«آخرساعة» تحاور العشرى طارق العشري واحد من جيل المواهب أصحاب العطاء الجميل مع منتخبي مصر القومي والعسكري ومع الاتحاد السكندري كان مثالا متميزا بموهبته وأخلاقه ومهاراته عشق فن التدريب، وحصل علي العديد من الشهادات التدريبية الدولية. واختار التدريب لنفسه مجالا حقق فيه إنجازات مع فرق كثيرة منها حرس الحدود وإنبي وأهلي بنغازي وأضاف بها الكثير لرصيد نجاحاته وفوزه بوسام الرياضة من الطبقة الأولي بالإضافة للقب «العنيد» وهاهو طارق العشري يعود من رحلة تدريبية لنادي الشعب الإماراتي.. ماذا يقول بعد أن استقر في الجبل الأخضر مديرا فنيا للمقاولون العرب؟! وماهي خطته الآجلة والعاجلة لإنقاذ مايمكن انقاذه في الجبل الأخضر؟! أي الأندية تعتبرها وش الخير عليك في مشوارك التدريبي؟ نادي حرس الحدود الذي حققت معه 3 بطولات كبيرة وبصراحة أعتبره بيتي الأول وأكن لكل مسئوليه كل التقدير والاحترام ولا أنسي الدور الأكبر الذي قدمه الأب الروحي المشير محمد حسين طنطاوي طوال دعمه لي وللفريق بكل الإمكانات في بدايتي التدريبية وهو الذي ساعدني علي أن أحصل علي فرصتي من خرم إبرة. رغم جذورك السكندرية.. ما السر في تراجعك عن تدريب الاتحاد السكندري؟ ليس سرا لأني قبلت في البداية تدريب فريق نادي الاتحاد السكندري استنادا لأنه البيت الذي تربيت فيه عندما كنت لاعبا ولكن عندما فكرت بجدية وجدت أني لست الرجل المناسب في ذلك التوقيت لشعوري بأن كل ماسوف أبذله من جهد سواء في الإعداد والبرامج لن يتم ترجمته بسبب القصور في ملاعب التدريب.. وفضلت الاعتذار. ماتفسيرك لتدهور نتائج فريق المقاولون العرب في الفترة الأخيرة؟ بمراجعتي لشرائط كل مباريات الفريق في الدوري شعرت بسوء الحظ الذي صادفه الكابتن حسن شحاتة وفريقه الذي كان يؤدي مباريات جيدة لكن النتائج تأتي عكسية فالفريق لا يستطيع الحفاظ علي المكسب كما أنه عندما يخسر لا يمكنه التعويض. ولأي مدي نجحت في تجهيز اللاعبين لتخطي تلك الأزمة؟ أي مدرب يأتي لتدريب الفريق يسعي لتطبيق فلسفته ويحاول دراسة الفريق عن قرب من الناحية البدنية والفنية ويبحث عن العناصر التي يحتاجها صفوف الفريق وأعترف أن أحد الصعاب التي واجهتني منذ قدومي لذئاب الجبل ظروف ضيق الوقت الناتج من تتابع المباريات بجدول مسابقة الدوري وفي وقت أحتاج فيه لإجراء عملية إنعاش جديدة للفريق ولذا قمت بمراجعة روشتة العلاج بتغيير خطط اللعب والتكليفات والتغييرات وإعداد اللاعبين نفسيا. كيف تعاقب سوء الأداء والأمور الفنية عند لاعبيك؟ هناك لائحة مكافآت للاعب المجتهد الذي يطور نفسه في الأداء والتكتيك بناء علي تعليماتي ومن منطلق اهتمامي بالعمل السيكولوجي والتزامي بمبدأ الاحترام والتعامل بروح الأخوة مع لاعبي الفريق داخل وخارج الملعب ولكن من يتطاول علي أي فرد في الجهاز الفني ويخالف تعليماته أو يرفض أن يكون احتياطيا أو يعترض علي الحكام ولا يتبع اللعب النظيف سيجدني ديكتاتورا في الملعب. ما الأسباب الحقيقية وراء عودتك من تجربة الإمارات؟ ذهبت لخوض تجربة تدريب نادي الشعب الإماراتي وبداخلي طموح كبير لتحقيق نجاحات كثيرة وللأسف واجهتني عقوبات كثيرة .. منها أن اللاعبين المحليين لم يكونوا علي المستوي المطلوب لدرجة أنهم كانوا بمثابة عائق كبير في ترجمة الأداء بتحقيق المكاسب وأيضا ليس لديهم استجابة أو روح بالإضافة لأن اللاعبين المحترفين لم يكن لديهم مردود جيد. لماذا تركز علي رفع اللياقة البدنية للاعبي الفريق؟ أي فكر وأي طريقة أو أي تعليمات لأي مدرب يريد أن ينفذها لابد أن يكون عند اللاعبين اللياقة البدنية اللازمة لتحقيق مايريده في الملعب فالسيارة لا تستطيع أن تسير بدون بنزين. هل كثرة النجوم مشكلة أم ميزة؟ بالفعل هناك نجوم وعناصر مبشرة داخل صفوف الفريق وذلك لايمثل أي مشكلة بالنسبة لي لأني أتعامل مع الجميع بدون تمييز وأضع دائما مصلحة الفريق في المقام الأول بعيدا عن نجومية أي لاعب. من اللاعب الذي ينفذ تعليماتك.. ومن الأقرب للاحتراف؟ لا أتحدث عن أي لاعب بصفة خاصة لأنني مسئول عن فريق المقاولون العرب ككل ولست مسئولا عن لاعب أو لاعبين. هل سنري تعديلات في مراكز اللاعبين؟ من المؤكد هناك أدوار جديدة لبعض اللاعبين بعدما عرفت قدرات كل لاعب والأدوار ستكون بالشكل الذي يتناسب مع تفكيرنا في تطوير الأداء نفسه إلي الشكل الهجومي مع تأمين الجانب الدفاعي بالإضافة إلي اعتمادنا علي القادمين من العمق الذين يمثلون مشكلة للفرق المنافسة. هل تشعر بالقلق في تدريبك لذئاب الجبل؟ لست قلقا من التجربة ذاتها بل أنا متفائل وواثق من النجاح بإذن الله فبالرغم من وجود المقاولون في أسفل جدول الدوري وترتيبه ال 61 إلا أنه مازال أمامي جولات في الدور الأول بالإضافة لمباريات الدور الثاني كاملة ومن خلالها سأسعي لتحسين مركز الفريق وعودته لمكانته الطبيعية التي تليق بقلعة ذئاب الجبل خاصة بعد فوزنا الأخير 2/صفر علي بتروچيت. ولأي الفرق تعمل ألف حساب؟ أعمل ألف حساب للفرق الصاعدة للدوري الممتاز والأخري التي تنافس علي البقاء أما الفرق الكبيرة فهي كتاب مفتوح بقوتها الضاربة وفكر وخطط مدربيها ولا أخفي أني أسجل مباريات الفرق التي سأقابلها وأحلل كل كبيرة وصغيرة وأستعد لها. من المدرب صاحب التأثير في حياتك العملية؟ هناك ثلاثة مدربين أصحاب فضل عليّ هم الكباتن محمد عمر الذي وقف بجانبي من بدايتي مع حرس الحدود عندما كان فريق السواحل وحلمي طولان وهو من المدربين الأكفاء فنيا وعلي مستوي عال خلقيا وآخرهم مستر مانويل جوزيه المدير الفني الأسبق للأهلي وبصراحة تعلمت منهم الكثير في فنون التدريب. وما رأيك بصراحة في بطولة الدوري؟ البطولة منافسة قوية وشرسة يجب الاستعداد لها بكل الوسائل ومن يملك قاعدة عريضة وخبرة كبيرة ونفسا طويلا يصبح حظه أوفر للمنافسة علي الدرع أو الوقوف في منطقة المربع الذهبي في المسابقة. لماذا يغرد لاعبو الإسكندرية في المجال التدريبي؟ طلعت يوسف ومحمد عمر وأنا أكثر المدربين الذين عملوا خارج الإسكندرية وإن كنت أكثر حظا لأني وجدت فرصة للتدريب في نادي حرس الحدود ونتيجة الاجتهاد وذيوع اسمي بشكل أكبر انتقلت لتدريب نادي إنبي ومن بعده أهلي بنغازي ثم جاءت عودتي لإنبي.. وتلاهما تدريبي لنادي الشعب الإماراتي وأخيرا رسا قارب التجديف علي شط نادي المقاولون العرب.. وللعلم اسمي يتردد بشكل كبير في النادي الأهلي.. وهذا وسام بالنسبة لي.. وطالما اجتهدت وأنت في عالم الاحتراف فأنت ستتعرض لتدريب أي فريق داخل الإسكندرية أو خارجها.. لكن عليك اختيار المكان المناسب الذي تستطيع أن تظهر فيه قدراتك التي أكتسبتها من خبرات تدريب الأندية.