شهد مجلس النواب جلسة إجراءات غير مسبوقة في تاريخ الحياة النيابية المصرية، وكان من أبرز ملامحها تقدم 7 مرشحين لرئاسة المجلس وهم: الدكتور علي عبدالعال والدكتور علي المصيلحي والدكتور توفيق عكاشة والنائب المخضرم كمال أحمد (الذي انتخب نائبا لأول مرة قبل 40 عاما) ونائب حزب الوفد عيد هيكل والنائب خالد أبو طالب، عضو مجلس النواب المستقل عن دائرة المرج. حلف اليمين وانتخاب الرئيس والوكيلي في 17 ساعة إجراء انتخابات اللجان بعد تعديل اللائحة الداخلية شو مرتضي وسيلفي ومعاكسات ابرز مشاهد اول جلسة وعبدالعال لنائب: انا اللي كتبت الدستور واضطر جميعهم لتقديم أنفسهم لزملائهم خلافا للمشهد الذي اعتاد المصريون علي رؤيته علي مدي عشرات السنين عندما كان يتم تعيين رئيس المجلس، وإن كان في صورة انتخابات شكلية. كما اضطر المرشحون للمنصب إلي القيام جولات انتخابية مكوكية بين النواب في البهو الفرعوني علي أمل استمالة أصواتهم، ولم يكن الدكتور علي عبدالعال رئيس المجلس المدعوم من ائتلاف دعم مصر استثناء من تلك الحالة وكثّف من بجولاته بين النواب حتي اللحظات الأخيرة التي سبقت التصويت مباشرة. كما شهد منصبا وكيلي المجلس صراعا لايقل سخونة عن الصراع علي منصب الرئيس، وشهد الصراع ارتباكا واضحا، حيث تقدم 150 عضوا للترشح، وبسبب اختلاف النواب علي المرشحين المدعومين من ائتلاف دعم الدولة وهما السيد الشريف (نقيب الاشراف) وعلاء عبدالمنعم النائب السابق ظهر الخلاف واضحا علي الأخير مما دعم فرصة نائب الوفد سليمان وهدان في المنافسة. وفي بداية التصويت علي رئيس المجلس قرر المستشار بهاء أبو شقة، إعادة عملية التصويت بعد تحفظات النواب، وتم إخلاء صناديق الاقتراع من جميع بطاقات التصويت. وكان تكالب النواب علي صناديق الاقتراع أثناء تصويت الأعضاء لاختيار رئيس المجلس أثار اعتراض بعض النواب، من بينهم النائب سليمان العميري، عضو مجلس النواب بمحافظة مطروح، الذي رفض هذا التجمع. وكذلك رفض النائب رائف تمراز المشهد تماما بقوله: «اللي بيحصل دا تصويت جماعي». وشهدت اللحظات الأولي لجلوس الدكتور علي عبد العال علي مقعد رئيس مجلس النواب بداية قوية وساخنة، حيث أثبت رئيس المجلس المنتخب قوة كبيرة في إدارة الجلسة، وأظهر منذ البداية صلابة في موقفه، ووضح جلياً أنه سيكون حاسماً في التعامل مع اللوائح التي تنظم العمل بمجلس النواب. دخل «عبد العال» في مشادة مع النائب إيهاب الخولي، الذي رفض إجراء انتخاب الوكيلين للغد، بعد أن تلقي عبد العال اقتراحا بتأجيل التصويت. وواجه «عبد العال» أزمة مع النواب بسبب طلب تأجيل انتخابات الوكيلين، وحدثت مشادات بينه وبين بعض النواب بسبب اعتراضهم بأن ذلك يخالف اللائحة وانفعل عبد العال، قائلا :»أنا اللي كتبت الدستور وأنا حافظه». كما تحدث رئيس المجلس المنتخب بحدة لإيهاب الخولي قائلاً: «لو سمحت ما «توقفش» إلا لما تاخد الإذن، وأنا عارف الدستور كويس، واتفضل أقعد.. أنا من كتبت هذا الدستور»، مردفاً: «المادة 117 تكلمت عن انتخاب الرئيس والوكيلين، ونحن نطبق اللائحة فيما لا تتعارض مع الدستور»، وتابع، «اتفقنا نطبق اللائحة بما لا يتعارض مع الدستور، وهذا الخيار هو خيار القاعة». وقرر عبد العال استمرار انتخاب الوكيلين بعد موافقة النواب»، ولقي القرار تصفيقا حادا من النواب. وتابع:»محدش يمسك اللائحة أو يرفع الدستور لأني حافظه، وهذا مجلس نواب مصري، وراعي 100 سنة تقاليد برلمانية ولابد أن نظهر بمظهر حضاري، وهذه الصورة لا أوافق عليها علي الإطلاق». وطالب الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، النواب الذين يرغبون في الترشح علي