مصنع خودرو خلال زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لفرنسا، أواخر شهر يناير الماضي، وقعت شركة PSA الفرنسية (المُصنع لسيارات بيجو وسيتروين و DS) مع مصنع خودرو الإيراني اتفاقية إنشاء شركة في طهران لتطوير وإنتاج سيارات بيجو عام 2017. هاشم يكيزهار رئيس مجلس إدارة خودرو علق: " الاتفاق سيمنح للعملاء التكنولوجيا الأفضل في عالم السيارات وبسعر تنافسي". وطبقاُ لصحيفة لوموند الفرنسية، اتفق الجانبان علي استثمارات قدرها 400 مليون يورو للسنوات الخمس المقبلة، وسوف يُخصص جزء كبير من هذا المبلغ لأبحاث التطوير التي ستجري في باريس، وبحلول النصف الثاني من 2017 ستكون الشركة الفرانكو-إيرانيةبطهران قد أنتجت 200 ألف سيارة طراز بيجو، وسيتم تصنيع نسبة ال70% من كل سيارة في العاصمة الإيرانية وهو ما سيوفر الكثير من النفقات، وستكون الشركة معنية بتصدير ما تنتجه لعموم الشرق الأوسط، وبالتوازي مع ذلك تتفاوض PSA مع شركة سايبا الإيرانية من أجل شراكة مماثلة لتصنيع طراز سيتروين في طهران، علماً بأن سايبا لديها بالفعل شراكة مع مجموعة رينو. السؤال المطروح الآن: من سيكون الشريك الرئيسي لشركة إيران خودرو في المستقبل؟ هل هي (بيجو ستروين) أم فولكس فاجن؟ وإلي أين ستميل الكفة في ظل تهافت الأوروبيين علي عقد اتفقات شراكة مع الإيرانيين؟ مع انفتاح السوق الإيرانية تدريجياً علي الخارج، بفعل إنهاء 10 سنوات من العقوبات الغربية، فإن شركات صناعة السيارات العالمية أخذت تستعد لدخول هذه السوق الواسعة، فإنتاج السيارات في إيران يبلغ حالياً نحو مليون سيارة سنوياً، وهذه السوق بإمكانها أن تصل إلي نحو مليوني سيارة مع حلول عام 0202. خبراء مؤسسة (أي إج إس) الاقتصادية للاستشارات، المتخصصون في الأسواق العالمية للسيارات يتوقعون نمو مبيعات السيارات في إيران بما يتراوح مابين 12 إلي 15 % في حين كان في السنوات الماضية يبلغ مابين 3 إلي 4 %. أحد المؤشرات الرئيسية لسوق السيارات الإيرانية، حسب آراء الخبراء العالميين هي زيادة حجم إنتاج السيارات داخل البلاد، حيث تشير التقديرات إلي أن أكثر من 80 % من إنتاج السيارات في إيران يتم بيعها داخل البلاد. وعلي هذا الأساس، فإن شركات صناعة السيارات العالمية تسعي إلي المشاركة والتعاون مع شركات صناعة السيارات الإيرانية للحصول علي حصة في هذه السوق الواسعة. من المميزات المهمة استراتيجية إيران الجديدة في نقل تكنولوجيا صناعة السيارات بشكل كامل من الشركاء الخارجيين المحتملين إلي داخل إيران. وبهذا الشكل، فإن شركات صناعة السيارات الأجنبية الكبري التي ستدخل السوق الإيرانية لن تستطيع في المستقبل الاقتصار في نشاطاتها مع الشركات المحلية لصناعة السيارات علي إرسال المكونات وتجميعها في خطوط إنتاج الشركات الإيرانية. عملياً، فإن شركتي إيران خودرو وسايبا تدرسان عروضاً من الشركات الأجنبية لصناعة السيارات في ضوء تطوير المنظومة الشاملة للسيارات في إيران. وبعبارة أخري، فإن هذه العروض بالإمكان قبولها إذا كانت من خلال نقل التكنولوجيا تضمن أرضية التنمية الحقيقية والمحلية لصناعة السيارات في إيران. وفي نفس الوقت، فإن الشركات الأجنبية لصناعة السيارات تجري حالياً مباحثات مع الشركتين الإيرانيتين لصناعة السيارات، وتقدم عروضها في ضوء استراتيجية إيران في تطوير صناعة السيارات. شركتا بيجو ستروين ورينو الفرنسيتان كانتا متواجدتين منذ سنوات عديدة في قطاع صناعة السيارات الإيرانية. ومنذ عدة أشهر، بدأتا محادثات للعودة إلي سوق السيارات المحلية، إذ يجريان محادثات مع شركتي (إيران خودرو) و(سايبا) اللتين تعتبران من أكبر شركات إنتاج السيارات في إيران. طبقا لمجلة الوفاق الإيرانية فإن مصادر المطلعة تعتقد أن أكبر شركة لصناعة السيارات في إيران أي (إيران خودرو) توصلت إلي نتيجة بأن شركة صناعة السيارات الألمانية (فولكس فاجن) تعتبر أفضل خيار للصناعة الوطنية الإيرانية لإنتاج السيارات مقارنة مع شركة (بيجو ستروين). ويبدو أن شركة فولكس فاجن الألمانية في الوقت الحاضر وضعها أفضل لتكون الشريك الرئيسي مع (إيران خودرو) مقارنة مع بقية منافسيها الدوليين. فشركة فولكس فاجن ولمكانتها الممتازة في الأسواق العالمية في الوقت الحاضر، وللاستثمارات الضخمة التي توظفها في التكنولوجيا الحديثة، أعطتها موقع الريادة. كما أن هناك نقطة تحظي بأهمية بالغة بالنسبة لشركة فولكس فاجن فيما يتعلق بشركة إيران خودرو، وهي أن الشركة الألمانية أينما دخلت في مشاريع مشتركة لإنتاج السيارات، فإنها تمنح صلاحيات خاصة إلي شركائها التجاريين لتصدير سياراتهم محلية الصنع. بدأت خوردو في عام 1966 بإنتاج وتجميع سيارات هلمان هونتر تحت اسم بيكان بعد توقيع عقد مع مصنع روتس البريطانية، وفي التسعينيات وضعت الشركة في جدول أعمالها مهام تنويع المنتجات وقامت بإنتاج سيارات بيجو، وحالياً تحوّلت إيكو إلي أكبر شركة لصناعة السيارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد اجتيازها مرحلة التجميع والوصول إلي الطاقة الإنتاجية البالغة مليون سيارة سنوياً. كما تقوم الشركة بإنتاج سيارات أخري كسيارات بيجو405 وبيجو بارس وبيجو 206 وبيجو 207i وتندر 90 (لوجان) وسوزوكي جراند فيتارا الرباعية الدفع وكذلك تقوم شركة إيران خودرو ديزل (من فروع إيكو) بإنتاج السيارات التجارية بما فيها الحافلات والشاحنات والميني باصات والفانات كما تقوم شركة "إيريكو" (من فروع الشركة) بإنتاج عربات القطارات. أدرجت مجموعة إيران خودرو الصناعية في جدول أعمالها موضوع التعاون الاستراتيجي مع مصنعي السيارات العالمية المعتمدة مثل مرسيدس بنز وبيجو ورينو وسوزوكي، وقامت بتنفيذ مشاريع عدة بالتعاون مع تلك الشركات، الأمر الذي أعطي "إيكو" قدرات كامنة لتتمكن من تصنيع وتطوير ماركة "سمند" الوطنية.