مجموعة الحاصلين على أوسكار 2016 لم يحدث في تاريخ الأوسكار الممتد لثمانية وثمانين عاماً أن حدث، مثلما حدث في الحفل الأخير الذي أذيع علي العالم مساء الأحد 28 فبراير وشاهده مئات الملايين علي الهواء مباشرة، حيث تحول الحفل إلي حالة من العنصرية الممجوجة، قام بها مجموعة من النجوم السود، للضغط علي أعضاء أكاديمية علوم وفنون السينما المانحة للأوسكار، بزعم أن هناك تجاهلاً متعمداً لترشيح النجوم السود هذا العام! تلك الحملة العنصرية الممجوجة التي بدأها من سنوات المخرج الأسود سبايك لي، وتصاعدت حتي وصلت هذا العام إلي منتهاها، حيث تحول الحفل علي يد مقدمه كريس كلارك إلي مجموعة من النكت العنصرية السخيفة، تحمل قدراً كبيراً من الاستهجان والعنصرية المضادة، كادت تفسد التأثير الإيجابي بحصول النجم ليوناردو دي كابريو علي جائزة الأوسكار الأولي بحياته، بعد عدة ترشيحات، كان جديراً أن يحصل علي أي منها، ولكنه لم يتهم الأكاديمية بتعمد تجاهله كما فعل النجوم السود! الذين تجاهلوا أن كثيراً منهم قد حصلوا في سنوات سابقة علي الأوسكار، ومما يكذب مزاعمهم أن أول ممثلة سوداء حصلت علي الأوسكار كان في عام 1939 كانت «هاتي مكدانيل» التي حصلت علي جائزة أفضل دور ثان في فيلم ذهب مع الريح، وكان «سيدني بواتييه» هو أول نجم أسود يحصل علي الأوسكار في عام 1964 عن فيلم The Lilies of field كما ترشح النجم مورجان فريمان علي الأوسكار أكثر من مرة وحصل علي أوسكار أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم طفلة بمليون دولار، للممثل والمخرج كلينت استوود، وحصلت ووبي جولدبيرج علي أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم الشبح في عام 1991 وهي ضمن أشرس من افتعلن الضجة العنصرية، وقد حضرت حفل الأوسكار وشاركت في تقديم بعض فقراته، وكانت مقدمة الحفل في سنوات سابقة!!! أما النجمة هال بيري فقد حصلت علي الأوسكار في عام 2001 عن فيلم Monster ball وفي نفس العام حصل النجم الأسود دينزيل واشنطن علي أوسكار عن فيلمه يوم التدريب ولم يقل أحد إن الجوائز أغفلت النجوم البيض، رغم أن الأحق بالجائزة في ذاك العام كان النجم «راسل كرو» عن أدائه الرائع لفيلم العقل الجميل!! وفي عام 2005 حصل جامي فوكس علي الأوسكار عن دوره في فيلم «راي»، الذي جسد فيه شخصية عازف الساكس الكفيف راي، وكان المرشح للأوسكار في هذا العام ليوناردو دي كابريو عن فيلمه الجميل The aviator إخراج مارتن سكورسيزي، وكلينت استوود عن طفلة بمليون دولار، وجوني ديب عن فيلم Finding never land ولم يعترض أي من النجوم الثلاثة البيض علي حصول فوكس علي الأوسكار رغم أن أياً منهم كان الأجدر به، وفي عام 2012 حصلت الممثلة السوداء أوكتافيا سبينسر علي جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم «المساعدة» وكان النموذج الصارخ للعنصرية المضادة حصول فيلم 12 عاماً من العبودية علي أوسكار أفضل فيلم وحصول لوبيتا نيونجو علي أوسكار أفضل ممثلة مساعدة كان ذلك في عام 2014 وكانت الأفلام المنافسة بينها جرافيتي وهير وأي منهما كان بالطبع أجمل كثيراً في محتواه ومستواه الفني من 12 عاماً من العبودية الذي كانت تدعمه أوبرا وينفري التي ساهمت في إنتاجه! العنصرية شيء قميء فعلاً بكل أشكالها ومعانيها، سواء كانت موجهة من البيض للسود أو العكس! وبعيداً عن الحالة العنصرية، فإن معظم الجوائز ذهبت لمن يستحقها، ومنها الست جوائز التي حصل عليها فيلم ماد ماكس، والثلاث التي حصل عليها فيلم العائد وهي أفضل ممثل وكانت من نصيب ليوناردو دي كابريو وأفضل مخرج وحصل عليها إليخاندرو جونداليز انيريتو وجائزة التصوير وحصل عليها إيمانويل لويبزكي، وجائزة أفضل أغنية التي حصل عليها «سام سميث» عن فيلم جيمس بوند SPECTRE وجائزة أفضل ممثلة التي ذهبت إلي بري لارنسون عن فيلم الغرفة، وأفضل ممثلة مساعدة التي نالتها إليشيا فيكاندر عن فيلم الفتاة الدانمركية، وجائزة أفضل ممثل مساعد التي حصل عليها مارك ريلانس عن استحقاق! كانت التعليقات العنصرية في حفل الأوسكار تشبه مجموعة من البقع السوداء التي أفسدت جمال الثوب الوردي!