منصب وكالة مجلس النواب، بأن يعلنوا ذلك، حتي تبدأ عملية الانتخابات. وأضاف «عبد العال» في رسالة للنواب: « سأضطر إلي تنفيذ الضوابط التي نصت عليها اللائحة، حال الخروج علي الضوابط المنصوصة». وطالب عدد من النواب، بإعطاء كل نائب مرشح علي منصب الوكالة، فرصة للتحدث عن نفسه، لكن «عبد العال» رفض، موضحاً أنه لم يكن يرغب في أن يتحدث عن نفسه خلال ترشحه لمنصب رئيس البرلمان، مشيراً إلي إن الكل يعرف بعضه. وفي بداية كلمته تقدم رئيس مجلس النواب الجديد، الدكتور علي عبد العال، بالشكر العميق علي هذه الثقة الغالية التي حصل عليها بانتخابه رئيسا للبرلمان. وأضاف رئيس مجلس النواب، إن الجماهير التي خرجت إلي صناديق الاقتراع حمّلتنا الأمانة وأولتنا ثقتها، فلنرد لها هذه الثقة عطاءً بلا حدود، وعلينا أن ندرك أن حل المشكلات لا يعني إسقاط المبادئ، وأن خيرها ما صيغ من استلهام الماضي ومعالجة جراحه واستنهاض الحاضر، وشق طريق المستقبل وإغلاق الباب أمام أي فساد أو إفساد، وأن نتمسك بتضامننا وأن نجعله كتاباً نقرؤه وهدي ينير الطريق لنقيم مجتمع السلام الاجتماعي والتضامن القومي. وأضاف: علينا جميعًا المشاركة الواعية والمتعمقة لدراسة مشروعات القوانين والتصدي للمشكلات الجماهيرية الملحة والتعبير عن تطلعات الجماهير، وهو ما يشكل أساس أي مؤسسة. وتابع: إن الفصل التشريعي الذي نستقبل اليوم أولي جلساته البرلمانية يتطلب منا بذل الجهود المضنية دون كلل أو ملل لإنجاز مجموعة من التشريعات التي أناط بها الدستور المجلس الموقر في المجالات الاقتصادية والخدمية والعدالة الاجتماعية من أجل إسقاط كل عوائق التنمية، وسأعمل علي أن يكون المجلس منبرًا لحوار ديمقراطي راقٍ تتاح فيه الفرصة لكافة الانتماءات السياسية للتعبير عن آرائها. وقال رئيس مجلس النواب، إن الجماهير التي خرجت في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، قد حملتنا أمانة وثقة غالية ولنعاهد الله والشعب والقائد علي أن نواصل العمل الدءوب لمواجهة القضايا الملحة، وأن نرد هذه الثقة عطاءً بغير حدود لنبني وطنًا عزيزًا يفيض قوياً بالخير علي أبنائه. وأضاف «عبد العال»، خلال كلمته بمجلس النواب بعد اكتساحه الانتخابات التي أجريت، أننا يجب أن نتفق علي أن الهدف القومي هو الهدف الأعلي والأسمي، وأننا إذا اختلفنا في سبيل تحقيق هذا الهدف فهو اختلاف لا خلاف، وهو تبادل الرأي لا تبادل الاتهامات وهو تلاحم لإنارة الطريق لا أن نظلم الطريق، وهو التشاور والتنسيق وليس التشابك والتمزيق، لذلك فإن علي الأقلية النزول لرأي الأغلبية كما أن علي الأغلبية ألا تتجاهل رأي الأقلية. ورحب رئيس مجلس النواب خلال كلمته الافتتاحية عقب إعلان فوزه، بجميع النواب قائلاً: «مرحباً بكم في بيت الشعب نواباً للشعب بعد حصولكم علي أعلي وسام يطمح إليه أي وطني مخلص وثقة الشعب التي شرفكم بها في انتخابات حرة ونزيهة تمت تحت إشراف قضائي لتكونوا ضميره اليقظ.. بحماية جيش الشعب وشرطته وقضائه، ووحدة الهلال مع الصليب». وشدّد رئيس مجلس النواب، علي عدم الغفلة عن مطلب الشعب، وتابع: «الشعب متيقظ يراقب ويحاسب». شهد مجلس النواب تصفيقاً حاداً من أعضاء المجلس والوقوف لتحية الرئيس عبد الفتاح السيسي والجيش والشرطة والقضاء، أثناء كلمة رئيس البرلمان الدكتور علي عبد العال عقب فوزه برئاسة المجلس، رافعين الأعلام المصرية. وتوجه علي عبد العال بالشكر للنائب بهاء أبو شقة، لإدارة الجلسة الإجرائية بمجلس النواب، فيما توجه لنهي الحميلي وعمر حسانين، للمشاركة في إدارة الجلسة، وبالشكر للزملاء الذين نافسوه علي مقعد رئاسة برلمان 25 يناير و30 يونيو.