في حياة كل إنسان مشاكل وهموم وضغوط نفسية قد تحوِّله من شخص هادئ إلي عصبي سريع الانفعال والغضب، إلي الحد الذي قد يفقد السيطرة علي هذه الانفعالات. مؤخرا شهدت ألمانيا ابتكار "خط ساخن" من أجل التنفيس عن الغضب، حيث يقوم الشخص بالاتصال بالخط الساخن ويكون هناك موظف يستمع إليه ويبدأ في الصراخ والسباب وقذف الشتائم من أجل التنفيس عن غضبه، وقد يستمر ذلك إلي أكثر من نصف الساعة، حسب حالة الغضب التي يُصاب بها الشخص، إلي أن يهدأ ثم يغلق الخط. أما في مصر فالحال مختلف حيث نفرغ غضبنا في بعضنا البعض، فالغضب يخرج في السب والشتائم إلي شخص آخر أو حتي قد يسير بعض الناس في الشوارع يتمتمون بالشتائم لتفريغ غضبهم وحالة الكبت التي يعيشونها، لذلك يري بعض خبراء علم النفس أن تطبيق هذه الفكرة في مصر ستكون له نتائج جيدة. الإخصائية النفسية إلهام سعادة قالت إن المصريين يعيشون دائما حالة من الغليان والكبت لعدة أسباب أبرزها مشاكل السياسة ومشاكل العمل أو حتي مشاكل الأبناء والحياة الأسرية، ويظهر هذا الكبت في ارتفاع معدلات العنف بينهم، للتنفيس عن هذا الكبت، فالمصريون بحاجة إلي خط ساخن من هذا النوع للتعبير عن غضبهم، بدلا من تفريغ شحنات غضبهم في شكل صدام مع المحيطين بهم . تتابع: الحياة باتت مليئة بالصعاب والمشاكل التي تشكل ضغطا كبيرا علي الأعصاب سواء نتيجة الأحداث السياسية المتلاحقة، أو مشاكل العمل، أو مشاكل الأسرة وضيق الرزق وارتفاع الأسعار وغيرها من مشاكل وأعباء المواطن البسيط الذي يتمني أن يحيا حياة خالية من المتاعب والصعاب ينعم فيها براحة البال. وتؤكد: المصري بات خلال السنوات الأخيرة عصبيا بشكل مبالغ فيه، وحاد التصرفات والطباع، وبخاصة في ظل الضغوط النفسية التي يتعرض لها من حوله وتؤثر عليه، لذلك فإن المصريين بحاجة إلي هذا الخط الذي ابتكره الألمان، حتي لا يفرغ كل شخص غضبه في الآخر.