اختارت التفاؤل عنواناً لحياتها، ترفض الاستسلام لضعفها تماما، تقهر خوفها بالعمل، تصر علي أن بلاتوهات التصوير هي أمانها وأساس راحتها، ورغم أنها تعرضت للخيانة والغدر من أقرب الناس لها، إلا أنها تصر علي أن ما حدث ليس من أخلاق الوسط الفني وأنها حالة شاذة تزول بانتهاء المرحلة، تعاملها الدائم بحسن النية هو الذي يوقعها في مثل هذه المشاكل ، ولكنها لا تلتفت لها وتستمر في مشوارها، تعيش في معسكر مغلق حالياً للانتهاء من قراءة باقي حلقات مسلسلها الجديد "الكيف"، الفنانة لوسي التي كان لنا معها هذا الحوار.. بعد غياب 3 سنوات عدت ب "ولي العهد" للتليفزيون فلماذا كل هذا الغياب؟ في هذه الفترة استقبلت عددا كبيرا من العروض الفنية، وعجزت عن المفاضلة بسبب الأحداث التي كانت تمر بها البلاد في ذلك الوقت، لأن المركب كانت بتغرق وعشان ننقذها كان علينا أن نشارك بكل ما نملك لنصل جميعا إلي بر الأمان، لكن من تعاملت معهم حاولوا يغرقوني معاهم وتعرضت لعملية نصب وخداع فقررت الابتعاد حتي لا أخسر نفسي، إلي أن جاءتني تجربة ولي العهد التي رحبت بها، واستمتعت جدا بهذه المشاركة. حُسن النية دائما ما يضعك في مواقف محرجة خاصة إذا كانت من داخل الوسط الفني؟ للأسف الشديد أنا بطبعي طيبة، وأتعامل مع الجميع بحسن النية، لكن المحزن أن تأتي الضربة من أقرب الناس إليك، والخيانة كانت من زميلة وفنانة معروفة داخل الوسط الفني، وحاولت توريطي في أحد الأعمال الفنية مع إحدي الجهات الإنتاجية التي تجاهلت تاريخي ومشواري الفني وتعاملت معي وكأنني فنانة مبتدئة في التمثيل ، ولكن سرعان ما تداركت الموقف واعتذرت في اللحظات الأخيرة. هذا الأمر تكرر كثيراً في الفترة الأخيرة مع عدد كبير من النجوم من وجهة نظرك ما أسباب ذلك؟ التنازل في الحقوق من أهم الأسباب، ووقتها تنازلت عن حقي وخفضت أجري للنصف من أجل سير العملية الإنتاجية، ولكن قوبل ذلك من الطرف الآخر بأنني أفعل ذلك من أجل التواجد خلال المسلسل، وهو علي العكس تماما لأنني قررت تخفيض الأجر رأفة بالحالة الفنية. هل خرجت من هذه التجربة ب"دروس مستفادة"؟ سوف أنتبه وآخذ حذري في كل مرة، حتي لا أكون ضحية قلبي الطيب ، أو حتي ضحية عشقي للفن. تعيشين حالة خاصة حاليا وسط 10 حلقات تم الانتهاء من كتابتها لمسلسل الكيف فكيف تجدينها؟ أعيش بالفعل وسط حالة من المتعة، فأنا أمام ورق تمت كتابته وصياغته بعناية شديدة، ليتناسب مع روح العصر، والأكثر متعه أنني وجدت دوري مفاجأة حقيقية بكل المقاييس، لأن الشخصية جديدة وسوف تقدمني بشكل لم أكن أتوقعه. نريد التعرف أكثر عن هذه المفاجأة؟ لا أستطيع التطرق إلي الشخصية من قريب أو بعيد لحين الانتهاء من كافة التفاصيل وبدء التصوير ، كما أنني من النوع الذي لايهوي الحديث عن الأدوار أو الشخصيات لحين الاستقرار علي باقي فريق العمل وتتضح كل التفاصيل. يبدو أنك تخشين الحسد؟ إطلاقا ولكن لا أفضل ذلك، ولا تستهويني فكرة التصريحات حتي يكتمل البناء تماما ونجد المادة الكافية لنتحدث عنها، لكن ما أستطيع قوله إن الدور والشخصية لم يسبق لي من قبل تقديمهما. كيف ترين مسألة تحويل الأعمال السينمائية إلي درامية تليفزيونية ؟ إذا كان العمل سوف يتناول الأحداث بشكل أدق وبه تفاصيل كثيرة فما المانع أن يتم تحويله إلي عمل تليفزيوني كنوع من الإبداع والإمتاع في ذات الوقت ، ولكنني ضد تحويله دراميا من أجل التناول بشكل جديد فقط ، دون تقديم فكرة أو مضمون جديد للأحداث، وإذا حدث ذلك فأعتبره فقرا فنيا وحشو. وبالنسبة لدراما الأجزاء خاصة أننا أمام المرحلة الأخيرة في التحضير للجزء السادس من ليالي الحلمية؟ هذه المسألة يحددها العمل الفني أيضا ، فهل هو في حاجة إلي جزء آخر من العمل أم لا ، ونجاح الجزء الأول دائما ما يتيح لفريق العمل استثماره من خلال جزء آخر، ولكن إذا كانت الدراما تسمح بذلك وعلي أساسه نبدأ النظر في هذه النقطة. إذن لماذا الجزء السادس من مسلسل ليالي الحلمية خاصة بعد مرور أكثر من 25 عاما علي أجزائه الخمسة؟ من وجهة نظري التحضير لجزء سادس لمسلسل ليالي الحلمية يعد تكريما لكل الفنانين الذين شاركوا فيه وصناعة خاصة للراحلين المؤلف أسامة أنور عكاشة والمخرج اسماعيل عبد الحافظ، وهذا الجزء تكريم لمسيرتهما الفنية بعد رحيلهما، وأعتقد أن العمل سوف يتم تناوله بشكل معاصر ليواكب الأحداث التي تمر بها البلاد، ويستكمل المسيرة التي انتهي عندها الجزء الخامس من أحداث سياسية وفوضي أخلاقية ومسألة توظيف الأموال، وكلها عوامل وعناصر تساعد علي استكمالها في أجزاء أخري. هل سيكون لحمدية دور في هذه الليالي؟ حتي الآن لم تتضح المعالم بالنسبة لي، ولا أعرف إذا كنت موجودة أم لا، وإذا تم الاتصال بي فلن أرفض المشاركة وأستعيد مع باقي النجوم المشاركين أهم ذكريات ليالي الحلمية وما قدمناه في الأجزاء السابقة، مع العلم أنني أرفض المشاركة في أكثر من عمل ولكن أمام هذه الليالي لن أرفض وأرحب بذلك. خمسة أجزاء بتوقيع الراحلين الكاتب أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبد الحافظ فهل سيصمد الجزء السادس أمامها خاصة أنه بتوقيع جديد؟ ولم لا ووجود كل من المؤلف أيمن بهجت قمر والفنان عمرو محمود ياسين الذي يشاركه كتابة الأحداث سوف يزيدان من قيمة العمل الفنية، والاثنان تفوقا علي نفسيهما في هذه المسألة لاختيار عمل فني ومنطقة كانت غائبة عن عدد كبير من المؤلفين، وأنا علي أحر من الجمر لخروج هذا العمل للنور وعلي حد علمي أن الفنانين الذين سيشاركون من الأجزاء السابقة هم صفية العمري ومحسنة توفيق وهشام سليم . هناك أصوات ترفض هذه الفكرة وأن تقف الأحداث عند الجزء الخامس؟ للأسف الشديد هناك أصوات نادت بذلك بدون تبرير، إلي جانب بعض الكتابات الاخري التي رفضت أيضا عمل جزء سادس للمسلسل ، في حين أن الراحل أسامة أنور عكاشة كان يعكف علي كتابة الجزء السادس بنفسه لليالي الحلمية ، لكن لم يسعفه القدر ، ورحل قبل إتمام هذه الفكرة، ومن وجهة نظري أيضا سواء كنت بالمسلسل أم لا أن هذا الجزء استمرار للمسيرة وتعريف الجيل الجديد يقيمه الأجزاء السابقة وأهمية هذه الأعمال في ذلك الوقت وكيفية تناولها للأحداث بشكل مختلف . هل تعتقدين أنها مغامرة منهم؟ بالطبع لا لأنهم لن يغامروا أو يجازفوا بتاريخهم الفني، ولكنهم تمردوا علي واقعهم وحاولوا أن يسترجعوا ذكرياتهم مع الجمهور مع هذه الأحداث الدرامية المؤثرة التي كانت إحدي علامات الدراما الرمضانية ومازالت حتي وقتنا الحالي، وستظل علي مدي العصور. أري علي وجهك التفاؤل؟ متفائلة بطبيعتي ، والتفاؤل مطلوب لأن الحياة ليست في حاجة إلي الحزن أو التشاؤم ومن المواقف الطريفة التي كانت دائما تحدث معي وكنت أصر علي الاستمرار فيها أثناء الرقص ، فعندي بدله للرقص أسميتها " بدله قطع النور " لأنني عندما كنت أرتديها دائما ما كان النور ينقطع ، لدرجة أن المساعدة التي كانت معي قالت إن هذه البدلة وشها نحس ولازم تغيريها، وكنت عندما أقلعها يأتي النور ، ولكنني أصررت علي أن ألبسها في جميع الحفلات وكان النور بيقطع إلي أن جاء الوقت ولم يقطع النور في يوم من الأيام.