مقولات نكررها دائما نحن العرب من بينها: الكيل بمكيالين، ازدواجية المعايير، حيث نردد دائما أن الدول الغربية تكيل بمكيالين بين الأحداث التي تحدث في الشرق الأوسط، أو الدول العربية، وبين الأحداث التي تحدث في الدول الأوربية، وأن هناك ازدواجية في المعايير في تعامل الغرب مع حوادث الإرهاب، ففي حادث سقوط الطائرة الروسية، وما حدث في فرنسا، في الأولي صدرت بيانات إدانة من الدول الغربية، وأمريكا، وقرارات بوقف حركة السياحة، وفي الثانية تعاطف ومؤاذرة، والسؤال هل الغرب بالفعل يكيل بمكيالين، وأنه يتعامل بازدواجية المعايير؟، الإجابة المؤكدة: لا، الغرب يتعامل وفق مصالحه، ووفق ما يراه مناسبا لتحقيق هذه المصالح، كما يتعامل وفق منطق القوة، الغرب يتحدث منذ سنوات عن الفوضي الخلاقة، وعن شرق أوسط جديد، ونحن نسمع ولا نعي، هم يتحدثون ويتحركون بمنطق الفعل، ودائما نحن العرب نتغني بأننا الضحية، وأن الغرب يكيل بمكيالين، ويتعامل بازدواجية المعايير، وحتي نفهم أكثر ما يحيكه الغرب لنا أسوق بعض ما كتبه الكاتب البريطاني روبرت فيسك: دعم بلادي لإسرائيل يتماشي منطقيا مع رفضها الاعتراف بأي حدود عربية إلا إذا ناسبهم ذلك، فهم من يرسمون الحدود، وهم من يحددون أين تبدأ الحضارات وأين تنتهي، والغرب هو من يقرر حماية السيادة أو الاعتداء عليها في الشرق الأوسط، ويقول أيضا: تنظيم داعش الإرهابي هو الطرف الذي كتب نهاية اتفاقية سايكس بيكو في أوائل عام 2014 عندما بث تسجيلا مصورا به بلدوزر يجرف حاجزًا رمليًا يحدد الحدود بين العراق وسوريا وأسفله لافتة ملقاة علي الرمل مكتوب عليها: «نهاية سايكس- بيكو»، ومما قاله أيضا: لقد دعمت الدول الغربية بشكل متعمد طوال العقود الماضية الديكتاتوريات الوحشية التي قمعت العرب، فلم تعد «الديمقراطية» بالنسبة لهم تعني حريةَ التعبير وحريةَ انتخاب قادتهم؛ بل كانت إشارةً إلي الدول الغربية «الديمقراطية» التي استمرت في دعم الديكتاتوريات الوحشية.، وأن الثورات العربية التي اجتاحت الشرق الأوسط في عام 2011 لم تُطالب بالديمقراطية، بل رفع القائمون بها لافتات طالبت بالكرامة والعدالة وهما سلعتان لم يسعَ الغربُ إلي توفيرهما للعرب، ولا أملك إلا أن أقول أفيقوا ياعرب قبل فوات الأوان.