لا تخلو الأرصفة من سماعات المحمول ال«هيد فون»، مجهولة المصدر، التي يقبل عليها المستهلكون، وخاصة الشباب بكثافة، دون أن يدروا أنها غير صالحة للاستخدام، ومعظم الشباب يستخدمونها بشكل يومي ولفترات طويلة مما قد يعرِّضهم لخطر فقدان السمع. حذرت دراسة حديثة عن كلية جونز هوبكنز بلومبرج الأمريكية للصحة العامة، من خطر تعرُّض 10 ملايين شاب مصري لفقدان السمع بسبب استخدامهم سماعات المحمول الخارجية، غير المطابقة للمواصفات وغير موثوقة المصدر، بشكل يومي أثناء المذاكرة والعمل والدراسة وأثناء ركوب المواصلات. أشارت الدراسة إلي أن استخدام السماعات التي توضع علي الأذن لسماع المكالمات الهاتفية أو أصوات الراديو والمسجلات، تتسبب بشكل مباشر في تلف حاسة السمع لدي الكثيرين، وأكدت الدراسة أن قرب مصدر الصوت من طبلة الأذن مع زيادة تردد الصوت يؤدي لحدوث الكثير من المشكلات السمعية. وأظهرت الدراسة أن اثنين من كل ثلاثة يستخدمون سماعات الأذن يتعرضون للإصابة بمشاكل سمعية، ورغم أن الكثير قد يستخدم سماعات الأغاني، خاصة أثناء العمل إيماناً منه بأن ذلك سيساعده علي التركيز وتجنب الضوضاء التي تنتج من الوسط المحيط به، إلا أنها تعرضه للإصابة بأضرار بالغة تؤثر علي قدرته السمعية. ورغم أن الدراسة تشير إلي أن استخدام السماعات غير الأصلية أو غير المطابقة للمواصفات الفنية، يُضر بصحة الإنسان نتيجة للذبذبات الصادرة منها، إلا أنه وحسب مؤشرات السوق نجد أن 90% من أجهزة المحمول بمستلزماتها في مصر غير أصلية أو غير مطابقة للمواصفات الفنية ودخلت بطريقة غير مشروعة، في حين نجد أن معظم المستهلكين يقبلون عليها رغم معرفتهم برداءة المنتج، لكن قلة الثمن جعلت الجميع يتجه إليها، كما جعلت البعض يجدون فيها مصدر رزق لهم، كما يقول محمد سعيد - بائع أجهزة محمول ومستلزماته: إن الزبون أصبح يتجه الآن إلي الماركات المقلدة وهو علي أتم معرفة أن المنتج الذي يشتريه مقلد وقد لا يدوم معه طويلاً، ولكن هذه المنتجات أغرقت السوق ونظراَ لظروف المعيشة يقبل عليها معظم الناس. يتفق معه في الرأي، حسام محمد، بائع، أن أكثر من نصف أجهزة المحمول أو سماعات الأذن غير مطابقة للمواصفات فمعظمها مقلد أو صيني، ولكنها أصبحت التجارة الرابحة في الوقت الحالي حتي أنها أصبحت التجارة الرائجة أيضاً بمعظم المحلات وعدم البحث عن الماركات وغزو البضائع الصينية والمقلدة للسوق الذي أصبح سببا في انتشار السماعات رديئة الصنع. ويقول هيثم محمد، 23 سنة، إن معظم السماعات تتراوح أسعارها من 10 إلي 15 جنيها، وأجهزة المحمول لم يتعد ثمنها 300 جنيه نقوم بشرائها رغم أنها لا تُكمل عدة أيام وتتلف ولكن معظم الماركات غابت عن السوق وأصبحت - خاصة أجهزة المحمول ومستلزماتها - صيني. وتري مروة محمد، 26 سنة، أن معظم الشباب لا يستغنون عن سماعات الأذن، وقد يضعونها بالأذن لساعات طويلة جداَ تصل إلي أكثر من 18 ساعة في اليوم، وفي اعتقادي أنه يجب التنويه بخطورة سماعات الأذن لأن معظمنا يعتقد أنه أمر طبيعي خاصة أن هناك من يستخدمها بالعمل أو أثناء ركوبه المواصلات. من جانبه، يقول عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك، إنه مع تزايد التهريب بالسوق يبحث المواطن عن الحماية التي يحاول أن يقدمها الجهاز للمواطنين، خاصة فيما يخص أجهزة المحمول والسماعات التي تضر بصحة الإنسان وتمثل خطرا علي الصحة، كما قام الجهاز بمخاطبة وزارة الصحة للإعلان عن المواصفات القياسية الخاصة بالهاتف المحمول وتأثيره