[email protected] شهر ديسمبر هو عمدة شهور السنة وحامل أختامها.. يعتقلنا في مناخه الجوي والنفسي، فتغمرنا رغبة السكون، وتصفية أجوائنا، ودخول مصيدة محاسبة النفس، وزخم الذكريات.. الديار القديمة، ومن رحل ومن جاء، من واجه حروب الحياة، ومن هرب منها ومن باع ومن فاز.. نخرج من ديسمبر مجهدين، بعد الجرد والعزال وحرق نفايات البشر والذكريات، والتحرر من الأحلام العبثية التي أثقلت أكتافنا عاما وربما عمرا، وننطلق من حبال الماضي إلي نور ميلاد جديد.. لانحمل إلا ماهو مفرح ومتوهج من أسلحة الذكريات والأصحاب والأحلام المثمرة .. نقتحم بهذه الصحبة القوية دروب أيام طازجة نجهل مفاجآتها، لكننا مستعدون للتعامل معها .. يعني باختصار محتاجين نتحرر بشجاعة من الكراكيب، وننطلق أطفالا متفائلين، ولو احتجنا درع حكمة لصد بلاوي الدنيا.. فعندنا عمنا صلاح جاهين، مولود ديسمبر والمتوج علي عرشه، ننهل من كنوز فصاحة خبرته عن أرباح الدنيا، وهي قبض الريح.. ندخلها فاتحين بصرخة الميلاد، ونتركها حسب أعمالنا، مصروخ منا أو علينا، وغالبا الاتنين !!.. ولعجبي، سيظل أحلي صباح هو المنبثق من مشاغبة إيناس جوهر لعبقرية رباعية جاهين :- " غمض عينيك وامشي بخفة ودلع.. الدنيا هي الشابة وأنت الجدع.. تشوف رشاقة خطوتك تعبدك، لكن أنت لوبصيت علي رجليك، تقع.. عجبي ".. كان القصد تحفيزنا للخروج للشارع متفائلين ! وأن نطيح في الدنيا!!.. أيام كانت الشوارع سالكة ومقسمة مشاه وسيارات، مفتوحة للعوام والتشريفة بعسكري بس.. لكن ماذا لو وظفنا هذه الرباعية في أيامنا الحلوة دي!!.. تخيل أنك راكب عربيتك وسط سردين الشوارع، مغلف بالمقطورات، مفزوعا من هياج النقل الجماعي، متوهما بلوغ منافذ سيولة تصريحات مدير مرور العاصمة.. مصدق وسايق مغمض بخفة ودلع كمال الشناوي، مستبدلا شادية بنجوم اف.ام، تفتكر هاتوصل واللا تولع في شادية والعربية ؟ .. ولو زوج موظف اتمخطر مفلسا بخفة ودلع، بعد توزيع المرتب والسلفة والبقشيش علي الثوابت الشهرية ..تقدر تلومه لو دفع رشوة ليعبد أي وظيفة في الحي، حيث الرشوة حلال، بدل مايبص علي رجليه ويقع، فيتخلع برشوة سكرتير الجلسة، والأولاد يترموا في مجانية التعليم. وعجبي ...