الكلية الطبيعية في جسم الإنسان ضبط نسبة الأملاح في الدم ونسبة المياه والكرات الحمراء في الجسم فهذه الأجهزة لا تستطيع الضبط بدقة كافية وهناك خطورة أن تحدث أخطاء نتيجة عدم كفاءة الطبيب المعالج مما قد يتسبب في عدم تحسن صحة المريض. ولهذه الأسباب أهم ما يميز جهاز الكلي الصناعي المتقدم أو صغير الحجم هو أن المريض يستطيع استعماله بمفرده عن طريق "كبسولة" يتم تركيبها في يد المريض يوصل من خلالها "خراطيم" للجهاز. أيضا يمتاز الجهاز بأن المريض يستطيع تكرار عملية الغسيل أكثر من مرة يوميا بدلا من الذهاب لوحدات الغسيل ثلاث مرات أسبوعيا مما لا يعطي فرصة لتراكم السموم والفضلات في جسم الإنسان والتي تتسبب في ارتفاع ضغط الدم للمريض وأمراض أخري مصاحبة. أيضا هذا الجهاز سيقضي علي العجز الموجود لدينا في عدد أجهزة الغسيل الكلوي فإذا تم حساب عدد ساعات الجلسات التي يحتاج إليها المريض الواحد نجدها 300 ألف مرة ولأن عدد الوحدات الموجودة لا تكفي فيترتب علي ذلك عجز باستمرار في استقبال المرضي مؤكدا أنه تقدم بفكرة مشروع جهاز كلي صناعي في عهد علي عبدالفتاح وزير الصحة الأسبق ولكن الامكانات المادية وقتها حالت دون استمرار المشروع وأتمني أن يتم تنفيذه الآن مضيفا أن تكلفة الجهاز قد تصل إلي 60 ألف جنيه. الدكتور حسين سيد حسين مدرس كلية الطب جامعة عين شمس قسم أمراض الكلي قال: هذا اختراع علمي حديث وموجود الآن في أمريكا ويسمي "ويرابول" artificial kidney machine " وهو جهاز صناعي يستخدم كبديل للكلي الطبيعية في جسم الإنسان، فبعد أن ثبت فشل وعدم جدوي وحدات الغسيل الكلوي بالمستشفيات، ولأن الغسيل الكلوي هو أحد العلاجات التعويضية لمريض الفشل الكلوي سواء كان هذا الغسيل عبارة عن استقصاء دموي أو استقصاء بروتوني لكن مع التقدم العلمي أصبحت هذه الطريقة لا تلائم كل المرضي كما أنها تسبب مشاكل كثيرة لهم وخاصة المسنين كمشكلة التنقل والحركة للذهاب إلي وحدات الكلي بالمستشفيات وكمشكلة اضطراب الأملاح والسموم في دم المريض بسبب الفترات المتباعدة بين الجلسات والتي لا تتم في أيام متتالية فتؤثر علي حياة المريض الاجتماعية والعائلية وأخيرا تأتي مشكلة تقييد المريض بأكلات محددة وحرمانه من شرب المياه وتحذيره من الطعام المملح من هنا جاءت في الفترة الأخيرة فكرة تصنيع هذا الجهاز. جهاز ال"ويرابول ارتفيشنال كيدني ماشين" بشكل مبسط هو جهاز يستطيع أن يلبسه المريض ويعمل بنفس تكنيك" جهاز الغسيل الموجود في المراكز الصحية ولكن الفارق انه سيستطيع ارتداءه وخلعه وقتما يشاء كما أنه لن يحتاج إلي التنقل ثلاث مرات أسبوعيا إلي المستشفيات وأخيرا لن يتقيد المريض بأكلات محددة وسيتناول كميات مياه كما يشاء ولن يحرم من ملح الطعام. يعمل هذا الجهاز عن طريق توصيله بالوريد المركزي في جسم الإنسان من خلال "كالونة" تركب في يد أو بطن المريض يتم توصيل الجهاز بها وقت التشغيل. يتكون هذا الجهاز من ماكينة وفلتر وبطارية ومحاليل معينة تكفي لتنظيف دم المريض من السموم وطردها للخارج ثم إعادة الدم نقيا مرة أخري لجسم المريض ، يتم تغير هذا المحلول كل يوم وإعطاء المريض "كونتير" صغير مع الجهاز يرتديه حول البطن أما الفلتر فيتم تغيره كل أسبوع .. أيضا سيوفر هذا الجهاز ميزة أخري للمريض عن طريق سحب المياه الزائدة التي دخلت جسمه من خلال "كونتير المياه" الموجود بالجهاز وبالتالي سيمنع هذا الجهاز حدوث أي مضاعفات للمريض فكلنا