عندما سمعت خطاب أوباما في جامعة القاهرة توجست خيفة من تقنيته العالية وأدائه الرائع الذي سحر الجمهور حتي من لا يعرفون الإنجليزية الأمريكية، وتطلع الخيال العربي الخصب إلي زعيم مثله يوقظ الأمة ويقودها إلي النصر، وهامت بعض وسائل الإعلام في الحلم الذي سيحققه أوباما للعرب بعد أن عجز الحكام عن تأويل ما يراه العرب في واقعهم المعاصر، والطريف أن بعض من يسمون أنفسهم مفكرين منَّي لهم خيالهم المريض أن أوباما سوف يتبني القضايا العربية وعلي رأسها القضية الفلسطينية، وأنه المخلص الذي خرج من الأموات ليخلص الشعوب العربية من حكامها التقليديين، سيؤدبهم، و يستخلص منهم مطالب المعارضة، ومنها الوصول إلي السلطة، مثلما أيدوا بعض المتطلعين إلي السلطة من المسيّسين والضعفاء والمهمشين في انتخابات الرياسة نكاية في السلطة دون اعتبار مصلحة الوطن، ويحقق أهداف الطامحين، وبعضهم تطاول علي الحكام وعقد مقارنات بين رجل لا يعرفون عن سياسته شيئاً ولا أهدافه ولا عن الإدارة التي تقف من ورائه وحدود ماتسمح به له في ممارسة السلطة وبين بعض الحكام العرب، وهو تفاوت بعيد ومقارنة غير واعية.