علي الصحة لمحاربة المنتج الذي قد يضر بصحة الإنسان. أشار يعقوب، إلي أن المنتجات مجهولة المصدر لا نعلم ما مدي تأثيرها علي صحة المواطنين والإضرار بالصحة العامة، ولذلك ندعو المواطنين إلي تجنب المنتجات مجهولة المصدر سواء سماعات الأذن أو أجهزة المحمول لتفادي أضرارها علي الصحة. وعن أضرار سماعات الأذن يقول سمير الأشقر أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة، إنه من المعروف أن التعرض لمستوي عالٍ من الذبذبات يمكن أن يؤدي إلي فقدان السمع، وكثرة التعرض لهذه الذبذبات يؤدي في النهاية إلي قتل الخلايا بالأذن الداخلية مما يسبب بدوره طنينا في الأذن ومشكلات في السمع، ويوضح أن الخلايا برأس الإنسان سالب وموجب ووجود أي موجات مغناطيسية بجانب الخلايا يؤثر علي جسم الإنسان لأن عند وضع أجسام مغناطيسية تقوم بسحب الجزء السالب من الجسم ومن ثم رجوعها مرة أخري عند الاستغناء عنها واستقطاب الخلايا ورجوعها مرة أخري يؤثر علي الخلايا ووظيفتها بما فيها وظائف السمع ، وهو ما يحدث عن استخدام أجهزة المحمول أو السماعات لفترات طويلة. وأشار إلي أن الشباب يقومون باستخدام السماعات بطرق سيئة كرفع مستوي الصوت دون الوعي لحجم الأضرار التي يسببها الصوت المرتفع علي العصب السمعي، فتبدأ الأذن بعدم تمييز الأصوات ومن ثم ضعف السمع، لذا ننصح بعدم بعدم تمركزها علي الأذن والرأس. من جانبه، يقول حمدي الباشا استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة، إن الضوضاء المرتفعة بصفة عامة خاصة عندما تكون قريبة من الأذن لها تأثير خطير علي العصب السمعي خاصة عند تعرض الأذن لضوضاء لفترة طويلة من الوقت عندها يكون الإنسان مهددا بفقد السمع، بالإضافة إلي أن أجهزة المحمول والسماعات بها موجات كهرومغناطيسية تؤثر بالسلب علي خلايا المخ والأعصاب وتسبِّب الأرق. يتابع، أن السماعات تؤدي إلي حدوث التهابات في الأذن الداخلية كما أنها تؤثر علي الأذن الخارجية، وتتسبب في ضعف السمع، وإذا نظرنا إلي الأشخاص الذين يعانون من شبه صمم نجد أنهم يميلون إلي العدوانية وضعف الإنتاج، كما أن الأصوات الناتجة عن السماعات تؤثر علي المخ والتركيز وضربات القلب. ويحذر الباشا من أن السماعات قد تكون سببا مباشرا في وقوع الحوادث نظرا لأن معظم الشباب يضعونها أثناء عبور الطريق أو أثناء القيادة مما يجعل الكثيرين معرضون للخطر لأن السماعات تحجب الأصوات الأخري التي يجب الانتباه لها أثناء السير. وأشار إلي أن هناك علاقة مباشرة بين استخدام تلك السماعات وفقدان السمع، حيث تعمل قوقعة الأذن علي توصيل الصوت إلي المخ مباشرة، ويؤثر استخدام السماعات علي قوقعة الأذن مما يعمل علي تلفها وعدم القدرة علي إرسال الإشارات الصوتية للمخ، محذرا من استخدام السماعات خلال ممارسة الرياضة إذ يصبح الشخص معرضا للخطر، بسبب تدفق الدم إلي العضلات والرئتين والقلب بعيداً عن الأذن، كما يؤدي ذلك إلي زيادة حساسية الأذنين والتعرض للإصابة بفقدان السمع. ولتجنب أضرار السماعات ينصح الباشا ،خاصة الشباب، بعدم استخدام السماعات لفترات طويلة أو أثناء القيادة أو السير لتجنب المخاطر، بالإضافة إلي البعد عن استخدام السماعات مجهولة المصدر لتجنب الإشارات الكهرومغناطيسية التي تصدرها الضارة علي الأذن، وأشار إلي أهمية عدم تبادل سماعات الأذنين لأكثر من شخص، حيث إنها تنقل البكتيريا والعدوي من أذن لأخري، والاهتمام بتنظيف سماعات الأذن بانتظام للقضاء علي الميكروبات والجراثيم التي تحملها السماعات.