نعلم أن في مصر خمسين ألف مريض يقومون بعمل جلسات الغسيل الكلوي كما نشر مؤخرا في تقرير الجمعية المصرية لأمراض وزراعة الكلي.. مؤكدا أن 75% من مرضي الكلي يعانون من "كميات البول القليلة جدا" وبالتالي شرب المياه بكميات كبيرة تؤدي إلي تراكم المياه في الجسم والرئة ولكن بعد استخدام هذا الجهاز سيتم طرد جميع المياه الزائدة في جسم المريض من خلاله وبالتالي لن تحدث أية مضاعفات أخري له. مؤكدا أن منظمة الأكل والأدوية العالمية أعطت وعدا فقط بالاستخدام وبالفعل تم تجربته في شهر أكتوبر الماضي علي 7 مرضي في ولاية سياتل بالولايات المتحدةالأمريكية وهم الآن في انتظار الانتهاء من مشكلة تقنية صغيرة في حجم الجهاز للحصول علي براءة الاختراع فوزن الجهاز المستخدم الآن 5 كيلو جرامات وجاري العمل علي تصغير حجمه إلي 2 كيلو جرام أما دون ذلك فثبت نجاح الجهاز في باقي الوظائف ووجدوا أن الجهاز يعمل باستمرار ونتائج تحاليل المرضي جميعها جاءت منضبطة ، فعلي سبيل المثال تم إعطاء المرضي كميات من الموز ووجدوا أن الجهاز قام علي الفور بضبط نسبة البوتاسيوم في الدم وطرد الكميات الزائدة خارج جسم المريض وبالتالي بدأت تقل نسبة "الأميتيشن" وانتهت معاناة المريض وباتت لا توجد لديه مشكلة في العمل أو الأكل أو الشرب وهذه هي أهم أهداف تصنيع الجهاز تحسين "الكوالتي لايف" للمريض حتي يصبح إنسانا طبيعيا. مؤكدا أن إمكانية تصنيع هذا الجهاز في مصر سهلة جدا فهو جهاز ليس شديد التعقيد ويمكن أن نوفره في بلادنا فور انتهاء البحث وحصول المخترع علي "الأبروفال" أو براءة الاختراع. أثناء إجراء آخر ساعة هذا التحقيق تم تطوير هذا الجهاز إلي "الكلية الصناعية المزروعة" كما صرح دكتور حسين وقال هناك بشري جديدة لمرضي الكلي وهي "الكلية الصناعية المزروعة" ولكن مازالت تحت البحث العلمي الآن ، فكلنا نعلم أن الذراع الآخر لعلاج الفشل الكلوي هو زراعة كلية طبيعية من خلال جسم إنسان آخر سواء كان متبرعا أو متوفي لكن هذه الطريقة لا تلاءم كل المرضي فهناك مرضي حالتهم الصحية لا تسمح وهناك مرضي لا تتوافق أنسجتهم مع أنسجة الكلية المزروعة الطبيعية كما إنهم يحتاجون إلي أخذ مثبطات مناعية حتي لا يتم رفض الكلية من جسم المريض ومن هنا جاءت فكرة الكلية الصناعية المزروعة من خلال الهندسة الوراثية وإنتاج خلايا شبيهة بخلايا الكلية الطبيعية وفلتر سيلكون نانو فلتر يتم تصنيع بعض الخلايا بالهندسة الطبية ويتم زراعتها بجوار الكلية الطبيعية القديمة في جانب العمود الفقري منتصف الظهر في حوض المريض ويتم توصيلها بالشريان الأورطي أي بنفس أوردة وشرايين المريض وحالب الكلية القديمة. هذه الكلية المزروعة في حجم "فنجان القهوة" أي أصغر من الكلية الطبيعية بنسبة بسيطة. أهم ميزة لهذه الكلية الصناعية أنها تقوم بجميع وظائف الكلية الطبيعية فهي تقوم بسحب السموم وضبط الأملاح في دم المريض، كما تعمل علي ضبط أملاح الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم فتساعد علي تكوين "الأسربورتين" الذي يحمي من مرض الانيميا، كما تساعد في إنتاج هرمون وفيتامين (د) من خلال الكالسيوم والفسفور الذي يساعد في تكوين الأسنان ومنع أمراض العظام، أيضا ستنجح هذه الكلية في طرد المياه الزائدة في جسم المريض وأخيرا فهي لا تحتاج توافق أنسجة فلن يقوم جسم المريض بطردها مطلقا لأن المريض ينتج أنسجة جديدة تتلاءم مع الكلية المزروعة من داخل جسمه وليس من الخارج.